خطوات عقد الزواج للسوريين في تركيا



مع مرور أكثر من 6 سنوات على وجود اللاجئين السوريين في تركيا؛ نشطت عمليات الزواج، سواء بين السوريين أنفسهم أو بين السوريين والأتراك. وتختلف الإجراءات الرسمية لعقد هذا الزواج قانونيًا في تركيا عمّا هي عليه في سورية.

في سورية، كانت عملية تسجيل الزواج تتم في المحاكم، وفق عقد المأذون أو الشيخ، المعروف بالـ “العقد العرفي”، ولكن الأمر في تركيا مختلف تمامًا؛ “حيث يتم عقد الزواج في البلدية حصرًا، دون أي اعتراف رسمي بأوراق العقد العرفي”، بحسب ما أوضح لـ (جيرون) المستشار القانوني القاضي علي باكير.

شدد باكير على ضرورة قيام السوريين في تركيا بعقد زواجهم في البلدية، وفق ما ينص القانون التركي؛ لأن هذا العقد هو “الضامن القانوني الوحيد لحقوق الزوجين، من نفقة وميراث وغيرها، وعقد القران عند الشيخ أو المأذون لا يعطي الحق بمراجعة المحاكم وطلب تثبيت الزواج”.

ونبّه إلى أن العملية هي “عقد قران، وليست تثبيت زواج؛ ما يعني بطلان كل عقد سوى عقد البلدية”، وأكّد أن “على السوريين معرفة أن القانون التركي يمنع تعدد الزوجات، ويمنع التوكيل بحضور عقد القران من أحد الزوجين، ويشترط حضور الزوجين كليهما حصرًا”.

حصلت (جيرون) على الأوراق المطلوبة لعقد القران في بلدية مدينة غازي عنتاب، وهي متاحة للجميع، ولا يوجد أي صعوبة في عملية تجهيزها خلال أيام قليلة، بحسب أشخاص قاموا بعقد قرانهم مؤخرًا، في بلدية (شاهين بي) في غازي عينتاب، حيث تطلب البلدية ما يلي:

صور شخصية (عدد 4) لكل من الزوج والزوجة. صورة عن بطاقة الحماية المؤقتة (الكِملِك) لكل من الزوجين، أو صورة عن الإقامة (سارية المفعول) مع صورة جواز السفر مترجمة ومصدقة. صورة عن قيد النفوس Nufustan adres لكل من الزوجين (يمكن استخراجه عبر برنامج E-Devlet عن طريق الهاتف المحمول). (ورقة عازب) لكل من الزوجين من دائرة الهجرة، واسمها Bekarlık belgesi. تقرير طبي لكلا الزوجين من المشفى يشهد بعدم وجود مانع من الزواج. رسوم عقد الزواج (98 ليرة تركية).

أما بالنسبة إلى حملة الإقامة السياحية، فعليهم أولًا ترجمة و”نَوترة” (التصديق من الكاتب بالعدل) جواز السفر، وتقديم صورة عن الإقامة شرط أن تكون سارية المفعول، وبدل عن ورقة العازب، هناك إجراء آخر، كما أوضح لـ (جيرون) الصحافي عبادة عبد السلام الذي سجّل زواجه قبل عدة أيام، حيث قال: “بسبب عدم امتلاكي لبطاقة الحماية المؤقتة (الكملك)، ووجود إقامة سياحية معي؛ جلبت قيدَ نفوس فردي من سورية حصرًا مصدّقًا من الخارجية، ثم ذهبت لتصديقه في القنصلية في إسطنبول، وهناك دفعت رسومًا بنحو 50 دولار، وبعد يومين استلمت القيد، ثم ترجمته وصدقته ووقعته من والي إسطنبول حصرًا، وأخيرًا تقدمت به مع الأوراق كبديل عن ورقة العازب التي تمنح لحملة (الكِملك)”.

خطوات تسجيل الزواج تبدأ بذهاب الزوجين إلى دائرة الهجرة، وطلب ورقة عازب، لإثبات أن الشخص غير متزوج (عازب أو مطلّق أو أرمل) يتم أخذها، بعد تقديم صورة عن (الكملك) لكل من الزوجين، ويتم منحها مباشرة، ثم تأتي مرحلة الحصول على التقرير الطبي، وذلك بالذهاب إلى مشفى الدولة المعتمد من قبل البلدية، لإجراء تحاليل الزواج لكلا الزوجين، ويتطلب هنا وجود صورتين شخصيتين لكل من الزوجين، ويتم الحصول على نتيجة التحليل بعد 24 ساعة من التقديم عليه، في الغالب.

بعد أن يتم تجهيز كامل الأوراق يذهب الزوجان إلى (دائرة النكاح) في البلدية Evlendirme Memurluğu، وعند التأكد من صلاحية جميع الأوراق؛ تُملأ استمارة الزواج، ثم يحدد موعد من قبل الموظف (غالبًا بعد أسبوع) لإجراء عقد القران، وهنا يلزم وجود شاهدين يحملان الجنسية التركية حصرًا، حيث يتم عقد القران بشكل قانوني، ويتم منح الزوجين دفتر عائلة قانوني AiLE CUZDANI.

يتم الاستفادة من هذا الدفتر في تسيير جميع الأمور القانونية للزوجين، وخاصة ما يتعلق بملف الجنسية، حيث يتم الاعتراف بهذا الدفتر فقط، من أجل إلحاق أحد الزوجين بالآخر، في حال ترشّح أحدهما للحصول على الجنسية التركية، إضافة إلى إمكانية تسجيل الأطفال، وإمكانية تصديق هذا الدفتر من الخارجية التركية، وإعادة تسجيله في سورية مستقبلًا، من أجل الاعتراف القانوني بالزواج والأطفال.

يذكر أن آلاف حالات الزواج بين السوريين، أو السوريين والأتراك، تمّت دون تسجيلها أصولًا وفق القانون التركي؛ ما يهدد بمشكلة اجتماعية حقيقية وضياع لحقوق الزوجين، لأن القانون التركي يعترف فقط بعقد الزواج المسجل في البلدية، ولا يعترف بأي وثيقة أخرى أيًا كانت.


سامر الأحمد


المصدر
جيرون