الأمم المتحدة “تقلق” على مصير مليوني نازح في إدلب



تحولت بلدات وقرى ريف إدلب الشرقي إلى مسرح للأزمات الإنسانية الكارثية؛ بسبب الحملة العسكرية الشرسة التي تشنها قوات النظام وطيران روسيا، والتي راح ضحيتها أكثر من 120 مدنيًا، بينهم 33 طفلًا و25 امرأة، منذ بداية الحملة العسكرية في نهاية كانون الأول/ ديسمبر، إضافة إلى تشريد أكثر من ربع مليون شخص.

أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، اليوم الخميس، عن قلقه بشأن سلامة وحماية مليوني شخص، في محافظة إدلب شمال سورية، وذلك بسبب تواصل القصف الجوي وإطلاق القذائف يوميًا.

قال مارك لوكوك، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: “تلقينا، خلال الأيام الثلاثة الماضية، تقارير عن وقوع العديد من الضحايا المدنيين، بسبب القصف الجوي وغاز الكلورين، وإلحاق أضرار بالمنشآت الطبية والمدارس وغيرها”، وأضاف: “ما زالت أكثر من 1200 مدرسة في إدلب مغلقة -وفق التقارير- بسبب استمرار الأعمال القتالية، بما يؤثر على آلاف الطلاب”.

أشار المسؤول الأممي إلى أن “العديد من المدنيين اضطروا إلى النزوح والتنقل، أكثر من مرة، بسبب القصف، ويعيشون في مخيمات مؤقتة سيئة للغاية على الحدود التركية. أما الذين لم يسعفهم الحظ في الوصول إلى المخيمات، فينامون في العراء، ولا شيء يقيهم البرد القارس. ويحاول المئات منهم التسلل إلى الأراضي التركية، يوميًا”.

أضاف لوكوك: “يفتقر النازحون إلى أبسط مقومات الحياة الإنسانية؛ حيث إنهم لا يملكون مياهًا للشرب ولا دورات مياه. إضافة إلى نقص في البطانيات وملابس الأطفال الشتوية؛ الأمر الذي أدى إلى انتشار الأمراض، ولا سيّما التهاب الجهاز التنفسي”.

وبسبب صعوبة الوصول إلى مناطق المخيمات العشوائية والمؤقتة؛ يناضل النازحون من أجل البقاء على قيد الحياة. ورغم المساعدات التي تقدمها بعض المنظمات الدولية، فإن استمرار القصف واحتمال ازدياد أوضاع النازحين سوءًا، سيزيد من كارثية الأوضاع، وسيتطلب ذلك -بحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية- مزيدًا من الجهود؛ لإيصال المساعدات العاجلة والضرورية.

في السياق ذاته، ذكرت شهادات جمعَتها منظمة العفو الدولية أنه “تم الكشف عن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية المحظورة دوليًا، في 4 شباط/ فبراير، عندما أسفر هجوم بغاز الكلورين، على مدينة سراقب، عن إصابة 11 شخصًا، تطلَّبت حالتهم معالجة طارئة”.

أضافت المنظمة أن “طائرة مروحية ألقت براميل متفجرة تحتوي على غاز الكلورين على المكان؛ ما جعل المصابين يشهقون، من جراء صعوبة التنفس وحاجتهم الماسة إلى استنشاق الهواء، ونتج عن ذلك حالات التهاب الجلد والعينين والتقيؤ والإغماء”. وكان من بين المصابين ثلاثة متطوعين من الدفاع المدني السوري، ممن هرعوا إلى موقع الحادثة لتقديم العون.

وقالت لين معلوف، مديرة البحوث للشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية: “أظهر النظام السوري ازدراءً تامًا للقانون الدولي، باستخدامه أسلحة كيميائية محظورة”. وأضافت: “إن الهجمات المباشرة ضد المدنيين محظورة حظرًا تامًا، وتُعدّ جرائم حرب. وإن شعور الحكومة أن بوسعها تنفيذ مثل تلك الهجمات، على نحو صارخ، باستخدام الأسلحة الكيميائية المحظورة دوليًا، إنما يعكس الحصانة الكاملة من العقاب التي يتمتع بها أولئك الذين يصدرون الأوامر بتنفيذ جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سورية”.


نسرين أنابلي


المصدر
جيرون