تحالف المنظمات السورية غير الحكومية (معًا لأجل الغوطة)



أطلق تحالف المنظمات السورية غير الحكومية، خلال مؤتمر صحافي في مدينة غازي عنتاب التركية، حملة (معًا لأجل الغوطة)؛ بهدف الضغط لإدخال المساعدات الإنسانية وفك الحصار وإيقاف القصف عن الغوطة الشرقية.

وزّع التحالف، خلال مؤتمر صحافي حضرته (جيرون)، أمس الأربعاء، بيانًا دعا فيه “النظامَ السوري وداعميه إلى السماح بإيصال المساعدات الإنسانية فورًا، وإيقاف كافة أشكال الاستهداف للمنشآت المدنية في الغوطة”، كما ناشد البيان الدولَ الأعضاء في مجلس الأمن “التحلي بمسؤولياتهم تجاه حماية المدنيين، وتطبيق إجراءات فورية، لإنهاء الحصار المفروض على المدنيين في الغوطة الشرقية”.

ذكر البيان أنّ “حصار الغوطة المستمر، منذ أكثر من أربع سنوات، يُعد الحصار الأطول والأكثر دموية في تاريخ البشرية”، وأن التحالف “أحصى تدمير أكثر من 40 مستشفى ومركزًا صحيًا، نتيجة قصف النظام على الغوطة، خلال عام 2017 فقط”.

أكّد محمد الحمادي، منسق تحالف المنظمات السورية في حديث مع (جيرون)، أنّ “حملة (معًا لأجل الغوطة) جاءت بعد عدة مطالبات ومناشدات للمجتمع الدولي، بإنهاء معاناة المدنيين، لكن من دون مجيب، وستستمر الحملة ثلاثة أشهر، حاملة خطابًا إنسانيًا، ولكن هذا لا يعني السكوت عن الطرف الأساس المرتكب للإجرام: النظام السوري”.

أضاف: “يجب على مؤسسات الأمم المتحدة التدخل الفوري، لإجلاء 365 حالة مرضية حرجة بحاجة إلى علاج فوري خارج الغوطة، كما أنه يوجد 3397 حالة من ذوي الاحتياجات الخاصة بحاجة إلى رعاية صحية، ولا سيّما بعد تدمير المشفى المختص بذلك في دوما، قبل عدة أسابيع”،

من جانب آخر، أكد الصحافي علاء الأحمد، من الغوطة الشرقية، لـ (جيرون) أنّ “المدنيين في الغوطة يعانون بشكل كبير من استمرار إغلاق النظام لمنافذ الغوطة الشرقية، حيث تم توثيق وفاة رجل يوم أمس في مدينة حرستا، بسبب سوء التغذية ونقص الإمكانات الطبية، كما أنّ الغوطة تحتوي مئات حالات مرضى السرطان والأطفال المصابين بجروح خطرة، نتيجة حملة القصف الأخيرة على الغوطة”.

كانت الأمم المتحدة قد قامت بإدخال قافلة مؤلفة من 9 سيارات، عصر أمس الأربعاء، من معبر مخيم الوافدين برفقة وفد أممي، ونقل ناشطون أن القافلة مؤلفة من سبع شاحنات تحمل مواد غذائية، واثنتان تحملان بعض المواد الطبية، مع العلم أن سكان الغوطة يصل عددهم، بحسب الأمم المتحدة، إلى ما يقارب 400 ألف نسمة.

وأوضح الأحمد أن “هذه القافلة دخلت إلى بلدة (النشابية) في منطقة المرج، وهي لا تكفي لـ 15 بالمئة فقط من سكان هذه البلدة، فما بالك بجميع سكان الغوطة! وهذه القوافل تدخل بعد ارتكاب النظام سلسلة طويلة من المجازر، وتأتي بتواطؤ بين مكتب الأمم المتحدة في دمشق والنظام السوري، وهذه الإجراءات تخالف القرارات الدولية، وخاصة 2254 المتعلق بإدخال المساعدات وإجلاء الحالات الطبية من المناطق المحاصرة”. وأكد أن “النظام السوري قام أثناء دخول القوافل، أمس، باستهداف مدينة دوما بعدد من القذائف المدفعية، رغم وجود موظفي الأمم المتحدة في المنطقة”.

وخلال دخول القافلة، نظم عشرات الناشطين وقفة احتجاجية أمام سيارات الأمم المتحدة، للتنديد بصمت المنظمة الدولية عن المجازر التي يرتكبها النظام في الغوطة، ورفعوا صور ضحايا الهجمات الكيميائية الأخيرة التي شنها النظام بقذائف تحمل غاز الكلور على مدينة دوما، قبل عدة أيام.

من جانب آخر، حذّر المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، ليلة أمس الأربعاء، خلال تقديم إحاطته في مجلس الأمن، من أن سورية تشهد حاليًا أخطر مراحل الحرب منذ عام 2011، وذلك بسبب إقدام النظام على قصف مناطق المعارضة بعنف كبير، إضافة إلى تدخل القوى الخارجية”.

يذكر أن مجلس الأمن الدولي ما زال يناقش مقترحًا كويتيًا سويديًا، يقضي بفرض هدنةٍ مدتها 30 يومًا، تسمح بإدخال المساعدات الإنسانية وإجلاء المرضى والجرحى.


سامر الأحمد


المصدر
جيرون