فرنسا تطالب بوقف الغارات في سوريا.. والنظام يواصل مجازره على الغوطة وإدلب



السورية نت - شادي السيد

طالبت فرنسا بإنهاء الضربات الجوية في سوريا اليوم الجمعة في الوقت الذي شنت فيه طائرات حربية تابعة لنظام بشار الأسد، المزيد من الهجمات على الغوطة الشرقية وبلدات بريف إدلب.

وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي لراديو "فرانس إنتر"، "نحن قلقون للغاية. يجب وقف الضربات الجوية..المدنيون هم المستهدفون في إدلب وفي شرقي دمشق. هذا القتال غير مقبول على الإطلاق".

ودعت فرنسا والأمم المتحدة مرارا في الشهور الماضية إلى فتح ممرات إغاثة لتخفيف الأزمة الإنسانية في سوريا. وحثت الحكومة الفرنسية أيضا موسكو على بحث سبل تخفيف الأزمة لكن تلك الجهود لم تسفر عن نتائج على الأرض.

وقال الكرملين في بيان إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بحثا عملية السلام السورية هاتفيا اليوم الجمعة.

كارثة في الغوطة

في الغوطة الشرقية آخر منطقة كبيرة خاضعة لسيطرة المعارضة قرب دمشق وصف السكان القصف بأنه من أشد حملات القصف ضراوة في الحرب حيث تتعرض العديد من البلدات لقصف متزامن ويضطر الناس للعيش في ملاجئ لأيام.

وقال سراج محمود المتحدث باسم خدمة الإنقاذ التابعة للدفاع المدني في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة لوكالة "رويترز" إن "الناس انهارت والناس تتحدث مع نفسها في الشوارع. لا يعرفون أين يذهبون. نحن نعيش كارثة".

وأشار "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن الضربات الجوية أودت بحياة 229 شخصا في الأيام الأربعة الأخيرة ليسقط أكبر عدد من الشهداء في أسبوع واحد بالغوطة الشرقية منذ عام 2015.

"الأطفال يتضورون جوعا"

وقالت سونيا خوش المديرة الإقليمية لهيئة "إنقاذ الطفولة" في سوريا في بيان "الأطفال في الغوطة الشرقية يتضورون جوعا ويتعرضون للقصف والحصار. من المفترض أن تكون المدارس أماكن آمنة للأطفال وأن تتمتع بالحماية بموجب القانون الدولي لكنها تتعرض للهجوم كل يوم".

وأضافت "الأطفال والمدرسون يعيشون في فزع من احتمال تعرضهم للهجوم في أي وقت. الحصار يعني أنه ليس أمامهم وسيلة للهرب".

وفي مقابلة أجرتها معه "رويترز" أمس دعا جاكوب كيرن المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي مجددا إلى وقف العمليات القتالية حتى تتمكن المنظمة من إرسال المساعدات الإنسانية لكنه أوضح أيضا أن حكومة الأسد لا تمنحهم التصاريح اللازمة لإرسال المساعدات.

وقال كيرن في المقابلة التي جرت عبر الهاتف من دمشق "مر 60 يوما تقريبا الآن منذ آخر قافلة أرسلناها إلى منطقة محاصرة".

وأضاف "الإحباط يتضاعف. فمن ناحية لا نحصل على الموافقات للذهاب فعليا (للمناطق المحاصرة) ولكن حتى لو حصلنا على تلك الموافقات فهناك الكثير من المعارك الجارية" مشيرا إلى العمليات العسكرية في إدلب والغوطة الشرقية وعفرين والجنوب.

مجزرة في إدلب

وفي سياق متصل، استشهد 12 مدنياً وجُرح 30 آخرين، في قصف نفذته مقاتلة تابعة للنظام بريف إدلب شمالي سوريا، وأفاد ناشطون من المنطقة، أن الطائرة أقلعت من مطار الشعيرات بريف حمص وسط سوريا، وأغارت على قرية "حاس" في ريف إدلب الجنوبي، ما أسفر عن سقوط 12 مدنياً وجرح 30 آخرين.

وتسبب القصف، بدمار كبير في عدد من منازل القرية، وسط استمرار طواقم الدفاع بأعمال رفع الأنقاض وإزالة الركام.

تجدر الإشارة أن القوات الروسية أيضاً تنفذ بين الفينة والأخرى غارات في إدلب، كثفت من وتيرتها خلال الأشهر الأخيرة، لدعم حملة لقوات النظام والمليشيات الأجنبية المتحالفة معه للتوغل في المحافظة الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

وبلغ عدد الشهداء من المدنيين، جرّاء القصف في المحافظة، خلال يناير/كانون الثاني الماضي، 211 شخصا، فضلا عن إصابة ألف و447 آخرين.

اقرأ أيضا: تقرير: الوحدات الكردية تسيطر على معظم مصادر الطاقة بسوريا.. ماذا عن شراكتها النفطية مع النظام؟




المصدر