نيو يورك بوست: حان وقت مهاجمة ترامب للحرس الثوري الإيراني



طائرة موجهة يقال إنها من صنع إيران، جمعت في اليمن، وعرضتها وزارة الدفاع الأميركية. (رويترز).

عندما أرسلت إيران طائرة موجهة إلى الأجواء الإسرائيلية، نهاية الأسبوع الماضي، كان الملالي يختبرون الرئيس ترامب، وليس “إسرائيل” فقط.

كانت الطائرة الإيرانية، التي نسخت تكنولوجيا أميركية، تذكيرًا لتخلي أميركا عن سياستها النشطة للردع العسكري منذ عام 2011، عندما سمح الرئيس باراك أوباما لإيران بالاحتفاظ بطائرة أميركية موجهة شديدة السرية، كانت ضبطتها إيران بعد سقوطها على أراضيها، بدل إرسال صاروخ لتدميرها.

خلال السنوات التي تلت ذلك، مارس أوباما ضغوطًا شديدة، لمنع أي ضربات جوية إسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، وتخلى عن الدبلوماسية القوية، من أجل استرضاء طهران ضمن إطار المفاوضات النووية، واستجاب لخطف 10 بحارة أميركيين بدبلوماسية كادت تقول: “شكرًا سيدي، هل من مزيد.”

وكان رفض أوباما للتحرك في سورية أسوأ من ذلك، حتى لجهة فرض خطه الأحمر على استخدام الأسلحة الكيميائية. قالت إدارة أوباما وقتها إن نظام الدفاع الجوي السوري يضع إمكانية فرض منطقة حظر جوي في خطرٍ كبير. لكن، وبعد مقتل مئات آلاف السوريين، قامت القوات الجوية الإسرائيلية بمسح نصف الدفاعات الجوية السورية، مساء السبت.

لاحظ قادة إيران الضعف الأميركي واستوعبوه، وردوا عليه بتكثيف سعيهم للهيمنة الإقليمية، عبر المال والغطاء الدبلوماسي الذي أمنه الاتفاق النووي المليء بالعيوب، فنشروا الإرهاب والصواريخ في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وبينما تولى الرئيس ترامب منصبه حاملًا خطابًا عدوانيًا تجاه إيران، ومتعهدًا بتمزيق الاتفاق النووي، لا تعرف طهران اتجاهاته حتى الآن.

فمن ناحية، أظهر قرار ترامب، بفرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني إلى جانب إدانته الصارمة لطبيعة النظام الإيراني في الأمم المتحدة، استعدادَه للانخراط في حرب أيديولوجية واقتصادية. لكن من ناحية أخرى، لا يزال الاتفاق النووي قائمًا، ولم تفعل إدارته الكثير لزيادة تكلفة توسع إيران الإقليمي.

لا تزال إيران تهرب الأسلحة إلى البحرين، مقر القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية، والصواريخ إلى اليمن لشن هجمات ضد السعودية، كما تقوم ببناء معامل لإنتاج الصواريخ في سورية ولبنان.

حان الوقت الآن لإعادة تأسيس ردع عسكري قوي، نحو التوسع الإيراني من قبل ترامب، بتعاونٍ وثيقٍ مع الحلفاء الإقليميين. أعلنت إدارته “الحرس الثوري” كيانًا إرهابيًا، في تشرين الأول/ أكتوبر، ووفقًا لذلك، عليها استهداف قواعده الرئيسية وأسلحته في سورية. يمكن أن يساعد هذا النهج في منع نشوب نزاعٍ أوسع نطاقًا.

يميل قادة إيران إلى تجنب مواجهة مباشرة ضد قوة عسكرية متفوقة. ويحب المسؤولون السعوديون أن يحكوا قصة إسقاط مقاتلتين إيرانيتين عام 1984 عبرتا إلى المجال الجوي السعودي. فعندما اختبر الحد مرة ثانية عام 1988، تراجع الإيرانيون قبل اعتراضهم، ولم يختبروا السعودية مرة أخرى.

من ناحية أخرى، يعلم الملالي أنهم إذا وجهوا المزيد من الأموال إلى العمليات الجارية خارج حدود بلادهم؛ فسيتدهور وضعهم الاقتصادي والسياسي في الداخل. حيث ردد الشعب الإيراني مؤخرًا شعار “اتركوا سورية، فكروا بنا”. وسيؤدي رفع تكلفة تدخل إيران في سورية إلى تفاقم التوترات الداخلية.

سيحتاج ترامب بالتأكيد إلى الاستعداد لمجموعة من الردود المحتملة من إيران، خاصة عن طريق وكلائها في العراق وسورية ولبنان. لكن هذه التهديدات ليست جديدة، والفوائد تفوق التكاليف المحتملة بأشواط.

أولًا، ستبدأ حسابات طهران الاستراتيجية بالتغيّر، مما يحد من الخطر في المنطقة، ويعزز أمن حلفاء الولايات المتحدة على المدى الطويل، ويغير سلوك النظام وأنشطته غير المشروعة الأخرى.

ثانيًا، سيلغي الردع العسكري الأميركي ما يسمى “الجسر البري”، الذي يعطي إيران خطًا متواصلًا من النفوذ إلى البحر الأبيض المتوسط. وسيعزز هذا الردع تهديدات ترامب بالخروج من الاتفاق النووي؛ الأمر الذي قد يزيد بشكل كبير من احتمال نجاح محاولات تصليح مسار الصفقة مع الحد من مخاطر التصعيد الإيراني، إذا قرر إلغاءه.

أخيرًا، ستستعيد الولايات المتحدة النفوذ الدبلوماسي على روسيا في سورية. إذا كان فلاديمير بوتين يريد الحفاظ على وجود طويل الأجل والربح من إعادة إعمار البلاد؛ فسيضطر إلى إزالة القوات الإيرانية من سورية، وإلا؛ فستقوم أميركا وحلفاؤها بذلك بالنيابة عنه.

ستبقى أميركا تسير، بلا وعي، إلى مرحلة من الهيمنة الإيرانية في الشرق الأوسط. يجب أن تكون أحداث نهاية الأسبوع الماضي صرخة أخيرة تبعث على اليقظة.

اسم المادة It’s time for Trump to attack Iran’s Revolutionary Guard الكاتب Richard Goldberg ريتشارد غولدبيرغ مصدر وتاريخ النشر New York Post

13/02/2018 رابط المقالة https://nypost.com/2018/02/12/its-time-for-trump-to-attack-irans-revolutionary-guard/ المترجم مروان زكريا


مروان زكريا


المصدر
جيرون