الحصار يعمق معاناة (النحالين) في ريف حمص



تراجعت مهنة تربية النحل، في مناطق سيطرة المعارضة في ريف حمص الشمالي؛ بسبب الحصار الذي تفرضه قوات النظام والميليشيات الأجنبية الموالية له، منذ نحو خمس سنوات، على المنطقة، ما تسبب بانتشار الآفات والأمراض في حقول التربية.

عبد الرحمن العليوي، صاحب منحلة في الحولة، يعزو سبب تراجع المهنة إلى حصار قوات النظام للمنطقة، وقصفها المتكرر، ويقول: إنّ “الحصار تسبب بانتشار الأمراض بين النحل، حيث غزتها الحشرات الطفيلية؛ بسبب عدم توفر أدوية المكافحة، لأن قوات النظام تمنع دخولها إلى المنطقة”.

وأضاف: “كما أنّ ارتفاع أسعار المواد الأولية اللازمة، كـ (الشمع)، ساهم في نقصان كميات النحل، وعدم تعويضها بخلايا أخرى”، وبيّن أنّ “قطع الأشجار في المنطقة كان له دور في تراجع المهنة، حيث إنها تعد المرعى الطبيعي للنحل في ظل الحصار، وعدم قدرة المربين على نقل الخلايا من مكان إلى آخر للرعي”.

من جانب آخر، قال عثمان الخالد، وهو مربي نحل من قرية غرناطة، لـ (جيرون): إنّه “خسر في قصف جوي لطيران النظام على المنحلة، قبل عامين، نحو مئة خلية نحل”. لكنه أكدّ “استمراره في المهنة، على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي تعترضها”، وأشار إلى أنّ لديه “20 خلية، الآن، يعمل بها ويسعى إلى زيادة عددها”.

في ما يتعلق بالتغلب على الصعوبات التي تعترضه في تربية النحل بالوقت الحالي، أوضح الخالد أن “مربّي النحل يعيدون تأهيل المناحل بمادة الشمع اللازمة يدويًا”، واعتبر أنّ “تلك الطريقة غير جيدة، وتؤثر في كمية الإنتاج، لكن ظروف الحصار أجبرتهم عليها، وأشار إلى أنّ “عملية التأهيل كانت تتم سابقًا في معامل مختصة، وعلى نحو أفضل”.

بحسب الخالد، فإنّ “عملية إعادة تأهيل الخلية يدويًا أدت إلى تراجع كمية الإنتاج، حيث باتت المنحلة الواحدة لا تنتج أكثر من 6 (كغ) عسل فقط، في حين كان يبلغ إنتاجها سابقًا نحو 15 (كغ)”. واشتكى من “ضعف إقبال الأهالي على شراء مادة العسل، في الوقت الحالي؛ بسبب غلاء الأسعار، حيث يبلغ سعر الكيلو الواحد 5500 ليرة سورية، فيما كان يباع في السابق بنحو 500 ليرة فقط”.

في تعليق على تراجع المهنة، بيّن المهندس الزراعي طلال السعيد، المختص بتربية النحل، أنّ النحل يتأثر بأصوات القصف مثله مثل الإنسان، وقال لـ (جيرون): إنّ “آلاف النحلات ماتت، بسبب استهداف النظام للمناحل”، وأشار إلى “تراجع عدد الخلايا في المنطقة، من 10 آلاف خلية عام 2011 إلى ما دون 1500 خلية الآن”، وتوقّع أن “المهنة ماضية في طريقها إلى الزوال؛ في حال بقيت الأوضاع على ما هي عليه”.

يشار إلى أن عدد خلايا النحل في سورية عام 2007 قُدِّر بنحو 530 ألف خلية، كان إنتاجها من العسل نحو 2320 طنًّا من العسل، ومن الشمع 111 طنًا، بحسب ما أوردته جريدة (العروبة) التابعة للنظام.


رامي نصار


المصدر
جيرون