‘كاتب: خطة روسيا لدعم الأسد لا تشمل أي تعهد باستقبال لاجئين حتى لو كانوا من أصول قوقازية’
3 شباط (فبراير - فيفري)، 2018
نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” مقالاً للكاتب الروسي “ليونيد إيسايف” بيّن فيه أن روسيا التي وقفت إلى جانب رأس النظام في سوريا بشار الأسد، على مدار العامين الماضيين، وتحاول لعب دور المفاوض الرئيسي في العملية السياسة التي تهدف لوضع حد للحرب السورية، تبدو غير مستعدة لتحمل مسؤولية ما يحدث في سوريا حالياً فيما يخص اللاجئين.
ووفق الكاتب فإنه حتى الآن، يعيش بين 7 و8 آلاف سوري فقط في روسيا، غالبيتهم توجهوا إلى جمهوريات شمال القوقاز.
وفق رأي الكاتب فإن هناك مخاوف من قبل السلطات الروسية من استضافة وافدين من سوريا، حيث وزارة الشؤون الخارجية الروسية، سوريا في قائمة الدول المصدرة للمهاجرين الخطرين من الدرجة الثانية. ويعني هذا أن هؤلاء الناس غير ممنوعين من البقاء على أراضي الاتحاد الروسي، بيد أن استصدار تراخيص رسمية للسماح ببقائهم هناك أمر بالغ الصعوبة.
عملياً، واستناداً إلى أسباب موضوعية، فقد أعجز ذلك اللاجئين السوريين عن تقديم حزمة الوثائق التي تتطلبها البعثات الدبلوماسية الروسية في الخارج لمنح تصريح بالإقامة الدائمة في روسيا، ولذلك فقد منعوا من دخول البلاد. ويعود السبب في تلك الإجراءات إلى خوف المسؤولين من إمكانية دخول مهاجرين من أصحاب الفكر المتشدد إلى الأراضي الروسية، خاصة أن عدداً كبيراً من المهاجرين اختاروا منطقة القوقاز وجهة لهم.
الأهم من ذلك وفق وجهة نظر الكاتب أنه بالنظر إلى العدد المتدفق من اللاجئين، من الواضح أنه من بين هؤلاء المهاجرين هناك من يتبنى آراء سياسية بالغة الاختلاف عن غيره. فمن وجهة نظر القيادة الروسية، فالناس الذين لا يساندون الموقف الروسي تجاه سوريا هم الآن غير مرغوب فيهم على أراضي الاتحاد الروسي.
ويكشف الكاتب أن من ضمن أهداف العملية العسكرية الروسية في سوريا تثبيت حكم بشار الأسد ومنع انهياره ولذلك فإن السلطات الروسية لا ترغب في وجود مواطنين سوريين على أراضيها ممن لا يرون في روسيا منقذاً لهم.
ومن جانب آخر وبالنسبة للقوقاز فلا تزال تمثل مشكلة حقيقية لروسيا في شمال البلاد. فوفقاً للكثير من المصادر، ومنها “هيئة الخدمات الأمنية الفيدرالية الروسية” والمراكز البحثية، يتراوح عدد منتسبي تنظيم “الدولة الإسلامية” من القوقازيين ما بين 500 إلى عدة آلاف من المقاتلين.
وقد نقل الكثيرون منهم عائلاتهم إلى المناطق الخاضعة للتنظيم في سوريا والعراق على أمل عدم العودة إلى بلادهم. وفي هذه الحالة، فإن مشكلة عودة هؤلاء الناس إلى مناطق الاتحاد الروسي تعد مشكلة حقيقية بالنسبة لروسيا.
وجدير بالذكر أن غالبية السوريين الذين اختاروا روسيا وجهة لهم هم في الأساس من القوقاز، وجميعهم متحدرون من القوقاز الذين أجبروا على مغادرة دولتهم بشمال القوقاز ومنطقة البحر الميت خلال سنوات الحرب القوقازية في النصف الثاني من القرن العشرين. ونتيجة لذلك، فإن إجبار القوقاز السوريين على العودة مجدداً إلى روسيا لا يعني طلب حق اللجوء بمعناه الحقيقي لأنهم سيعودون إلى وطنهم التاريخي.
ونستطيع أن نجد مثالاً واضحاً على ذلك في البرنامج الحكومي الذي أطلق عام 2006 في روسيا للارتقاء بعملية الاستيطان الطوعي لأبناء البلاد الذين عادوا إلى وطنهم مجدداً، والتي لم تشمل سوى منطقة ستافروبول من بين باقي جمهوريات شمال القوقاز الفيدرالية.
وفي الوقت نفسه، فإن المناطق ذات النصيب الأكبر من جماعة القوقاز العرقية لم تكن ضمن هذه المنطقة على الرغم من طلبات الانضمام الكثيرة التي تقدم بها المواطنون والمنظمات العامة في هذا الخصوص، لكن نتيجة للتداخل النشط مع الحرب السورية لسنوات كثيرة، فإن روسيا تبدو رافضة بصورة قاطعة لاستضافة اللاجئين السوريين الفارين من العمليات العسكرية.
ويقول الكاتب إن خطة عمل القوات الجوية الروسية في سوريا كانت بهدف تعزيز الموقف السياسي لـ”فلاديمير بوتين” داخل البلاد وبدء حوار مع مراكز القوى في العالم. لكن أياً من تلك الدوافع لم يتعهد بأي التزامات تجاه السوريين، ومنهم أحفاد المهاجرين القدامى الذين طردوا من القوقاز. ولذلك فإن الطريق إلى عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم في القوقاز يبدو وكأنه يفضي إلى لا شيء.
اقرأ أيضا: المنحة التركية للتعليم الجامعي والدراسات العليا.. شروط ميسرة وقبول واسع للسوريين
[sociallocker] [/sociallocker]