لاجئ سوري في صفوف الحزب الاشتراكي الألماني يسهم في مصير الحكومة



السورية نت - رغداء زيدان

قالت "إذاعة صوت ألمانيا"، اليوم، إن الإئتلاف الحكومي الذي توصل إليه الاتحاد المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديمقراطي بألمانيا، ما يزال مصيره معلقاً على موافقة أعضاء الحزب الاشتراكي الذي يضم أيضاً بعض اللاجئين، ومن ضمنهم السوري عبد الرحمن عباسي.

وذكرت أن مشاركة اللاجئين المنتمين للحزب الاشتراكي الديمقراطي في التصويت على مشاركة حزبهم في الائتلاف الحكومي، يثير الكثير من التساؤلات حول تأثير ذلك على المسار السياسي للبلد وعلى اللاجئين فيه.

والتقت الإذاعة بعباسي، وحاورته في موضوع التصويت والاندماج والحكومة القادمة، وعن إمكانية تصويته على مستقبل ألمانيا السياسي دون امتلاكه الجنسية، وقال عباسي: "هذا الشيء له معنى كبير بالنسبة لي. فبالرغم من عدم حصولي على الجنسية بعد، إلا أنني أحس بالانتماء لهذا المجتمع، كوني أدرس وأمارس حقوقي وواجباتي بشكل كامل. أنا موجود في ألمانيا منذ 4 سنوات، ومشارك في الحياة الاجتماعية والسياسية بشكل قوي جداً. التصويت بالنسبة لي ذو قيمة كبيرة باعتباره يسمح لي بالتصويت على حكومة ستؤثر قراراتها في النهاية على المجتمع الذي أعتبر نفسي أحد أفراده. بالنسبة لي الوصول إلى هذه المرحلة والمشاركة في التصويت على تشكيل الائتلاف الحكومي دليل على أن اللاجئ قد قطع شوطاً مهما بالاندماج في المجتمع الألماني".

وعما إذا كانت مشاركته "علامة على نجاح الاندماج"، قال: "طبعاً، وأرى شخصياً أنه يجب على اللاجئين معرفة النظام السياسي، يجب أن يتعرفوا بشكل أكبر على الأحداث والتوجهات السياسية وأي التوجهات تناسبهم. وقبل الدخول في كل هذا يجب أن يطرحوا السؤال: هل نحن جزء من هذا المجتمع؟ إذا كانوا يرون أنهم فعلاً جزء منه، فيجب أن يصوتوا لأن القرارات التي ستتخذ فيما بعد ستنعكس إما سلباً أو إيجاباً على حياتهم بالنسبة لي الوصول إلى هذه المرحلة والمشاركة في التصويت دليل على أن اللاجئ قد قطع شوطاً مهماً بالاندماج في المجتمع الألماني".

وعن المصالح التي يعطيها أولوية في التصويت، قال: "أنا من الأشخاص الذين يؤكدون على أن اللاجئين، جزء من المجتمع الألماني. لذلك حين أصوت على شيء فأنا لا أنظر إلى ما يخصنا نحن كلاجئين فقط، لأن هذه الحكومة لا تمثل اللاجئين لوحدهم. هذه الحكومة تمثل الناس الذين يعيشون في ألمانيا، سواء الحاصلين على جنسية أو غير الحاصلين عليها بمن فيهم اللاجئين. لذلك فالتصويت على الائتلاف الحكومي مرتبط بقرارات الحكومة التي تخص الناس جميعاً في ألمانيا. أنا من جهتي أقرأ كل القرارات وأرى الشيء الإيجابي من السلبي فيما يخص الناس جميعاً".

وعبر عباسي عن عدم رضاه على طريقة "لم الشمل" المتعبة مع اللاجئين، لأن وزارة الخارجية قدرت عدد الأشخاص الذين من حقهم لم شمل عائلاتهم بحوالي 70 ألف شخص، وقدرت عدد الاشخاص الذين يمكنهم القدوم إلى ألمانيا بهذه الطريقة بين 100 إلى 200 ألف شخص.

وأضاف: "إذا اعتبرنا أنه سيتم استقدام ألف شخص كل شهر، فهذا يعني أن البعض لن يرى عائلته إلا بعد خمس سنوات. وهذا الموضوع يلعب دوراً سلبياً جداً في الاندماج. نحن نعرف أن هؤلاء الأشخاص في حاجة إلى عائلاتهم من أجل بداية حياة جديدة بشكل صحيح".

وختم: "بالنسبة للاجئين، أعتقد أن هناك الكثير من الأمور المتعلقة بالاندماج والتي لم يتم الحديث عنها بشكل كبير. نحن حتى الآن نعاني من قلة دورات الاندماج. يجب أن تؤخذ هذه الأمور بعين الاعتبار كي نجعل من هؤلاء الاشخاص أعضاء فاعلين في هذا المجتمع. يجب أن نعطيهم شعور الانتماء له، لا أن نزرع فيهم دائماً فكرة أنه من الممكن ترحيلهم بعد سنة أو سنتين. يجب أن نشعرهم بالأمن والأمان كي يندمجوا في مجتمعهم الجديد".

اقرأ أيضا: "تنظيم الدولة" يشن هجوماً فاشلاً على غرب درعا ومقتل أبرز قادة المعارضة خلال المعارك




المصدر