تقرير عن الثلث الأول من شهر شباط/ فبراير 2018



المحتويات

أولًا: نظرة عامة إلى أهم مجريات المدة

ثانيًا: الضحايا

بيانات عن ضحايا المدة أخبار عن الضحايا

ثالثًا: التغييب القسري

رابعًا: النزوح واللجوء والجاليات

أخبار عن النزوح أخبار عن اللجوء والجاليات

خامسًا: المشهد الميداني

تطورات المشهد الميداني في المناطق الساخنة تطورات المشهد الميداني في باقي المناطق خرائط السيطرة والنفوذ

سادسًا: المستجدات على مستوى النظام وحلفائه ومناطق سيطرته

على المستوى السياسي على المستوى العسكري على المستويات الأخرى

سابعًا: المستجدات على مستوى المعارضة السورية ومناطق سيطرتها

على المستوى السياسي على المستوى العسكري على المستويات الأخرى

ثامنًا: المستجدات على مستوى القوى الكردية ومناطق سيطرتها

على المستوى السياسي على المستوى العسكري على المستويات الأخرى

تاسعًا: المستجدات على مستوى العملية السياسية

عام مسار جنيف مسار آستانة مؤتمر سوتشي

عاشرًا: المستجدات في مواقف وسياسات القوى الإقليمية والدولية المؤثرة

الولايات المتحدة الأميركية روسيا الاتحادية فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي الدول العربية إيران تركيا إسرائيل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أخرى

حادي عشر: إطلالة على الإعلامين العربي والدولي تجاه سورية

ثاني عشر: تقدير موقف وتوقعات حول أهم المستجدات السياسية والعسكرية

أولًا: نظرة عامة إلى أهم مجريات المدة

حصيلة ثقيلة من القتلى تم توثيقها هذه المدّة (من 1 إلى 10 شباط/ فبراير)، فقد سقط على التراب السوري 760 شخصًا بين مدني وعسكري، كانت نسبة المدنيين منهم 54 بالمئة (410 قتلى)، وهي النسبة الأعلى على الإطلاق منذ أشهر عدة، ومن بين القتلى 106 أطفال، نسبتهم 26 بالمئة إلى مجموع القتلى المدنيين، أما النساء فسقط منهم 69 امرأة نسبتهم 17 بالمئة إلى مجموع القتلى المدنيين.

سلاح الطيران حصد منفردًا 52 بالمئة من مجموع القتلى، بينما حصدت المعارك والقصف الأرضي 45 بالمئة، والنسبة الضئيلة الباقية توزعت بين المفخخات والإعدامات.

قدمت محافظة ريف دمشق، وتحديدًا غوطة دمشق، العدد الأكبر من الضحايا هذه المدة، حيث سقط على أرضها 270 قتيلًا، نسبتهم 36 بالمئة إلى مجموع القتلى، لكن الصادم هو أن نسبة المدنيين منهم 95 بالمئة (256 قتيلًا)، فإذا لاحظنا أن الطيران مسؤول عن قتل 82 بالمئة من مجموع القتلى في المنطقة، فسنستنتج أن طيران النظام كان يستهدف المدنيين في الغوطة بوحشية وطوال الوقت، وهذا ما كان.

على أرض حلب سقط 181 قتيلًا نسبتهم 24 بالمئة، لكن أغلبهم من المقاتلين، (78 بالمئة) بخلاف ريف دمشق، والتفسير هو الحرب الدائرة في عفرين بين الجيش التركي وفصائل الجيش الحر المتحالفة معه من جانب، وحدات حماية الشعب الكردية المدافعة عن عفرين من جانب آخر.

وفي دير الزور سقط 142 قتيلًا نسبتهم 19 بالمئة، 94 بالمئة منهم من المقاتلين، وهؤلاء سقطوا بسبب المعارك الدائرة في البؤر التي ما زال تنظيم الدولة يتمسك بها في ريف دير الزور. ويتوزع هؤلاء القتلى بين قوات النظام، وقوات سوريا الديمقراطية، ومقاتلي تنظيم الدولة.

في إدلب سقط 82 قتيلًا نسبتهم 11 بالمئة إلى مجموع القتلى، لكن نسبة المدنيين منهم 82 بالمئة، ويمكننا هنا تكرار الحديث نفسه عن ضحايا الغوطة، فالطيران مسؤول عن قتل 80 بالمئة من الضحايا، وهذا يعني أن الطيران كان يستهدف المدنيين هذه المدة.

في درعا سقط 47 قتيلًا، لكن 87 بالمئة منهم من المقاتلين، وجميعهم سقطوا في حوض اليرموك في الريف الغربي لدرعا من جراء المعارك بين فصائل المعارضة والفصائل الإسلامية من جهة، وجيش خالد بن الوليد المبايع تنظيم الدولة من جهة أخرى.

