شابة سورية ستقدم أطباقها ضمن مهرجان برلين السينمائي



السورية نت - رغداء زيدان

اختارت إدارة مهرجان برلين السينمائي الدولي (برليناله) اللاجئة السورية، ملكة جزماتي (30 عاماً)، والتي وصلت إلى ألمانيا قبل حوالي سنتين ونصف، لتكون من بين من يعدون الأطباق لكبار ضيوفه.

ويصنف المهرجان الذي سيبدأ من 15 حتى 25 فبراير/ شباط الحالي كواحد من بين أكثر المهرجانات من نوعها أهمية على المستوى الدولي، وذلك إلى جانب "مهرجان كان السينمائي" و"مهرجان البندقية السينمائي الدولي".

وحول الأطباق التي ستقدمها ملكة للضيوف قالت إنها ستقدم أكلات جديدة عليهم كأطباق ورق العنب واليالنجي النباتي والمحشي الحلبي والبستا الشامية (يعرف في سوريا بحراق أصبعو) والباميا والرز والحمص. وبشكل عام حاولت انتقاء أطباق تعكس غنى وتنوع المطبخ السوري والعربي بشكل عام.

وبيّنت ملكة أنها ستحصل على مقابل مادي، وقد أسست أنا وزوجي شركة لإعداد وتقديم الأطباق السورية والشرقية للأعراس والفعاليات الخاصة والعامة. ومنذ فترة تناولت المستشارة "أنجيلا ميركل" شاورما من صنع يداي في إحدى المناسبات التي قدمنا فيها المأكولات للمدعوين.

وحول سر نجاحها قالت ملكة: إن هناك بعض الأشخاص يمر الحظ بجانبهم وقد يقف لبرهة ثم يتابع مسيره دون أن يبادروا لاقتناص ذلك الحظ، وفي المقابل هناك أشخاص يعرفون تماماً كيفية الاستفادة من أدنى ومضة حظ ويخلقون منها فرصة. بالتأكيد أنا إنسانة محظوظة وجاءتني فرصة، ولكن الحظ وحده لا يكفي.

وتابعت: كتابي، الذي نشرته باللغة الألمانية عن المطبخ السوري، قد يكون ساهم إلى حد ما بذلك، إذ إنه لا يتناول الأطعمة السورية فقط، بل يتناول تاريخ تلك الأطعمة. ربما قد يكون ساهم بخلق شغف لدى القائمين على المهرجان وربما كوني امرأة عربية ومسلمة ومحجبة ولاجئة تعمل وترفض الاعتماد على المعونات الاجتماعية ساهم بذلك أيضاً. كل ذلك ربما كان دافعاً لهم  للتعرف على ما يناقض الصورة النمطية المرتسمة في أذهانهم.

وعبرت عن سرورها ورهبتها من المبالغة بالفرح؛ وقالت: "إن ذلك قد يحول دون السعي لتحقيق المزيد من النجاح. لا أريد أن ينتهي سقف طموحاتي عند حد الطبخ في برليناله".

وأضافت ملكة: "الطهي بالنسبة لي ليس فقط ملح ورز وفلفل؛ الطبخ يعكس ثقافة وتطور الشعوب. عندما كان الإنسان في العصر الحجري كان يتغذى على ورق الأشجار. ومن ثم شرع الإنسان بالطبخ مع البدء بارتداء الملابس. يعني هذا أن الطبخ مرتبط بتطور الحضارة والثقافة."

وتابعت: "عندما أقدم للألمان أكلاً لذيذاً ومصنوعاً بحرفية عالية، فأنا أقدم صورة حضارية عن بلدي. خذ على سبيل المثال الدقة والحرفية المطلوبة عند إعداد محشي الكوسا: الحفر بعناية وتحضير الحشوة ومن ثم حشوها وطبخها".

وأوضحت: "يتميز كل مطبخ سوري بنواحي معينة: أهل حلب هم سادة المحاشي والكبب ويبرعون بالأكلات الدسمة التي تعكس الفخامة والأبهة ويضيفون الكثير من البهارات والفلفل الأحمر للأكل. في حين يحبذ أهل دمشق التنوع في الأطباق المقدمة أكثر ويفضلون الأكلات الخفيفة، التي تحوي الكثير من الخضار والمعمولة بالزيت".

وحول رأيها بالاندماج قالت ملكة: الاندماج كالزواج يتطلب تعارف الزوجين وتقاربهما. "ومن هنا أرى أن الاندماج يجب أن يتم من الطرفين، ولكن الخطوة الأكبر والأوسع يجب أن يقوم بها اللاجئون. وهذا ببساطة لأننا نحن أقلية عددية قدمت للعيش في مجتمع أكثرية جديد. ومن هنا يتوجب عليها تقبل عاداتهم وقوانينهم وتعلم لغتهم. ولكن مطلوب من الألمان في المقابل الكثير: عدم تكوين آراء مسبقة عنا وهم لم يتعرفوا علينا بعد، وعدم التدخل بعاداتنا وتقاليدنا التي لا تؤثر سلباً وتضر بحياتنا معهم، ومساعدتنا على الدخول إلى سوق العمل".

وختمت ملكة حديثها بالقول: "ألاحظ كم نحن سيئون بنظر الآخر. وإلى الإعلام يعود كل ذلك. أريد العودة للإعلام لأحاول تغير تلك الصورة النمطية السيئة عن العرب والمسلمين والمرأة العربية المسلمة على وجه الخصوص. أحقق بعض النجاح في عملي كطباخة في تقديم الصورة الصحيحة والحقيقية، إلا أن العمل الإعلامي يجعل المهمة أيسر وأسرع وأكثر فعالية وأوسع تأثيراً".

اقرأ أيضا: "لافروف" منتقداً أمريكا: إنهم يسعون للبقاء في سوريا للأبد




المصدر