بالستي



درج استخدام هذا المصطلح مترافقًا مع كلمة صاروخ، ليقال (صاروخ بالستي)، ويشير إلى الصاروخ “بعيد المدى”، وكلمة (ballistic) باللغة الإنكليزية هي مجموعة الأحرف الأولى لعدة كلمات، جُمعت لتكون اختصارًا لها، ومعناها: “تحرك الجسم في الفضاء تحت تأثير الجاذبية فقط”، وهو إجمالًا يدل على علم (المقذوفات).

تشير المعلومات، في مجال حركة المقذوفات، إلى أن الصواريخ بعيدة المدى نوعان: (مداري) لا يتجاوز الطبقة الأولى للغلاف الجوي، كونه يستعمل الأوكسجين في احتراق وقوده الدافع كصواريخ (سكود)، وهي صواريخ تكتيكية. والنوع الثاني (بالستي) يتجاوز الغلاف الجوي، كونه يحوي على “مؤكسد داخلي” يغذي عملية الاحتراق.

ينطلق الصاروخ البالستي بشكل عمودي، ليصل إلى طبقات الجو العليا، ثم يعود ويتجه من الفضاء نحو هدفه على الأرض، ومنه نوع يحمل الأقمار الصناعية إلى مدارها، أو يحمل أي جهاز له علاقة بالبحث العلمي، إلى “أبعد مدى” ممكن بالفضاء، وذلك بالاعتماد على استهلاك “أقل كمية ممكنة من الوقود”.

عملية التصدي لبعض أنواع الصواريخ البالستية، ما زالت -حتى اليوم- “صعبة”؛ إذ يصل مدى بعض الصواريخ النهائي إلى أكثر من “13 ألف (كم)”، وتوصف بأنها “عابرة للقارات”، وتُصنّف ضمن مجموعة “الأسلحة الرادعة”، كونها تستطيع حمل رؤوس نووية أو جرثومية أو كيميائية، وهي تصل بسرعة فائقة إلى هدفها البعيد الذي يتعذر استهدافه من خلال الطيران، بسبب المسافات والكلفة.

صنّف البعض الصواريخَ التي صنعها الألمان من نوع (فاو-2) عام 1938، ووصل مداها إلى نحو 200 (كم)، بأنها صواريخ بالستية، واستعملت من قبل النازيين في الحرب العالمية الثانية، ثم بعد انتهاء الحرب، بدأت الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفيتي السابق، تطوير نماذج مختلفة من الصواريخ “بعيدة المدى”، مع تطور التكنولوجيا.

لم يُسجل، حتى الآن، استهداف دولة لدولة أخرى بصواريخ بالستية، وإنما بصواريخ تكتيكية كصواريخ (سكود)، ويقول الخبراء إن الصواريخ البالستية أطلقت من قبل الدول التي أنتجتها، إما لغايات تجريبية على إمكانية إطلاقها، كما فعلت كوريا الشمالية أخيرًا، أو لغايات تتعلق بعلوم الفضاء والأقمار الصناعية، وهنا يمكن الإشارة إلى أن المدى الذي يمكن أن تصل إليه بعض الصواريخ البالستية، يتجاوز موقع المحطة الفضائية الدولية في الفضاء الخارجي، بعدة أضعاف.

تعمل الصواريخ المساعدة على دفع الصاروخ البالستي منذ لحظة انطلاقه، وتنقسم حركة الصاروخ البالستي إلى 3 مراحل، وهي الإقلاع نحو الفضاء الخارجي، وتقوم “صواريخ مساعدة” بحمل الصاروخ خلال مدة لا تتجاوز 5 دقائق، ليجتاز فيها الغلاف الجوي، ثم مرحلة وجوده خارج الغلاف الجوي، وتصبح فيها حركته وسرعته سلسة لانعدام إعاقته بالجاذبية، ثم مرحلة عودته إلى داخل الغلاف الجوي، حيث يدخلها ويتوجه بسرعة فائقة بفعل الجاذبية إلى هدفه، أما الصواريخ “المساعدة”، فيتخلص منها الصاروخ في نهاية عملها، في كل مرحلة ساعدته لاجتيازها.

تطلق الصواريخ البالستية من منصات أرضية أو موجودة تحت الأرض، ومن منصات مثبتة على السفن أو الغواصات، ويحوي الصاروخ “محركًا وأنظمة توجيه”، ويستعمل وقودًا سائلًا مكونًا من “مواد مقطرة غنية بالكربون والهيدروجين أو المغنيزيوم، يتم خلطها مع مصدر صلب للأوكسجين موجود داخل الصاروخ”.


حافظ قرقوط


المصدر
جيرون