بقي أن نذكر في ملف القتلى أن قتلى دمشق العشرون معظمهم قضى بسبب القذائف العشوائية التي سقطت على أحياء المدينة، منهم تسعة قتلى قضوا في يوم واحد في منطقة عش الورور، وهو عشوائية تقع شمالي دمشق.

في المشهد الميداني نبدأ بالمناطق الأكثر سخونة، ففيما يبدو أنه انتقام لسقوط الطائرة الروسية في إدلب، ولفشل مؤتمر سوتشي، ولعجز قوات النظام عن فك الحصار عن إدارة المركبات في حرستا، صعدت قوات النظام والطيران الروسي هجماتهما على المناطق السكنية في الغوطة الشرقية، وبصورة غير مسبوقة في الوحشية والكثافة، ما أدى إلى ارتكاب عدد من المجازر، وسقوط هذا الكم الكبير من القتلى المدنيين الذين أتينا على ذكرهم آنفًا. تزيد تلك الهجمات من وحشية الحصار الخانق الذي يطبقه النظام على المنطقة، ليكتمل مشهد المأساة التي لا تضاهيها مأساة أخرى.

المشهد في ريف إدلب الشرقي يشبه مثيله في الغوطة من حيث العنف والوحشية، ومن حيث الأسباب أيضًا، فهناك تمكن مقاتلو المعارضة إسقاط طائرة سوخوي 25، ما أدى إلى رد فعل عنيف من قبل الروس، والمستهدف هم المدنيون ومستشفياتهم وأسواقهم ومراكز خدماتهم، ما تسبب في سقوك هذا العدد الكبير من القتلى المدنيين، وخروج ثلاثة مستشفيات من الخدمة وإغلاق مدارس المحافظة البالغ عددها 1267 مدرسة جميعها. وذكر أطباء وعمال إنقاذ أن هجومًا بالمواد الكيماوية أدى إلى إصابة تسعة أشخاص.

الخبر اللافت أيضًا في تلك المنطقة (ريف إدلب الشرقي والجنوبي) أن عددًا من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وصل إلى هناك قادمًا من ريف حماة الشرقي، مارًا بمناطق سيطرة قوات النظام، وقد باشر مقاتلو تنظيم الدولة معاركهم مع الفصائل المقاتلة في منطقة اللويبدة. وحول المغزى من تصرف النظام هذا، قال أحد القادة العسكريين في الجيش الحر أن الهدف هو استنزاف مقاتلي المعارضة، ومنح الطيران الروسي ذريعة مواصلة القصف.

ننتقل إلى عفرين، حيث يخوض الجيش التركي، بالتحالف مع فصائل من الجيش الحر التابعة لتركيا، معركة هدفها المعلن طرد التنظيم (الإرهابي) “وحدات حماية الشعب” الكردية، التابع للتنظيم (الإرهابي) الكردي التركي PKK من منطقة عفرين. وقد وصل عدد القتلى خلال 22 يومًا من بدء المعارك إلى 380 قتيلًا بين عسكريين ومدنيين، ويبدو أن تقدم القوات التركية وحلفائها يسير ببطء، والمقاومة على أشدها من قبل وحدات حماية الشعب. ولعل أخطر ما في هذه المعركة هو مشاركة الفصائل السورية (العربية) فيها، بمعنى أن مقاتلين سوريين عربًا دخلوا إلى عفرين لقتال مقاتلين سوريين أكراد تحت لواء الجيش التركي، ما قد تكون له مضاعفات وخيمة على العلاقة العربية الكردية المتردية أصلًا، خاصة إذا كانت الكلفة البشرية عالية، والدماء المسالة غزيرة.

بعيدًا من المناطق الساخنة، نرصد حدثين بارزين؛ الأول هو هجوم قوات التحالف على وحدات عسكرية تابعة للجيش السوري في ريف دير الزور، ومقتل 100 مقاتل في هذا الهجوم، والذريعة المعلنة هي أن هذه القوات كانت بصدد مهاجمة قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع التحالف الدولي. أما الحدث البارز الثاني فهو إسقاط طائرة حربية إسرائيلية من قبل مضادات النظام السوري، قام الطيران الإسرائيلي في إثرها بشن هجوم واسع النطاق على أنظمة الدفاع الجويٍ السورية وأهداف إيرانية في سورية، ما قد ينبئ بتطورات خطرة قد تؤدي إلى مواجهات مباشرة بين القوات الإسرائيلية والإيرانية على الأرض السورية.

نختم بخبر على الصعيد السياسي، فقد كان لافتًا تصريح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الذي اتهم فيه النظام وإيران وتركيا بانتهاك القانون الدولي في سورية.

اضغط هنا لتحميل الملف


مركز حرمون للدراسات المعاصرة


المصدر
جيرون