(داعش) يقتحم مناطق نفوذ “تحرير الشام” غربي مخيم اليرموك

15 فبراير، 2018

أكد ناشطون فلسطينيون ميدانيون أن تنظيم (داعش) الإرهابي تمكّن، صباح اليوم الخميس، من اقتحام مناطق تابعة لنفوذ “هيئة تحرير الشام”، في غربي مخيّم اليرموك جنوب دمشق، مستخدمًا خلال اقتحامه المباغت، للمرة الأولى منذ سيطرته على المخيّم في نيسان/ أبريل 2015، “جرافة مصفحة”، ومتفجرات شديدة الانفجار ورشاشات ثقيلة؛ ما أجبر عناصر “تحرير الشام” على الانسحاب من مواقعهم. وبحسب المصدر فإن الاشتباكات قد أسفرت عن مقتل ثلاثة عشر عنصرًا من (داعش)، وثلاثة عناصر من “هيئة تحرير الشام”.

وقد مهّد عناصر (داعش) لهذا الاقتحام، بهجوم عنيف، الأربعاء، على مواقع الهيئة غربي المخيّم، ووفقًا لإعلاميين محليين، فإن معارك -وُصفت بالعنيفة- اندلعت بين عناصر (داعش)، وعناصر “تحرير الشام”؛ نتيجة الهجوم المفاجئ الذي شنّه التنظيم على مواقع تابعة للهيئة على محور شارع حيفا، الذي سيطر عليه التنظيم الإرهابي.

ويسود المنطقة حالة من القلق في ظل التطورات الأخيرة، خصوصًا مع وصول عناصر وقيادات جديدة لتنظيم (داعش) منذ أيام. حيث ذكر مراسل (مجموعة العمل من أجل فلسطيني سورية) في المخيم، نقلًا عن مصادر مطلعة جنوب دمشق، دخول عدد من قياديي تنظيم (داعش) إلى مناطق سيطرة التنظيم حيّ (الحجر الأسود) المجاور للمخيم، بالتنسيق مع قوّات نظام الأسد.

وأوضح مراسل “المجموعة” الحقوقية، ومقرها لندن، أن ثلاثة أمراء من جنسيات مختلفة، تولّوا مناصبهم القيادية في التنظيم، ساعة وصولهم، حيث تولى قيادي من جنسية جزائرية الإمارة العامة للتنظيم، وآخر يحمل الجنسية العراقية منصب “الأمير الأمني”، والقيادي الثالث سعودي الجنسية تولى منصب “الأمير الشرعي” للتنظيم، وتضاربت الأنباء عن وجود “أمير” رابع يحمل الجنسية التونسية. فيما تواردت أنباء عن دخول قياديين آخرين، خلال الأيام القادمة إلى المنطقة، من بينهم المدعو “أبو صياح طيارة” الملقب (أبو صياح فرامة) أمير التنظيم سابقًا، علمًا أن عائلة “فرامة” كانت قد دخلت جنوب دمشق، قبل نحو أسبوعين

وقال المصدر: إن قياديي التنظيم الإرهابي قدموا من شمال وجنوب سورية والعراق، ودخلوا عبر حاجز بردى إلى الحجر الأسود جنوب دمشق، وبدؤوا بتنظيم اجتماعات مكثفة وتفقّدِ نقاط الرباط، ليستلموا زمام الأمور بعد التخبط الذي أصاب التنظيم، بسبب خروج العشرات من أمرائه وعناصره. كما أكدت مصادر، من داخل تنظيم (داعش) جنوب دمشق، أن التنظيم قام بتسليم رواتب لعناصره بعد انقطاع لأشهر عديدة، على الرغم من أن جنوب دمشق يخضع لحصار مشدد من قبل قوّات النظام السوري والمجموعات الفلسطينية المسلحة الموالية له بقيادة (الجبهة الشعبية – القيادة العامة) التي يتزعمها أحمد جبريل.

(داعش) يحوّل حيّ “الحجر الأسود” إلى منطقة عسكرية

من جانب آخر، تشهد المنطقة حالة توتر شديدة وتخوف كبير بين المدنيين، تنذر بموجة نزوح جماعية، خلال الأيام القادمة، حيث بدأ الأهالي -فعليًا- البحث عن مساكن في مناطق الجوار، وذلك عقب إخطار (داعش)، الأحد الماضي، سكان حيّ الحجر الأسود بالخروج منه، والتوجه لمخيّم اليرموك وتحويله إلى منطقة عسكرية، خاصة مع دخول عدد من القياديين إلى جنوب دمشق.

وكانت القوى العاملة من مؤسسات وهيئات مدنية ومجالس محلية، وبعض الفصائل العسكرية جنوب دمشق، قد أصدرت بيانًا في وقت سابق تؤكد فيه، أن حوالي 6 آلاف مدني يعيشون في مناطق مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن ومنطقة عسالي، مؤكدة أن من في هذه المناطق هم مدنيون، وليسوا من عناصر (داعش) أو موالين له. وذكر البيان أن الأطفال يشكلون في هذه المناطق نحو 40 بالمئة من عدد السكان، والنساء 30 بالمئة، والمسنين 10 بالمئة، والرجال 20 بالمئة.

