“رايتس ووتش” الألغام الأرضية تقتل المئات في الرقة



ذكرت (هيومن رايتس ووتش)، اليوم الإثنين، أن “مئات المدنيين قُتلوا وجرحوا في مدينة الرقة، بسبب العبوات الناسفة، بينهم أكثر من 150 طفلًا”. وذلك منذ انسحاب تنظيم (داعش) من المدينة، في تشرين الثاني/ أكتوبر2017.

ذكرت المنظمة في تقريرها أنها، خلال زيارتها المدينة أواخر كانون الثاني/ يناير2018، وجدَت “أن الألغام أصابت، في الفترة بين 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2017، و20 كانون الثاني/ يناير2018، ما لا يقل عن 491 شخصًا، بينهم 157 طفلًا، وقتلت أغلبهم”. مؤكدة أن العدد الفعلي للضحايا أعلى بكثير، نظرًا إلى وفاة الكثيرين قبل تلقيهم أي مساعدة طبية، وعدم توثيق هذه الحالات بالضرورة.

أفادَت شهادات، جمعتها المنظمة من مدنيين في الرقة، أن “أقاربهم وجيرانهم أصيبوا بجراح، بسبب عبوات ناسفة، انفجرت حين فتحِ ثلاجة أو غسالة، أو نقلِ (شوال) من السكر، أو دفع باب غرفة مفتوح”. وتظهر هذه الحالات أن إصابة معظم الضحايا أو مقتلهم جاءت، بما يبدو أنه عبوة ناسفة (معدة يدويًا) تنفجر لدى ملامسة الضحية، بدلًا من السيارات المفخخة أو التفجير عن بعد.

أضاف التقرير: “على الرغم من تبرع بعض أعضاء التحالف الدولي ضد (داعش)، بالأموال اللازمة لجهود إزالة الألغام، وخصوصًا لتطهير البنية التحتية الحيوية، فإن مقدمي الخدمات الطبية في الرقة أعربوا عن قلقهم إزاء جهودهم المحدودة لمسح المناطق السكنية”، وقالوا: “إن هناك نقصًا في معدات وخبرات إزالة الألغام”. دفع هذا الوضع سكان الرقة إلى تقديم أموال لسكان محليين، بلا تأهيل أو معدات، للمخاطرة بحياتهم لإزالة الألغام من المنازل.

وفقًا لمنظمة مختصة في إزالة الألغام تعمل في الرقة، هناك مفتاح أو مفجر شائع، يستخدمه تنظيم (داعش)، يعتمد على أجهزة استشعار عاملة بالأشعة تحت الحمراء، وهو جهاز استشعار إلكتروني، يقيس ضوء الأشعة تحت الحمراء القادمة من أشياء تقع في مجاله، وينفجر حالما يمر شخصٌ ما عبر منطقة معينة. وأشارت المنظمة إلى أنه عُثر على مثل هذه العبوات الناسفة، في “مداخل الأبنية، تحت الأدراج، أكوام الحطام، على الطرقات، ضمن الأنقاض، وحتى مدفونة في الحقول”.

تندرج العبوات الناسفة المعدة يدويًا التي تنفجر بوجود شخص أو اقترابه منها أو ملامسته إيّاها، تحت تعريف (الألغام الأرضية المضادة للأفراد)، وهي محظورة بموجب (معاهدة حظر الألغام عام 1997). وتمنع المعاهدة التي لم تنضم إليها سورية، استخدام الألغام الأرضية المضادة للأفراد، تحت أي ظرف من الظروف، ويُمنع استخدامها حتى لو وُضعت كعبوات ناسفة أو شراك خداعية.

نديم حوري، مدير قسم الإرهاب ومكافحة الإرهاب في (هيومن رايتس ووتش)، قال: “لم يرتقِ الدعم الدولي للتعامل مع آثار المعركة في الرقة، لا سيما الألغام المميتة، إلى مستوى التحدي. الألغام قتلت وجرحت مئات المدنيين، وستزداد الأرقام على الأرجح، مع عودة المزيد من النازحين”.

دعمَت الولايات المتحدة وباقي أعضاء التحالف الدولي المناهض لتنظيم (داعش)، بما في ذلك المملكة المتحدة، ألمانيا، هولندا، وفرنسا، أو وعدَت بدعم، جهودَ إزالة الألغام، وبخاصة مسح “مواقع البنية التحتية الحيوية”، إضافة إلى تدريب السكان المحليين على تولي عاتق تطهير المناطق السكنية. لكن (هيومن رايتس ووتش) أوضحت أن “الطلب المحلي على إزالة الألغام يفوق الخدمات المقدمة بكثير”.

وأضافت أن “على الجهات المانحة الدولية جعل إزالة الألغام، والتثقيف حول مخاطر الألغام، أولوية لحماية الناس من هذه الوفيات والإصابات التي يمكن تجنبها. وعلى البلدان المجاورة لسورية تسهيل وصول منظمات إزالة الألغام، وتقديم المساعدة الإنسانية للناجين”.

وبحسب تقارير محلية، عادت أكثر من 14,500 أسرة إلى الرقة، لا سيما في الأحياء الواقعة في ضواحي المدينة، مثل المشلب، بحلول 20 كانون الأول/ ديسمبر2017. ومن المتوقع استمرار عودة أعداد أكبر، رغم ارتفاع ضحايا الألغام ومحدودية الخدمات المتاحة في المدينة المتضررة بشدة. (ن أ).


جيرون


المصدر
جيرون