“أطباء بلا حدود”: المرافق الطبية في إدلب تدفع ثمنًا باهظًا



قال حسن بوسنين، رئيس عمليات منظمة (أطباء بلا حدود) شمالي سورية: “إن استهداف المشافي والمرافق الطبية ضاعف من صعوبة أوضاع النازحين والمصابين من جراء الغارات”. بحسب الموقع الرسمي للمنظمة.

أضاف بوسنين أن “المرافق الطبية تدفع ثمنًا باهظًا جراء هذا القصف العنيف. ففي التاسع والعشرين من كانون الثاني/ يناير، تمّ استهداف المشفى الوحيد في مدينة سراقب الذي تدعمه (أطباء بلا حدود)؛ ما أدى إلى إخراجه عن الخدمة. كما أخبرَنا عدد من العامليين الصحيين الذين نتواصل معهم أن هناك مباني قد سُوّيت بالأرض”.

عن الجهود والخدمات التي تقوم بها (أطباء بلا حدود) في المنطقة، تحدث الدكتور بوسنين: “أرسلنا على الفور فرقًا طبية إلى المناطق النائية البعيدة عن المراكز الصحية؛ للاطلاع على أوضاع النازحين والمصابين، وقمنا بتشغيل عيادة متنقلة، وتبرعنا بالأدوية للعيادات التي تشهد زيارات هائلة في أعداد المرضى، في مناطق متفرقة من ريف إدلب الشمالي”.

أضاف: “كذلك نستعد لمساعدة المستشفيات المجاورة، في حال تدفق الضحايا بشكل مفاجئ، ونحن في طريقنا إلى إعداد غرفة الطوارئ وقسم المرضى الداخليين؛ لتخفيف الضغط على المستشفيات الجراحية المحلية. ولكن من الصعب جدًا على المنظمات الطبية في إدلب أن تتحمل أعباء الرعاية الطبية، في حال استمر القصف واستمرار تدفق النازحين، إذ سيشكل ذلك مشكلة خطيرة”.

وصف رئيس عمليات (أطباء بلا حدود) أوضاعَ النازحين بأنها “صعبة للغاية”، وبأنهم يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة والحصول على الخدمات الأساسية كالخيم والبطانيات. وتابع: “معظمهم لم يتلق أي مساعدة طبية، بسبب صعوبة الوصول إلى هذه المناطق. ويعانون من انتشار التهاب القصبات الهوائية بسبب البرد، وعدم توافر الوقود أو وسائل التدفئة، إضافة إلى ارتفاع أسعار الإيجارات والمواد الغذائية على نحو كبير جدًا؛ الأمر الذي يضطر بعضهم إلى المبيت في العراء، أو استخدام أكياس بلاستيكية والبطانيات التي تُقدم لهم كمساعدة، من أجل بناء خيم صغيرة تحميهم من الأمطار”.

تركز المنظمة الدولية في الوقت الحالي على الرعاية الصحية الأولية، وتأمين علاج الحالات الحرجة والمستعجلة، وتأمين اللقاحات للأطفال، إضافة إلى تأمين البطانيات والملابس السميكة.

في السياق ذاته، عبّرت (اللجنة الدولية للصليب الأحمر) عن قلقها الشديد، من استهداف الطيران الروسي للمشافي والمرافق الطبية في ريف إدلب وحماة. وقالت في تغريدة على صفحتها الرسمية، على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر): “إن تعطّل معظم المستشفيات عن العمل سيحرم عشرات الآلاف من المدنيين فرصة الحصول على الرعاية الطبية الضرورية لإنقاذ حياتهم”.

أدى تصاعد القصف المكثف والغارات الجوية على أرياف إدلب الجنوبي، حلب الغربي، حماة الشرقي، إلى نشوء أكبر موجة نزوح بشرية، منذ بداية الثورة حتى الآن. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة بلغ عدد النازحين من هذه المناطق نحو ربع مليون مدني؛ ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل بالغ للغاية.


نسرين أنابلي


المصدر
جيرون