وبحسب مراقبين، فإن تنسيقًا كبيرًا تشهده المنطقة، بين النظام السوري وتنظيم (داعش)، حيث يتجول قياديو التنظيم من مناطق سيطرة التنظيم جنوب وشمال سورية وإلى جنوب دمشق.

إلى ذلك، ما تزال حالة من التوتر تسود بين أبناء المخيم، نتيجة الانتهاكات المستمرة التي يرتكبها عناصر تنظيم (داعش) بحق المدنيين، وليس آخرها جَلد أحد الشبان، يوم الثلاثاء الفائت، عشرين جلدة، بتهمة حيازة وتهريب التبغ على حد زعم (داعش). وأظهرت صور نشرها التنظيم على موقعه الرسمي قيام أحد عناصره بجلد “المتهم”، بحسب وصفهم، أمام العامة وهو يحمل لافتة كتب عليها “إدخال الدخان إلى أراضي الدولة الإسلامية جنوب دمشق”.

وسبق أن شنّ تنظيم (داعش) حملةَ اعتقالات، احتجز خلالها عددًا من أبناء المخيّم، وذلك بتهمة التدخين في الأماكن العامة، أو بسبب حيازتهم مادة التبغ، واقتادوهم إلى مقارهم الأمنية في الحجر الأسود.

من جهة ثانية، أعلنت “تحرير الشام” في منطقة (المأذنية) جنوب دمشق، أنها ألقت القبض على الشاب الفلسطيني “وسام خرطبيل”، بتهمة انتمائه إلى تنظيم (داعش) في مخيّم اليرموك. وقالت الهيئة إن القبض عليه جاء في أثناء محاولته عبور المنطقة باتجاه حاجز النظام السوري، ليتم إخراجه باتجاه إدلب شمال سورية، علمًا أن عددًا من اللاجئين الفلسطينيين خرجوا من المنطقة المحاصرة جنوب دمشق، بالتنسيق مع قوّات النظام السوري.

على صعيد آخر، توفي الإثنين الفائت (12 شباط/ فبراير) في المخيم الطفلُ الرضيع “أحمد مازن علي” البالغ من العمر شهرين، نتيجة الحصار ونقص الرعاية الطبية.

وأكد فريق الرصد والتوثيق في (مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية) أنه استطاع توثيق بيانات 205 ضحايا من اللاجئين الفلسطينيين، قضوا نتيجة الجوع ونقص الرعاية الطبية، بسبب الحصار، معظمهم قضوا في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق. وأن 3652 ضحية هم حصيلة الضحايا الفلسطينيين الذين تمكنت “مجموعة العمل” من توثيقهم، بينهم 465 امرأة. وأن حصار قوّات النظام المجموعات الموالية له على مخيّم اليرموك يدخل يومه 1672 على التوالي.

النظام يقصف مخيم درعا بالأسطوانات المتفجرة

قالت مصادر فلسطينية إعلامية وإغاثية: إن مخيّم درعا للاجئين الفلسطينيين جنوب سورية يشهد، منذ يومين، اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بين قوّات المعارضة السورية المسلحة وقوّات الأسد التي قصفت عدّة أحياء في درعا، مستهدفة حيّ “درعا البلد”، ومخيّم درعا، وطريق السد المجاور والمناطق والبلدات المتاخمة للمخيّم، بهدف اجتياحها، وفرض سيطرتها عليها.

وأشارت المصادر، إلى أن مخيّم درعا يتعرض -يوميًا- إلى قصف عنيف من قبل قوّات النظام بالأسطوانات المتفجرة والقذائف الصاروخية، تسبب بتدمير حوالي 80 بالمئة من أحيائه ومنازله.

وبحسب مراسل (مجموعة العمل من أجل فلسطيني سورية) في جنوب سورية، فإن قوّات النظام استهدفت، ليل الإثنين، مخيّم درعا بأسطوانة غاز متفجرة، اقتصرت أضرارها على الماديات، وتعد أسطوانة الغاز المتفجرة إحدى أدوات قصف قوّات جيش الأسد على المناطق السكنية، وتسبب سقوط ضحايا وتحدث خرابًا في المنازل.

الجدير ذكره أن غالبية أبناء مخيم درعا نزحوا إلى أحياء درعا وريفها، فيما لا يزال سكان مخيم درعا وحي طريق السد يشتكون من أوضاع إنسانية قاسية، ويعانون من فقدان الخدمات الأساسية وشح المساعدات الإغاثية، نتيجة الحصار المفروض عليهم من قبل قوات النظام، كما يشتكون من استمرار انقطاع المياه، منذ أكثر 1408 أيام.

غسان ناصر
[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]

جيرون