مقتل اللواء حسينو.. هل يصفّي نظام الأسد “شهود العيان”



أثار مقتل اللواء الركن أحمد محمد حسينو، الذي كان يشغل منصب رئيس أركان ونائب مدير إدارة كلية الوقاية الكيميائية في قوات نظام بشار الأسد، العديدَ من التساؤلات، بسبب الضبابية التي تم الإعلان بها عن مقتله، وعدم توضيح مكان وطريقة مقتله، على الرغم من منصبه “الحساس” ورتبته “الرفيعة”.

نعت، خلال اليومين الماضيين، عدة صفحات على (فيسبوك) اللواء حسينو، ووصفته بـ “الشهيد”، ومنها صفحة (شبكة أخبار اللاذقية)، وحددت مكانَي الدفن وتقبّل التعازي فقط: “في منزله الكائن بمنطقة (الزقزقانية) في اللاذقية على الساحل السوري”. وذكرت صفحة (طلاب ضباط الدورة 71-الكلية الحربية السورية) الموالية على (فيسبوك)، أنه قُتل الثلاثاء 13 شباط/ فبراير الحالي.

ربط بعض المتابعين مقتل حسينو، بإعادة الاهتمام الدولي بملف السلاح الكيميائي لدى نظام الأسد، بينما ربط آخرون بين مقتله والغارات الإسرائيلية التي وقعت يوم السبت الماضي، في 10 شباط/ فبراير، على عدة مواقع تابعة لقوات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية. فهل تخلص نظام الأسد من حسينو، كما فعل مع شهود آخرين على جرائمه، أم قُتل فعلًا بتلك الغارات، مع الإشارة إلى أن البعض توقع أن يكون قد قتل في الاشتباكات الأخيرة مع فصائل المعارضة، حول مناطق الغوطة الشرقية بريف دمشق.

الخبير العسكري العقيد أديب عليوي، قال لـ (جيرون): إن “الموقع الذي كان يشغله حسينو، إضافة إلى رتبته العسكرية، يجعلان مقتلَه في اشتباك عسكري أمرًا مستبعدًا، إن لم نقل مستحيلًا”. وأضاف أن اختصاصه يؤكد لنا “أن لا مكان له على الجبهات، ليتم قتله بالغارة الإسرائيلية أو أي عملية عسكرية قتالية!”.

أوضح عليوي: عندما “حصل الهجوم بالسلاح الكيميائي على الغوطة الشرقية، في آب/ أغسطس 2013، كان حسينو يشغل منصب رئيس فرع الكيمياء بالفرقة الرابعة”، وهي فرقة تابعة للحرس الجمهوري الذي يقوده ماهر الأسد شقيق بشار الأسد، ووفق المعلومات التي توفرت، كانت هذه الفرقة “مسؤولة عن ذلك الهجوم الكيميائي وغيره من الهجمات الكيميائية” التي وقعت في ريف دمشق.

لفت عليوي إلى أن حسينو -بحكم مهامه السابقة في الفرقة الرابعة والأخيرة في إدارة الكلية- يملك “معلومات مهمة وحساسة عن ملف السلاح الكيميائي، قلّ أن يملكها غيره”، وهو ملف على درجة عالية من “الخطورة”، بالنسبة إلى نظام الأسد، وربما هي محاولة منه لـ “إخفاء بعض الحقائق”.

أضاف عليوي: “على الرغم من التصريحات الفرنسية الأخيرة التي اعتبرت أنه لا يوجد دليل، بيدهم، يؤكد استخدام نظام الأسد للسلاح الكيميائي”، فإن “الحقائق غير ذلك، وهي تناقض أصلًا ما كانت قد أكدته الخارجية الفرنسية سابقًا، بأن لدى الاستخبارات الفرنسية معلوماتها الخاصة التي تثبت استخدام نظام الأسد هذا السلاح، ويدرك الأسد أن الوثائق موجودة لديهم، مهما صرحوا”.

رجّح عليوي أن نظام الأسد، كعادته في التخلص من “شهود جرائمه” الذين يملكون معلومات خاصة، هو من اغتال اللواء حسينو، وهذا ما حصل سابقًا لـ “ضباط ومسؤولين كُثر في النظام، تمت تصفيتهم على مراحل مختلفة، وإن تصفية حسينو مرتبطة بشكل وثيق بملف السلاح الكيميائي، وتطوراته التي قد تكون جدية هذه المرة”. (ح.ق)


جيرون


المصدر
جيرون