“هيئة تحرير الشام”.. أوامر الفظ الغليظ القلب



تواصل مجموعات (سواعد الخير)، التابعة لما يُسمى جهاز الحسبة في (هيئة تحرير الشام)، التضييقَ على موظفي المؤسسات الطبية والخدمية في مدينة إدلب، تحت ذرائع مختلفة، منها منع الاختلاط بين الجنسين (رجال، وسيدات)، وتقيد النساء بارتداء اللباس الفضفاض، والرجال بعدم حلاقة اللحية بـ (الشفرة).

ذكرت مصادر أهلية في مدينة إدلب لـ (جيرون) أنّ “عناصر الجهاز الرقابي الذي وضعته الهيئة، هم من الرجال والنساء، ومعظمهم من الأجانب، ومن المرجح تبعيته لوزارة الأوقاف في حكومة الإنقاذ (الذراع المدني لهيئة تحرير الشام)”.

وأوضحت المصادر أنّ “الجهاز يقوم بإلزام المواطنيين بـ (اللباس الشرعي الفضفاض للإناث والذكور، ومنع التدخين، ومنع سماع الموسيقى داخل السيارات)، ويرفع تقارير بحق المخالفين إلى الجهاز الأمني في الهيئة، الذي يقوم باعتقالهم، وإهانتهم لفظيًا وجسديًا”.

إلى ذلك، قال طبيب في مشفى في إدلب، فضّل عدم نشر اسمه، لـ (جيرون): إنّ “الجهاز الرقابي التابع للهيئة ألزم مديري عددٍ من مشافي المدينة، بكتابة تعهد يلتزمون فيه، بفصل ذكور الكادر الطبي في المشفى عن الإناث، إضافة إلى إلزامهم باللباس الشرعي الفضفاض، فضلًا عن استصدار قرار يمنع وضع الممرضات لمساحيق التجميل على وجوهن، في أثناء الدوام”.

وعممت “مديرية الصحة الحرة” في إدلب، السبت الماضي، على جميع المشافي والنقاط الطبية في المحافظة، “الالتزام بـ (اللباس الشرعي الفضفاض المحتشم في أوقات الدوام الرسمي، عدم وضع مساحيق التجميل والمكياج والعطور، وعدم رفع الشعر بطريقة غير شرعية، عدم التدخين، ومنع الاختلاط بين الجنسين وتخصيص مكان لكل منهما، وتخصيص مكان للصلاة ضمن مكان العمل”.

إجراءات الهيئة المشددة دفعت المؤسسات الطبية العاملة في مدينة إدلب، وأبرزها (نقابات الأطباء، الصيادلة، عمال الخدمات الصحية. ومشافي الجراحي التخصصي، الداخلية، المطلق، والحياة التخصصي، الكندي، إدلب المركزي، الأمومة التخصصي) إلى إصدار بيان، أول أمس الأحد، يرفض رفضًا قاطعًا تدخل الجهات “العسكرية، السياسية، المهنية، والشرعية”، في شؤون تسيير هذه الهيئات والمنشآت.

وأكدّ البيان أنّ “(مديرية الصحة الحرة) في محافظة إدلب، هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن هذه المنشآت”، واعتبر البيان أن “أي تدخل للجهات العسكرية أو الشرعية في العمل الطبي، سيهدد بشكل حقيقي سير عمل المشافي في المحافظة، ويُنذر بتوقفها عن العمل”.

لم يقتصر تضييق الجهاز التابع لـ (هيئة تحرير الشام) على الجانب الطبي، بل تعداه إلى تعليق العمل في حركة النقل الداخلي المجاني، التابع لمنظمة (بنفسج)، واعتقال عددٍ من السائقين؛ بذريعة الاختلاط بين الجنسين في أثناء ركوب الحافلات”.

كما طال تضييق الجهاز الرقابي -بحسب عدد من أهالي المدينة- محال الحلاقة، حيث أُجبر الحلاقون على كتابة تعهدٍ بعدم استخدام أمواس الحلاقة في حلاقة الذقن، والاكتفاء بحفها بـ “ماكينة الحلاقة”.

أسست (هيئة تحرير الشام) مجموعات (سواعد الخير)، في منتصف حزيران/ يونيو 2017؛ بذريعة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، في مدينة إدلب.


ملهم العمر


المصدر
جيرون