النظام يكثف قصف الغوطة ويحشد في الضمير



علمت (جيرون) من مصادر ميدانية أن “تعزيزات عسكرية ضخمة تابعة للنظام وصلت، على مدار اليومين الماضيين، إلى مطار الضْمير العسكري الذي يبعد نحو 50 (كم) عن العاصمة دمشق”، في الوقت الذي قال فيه مسؤول معارض إن النظام يتحضر “لشن عمل عسكري على الغوطة الشرقية، من جهة المرج والنشابية”.

حول ذلك، أكد مراسل (جيرون) في المنطقة أن “التعزيزات ما تزال تصل تباعًا إلى مطار الضمير والفوج 16، بعد انسحابها من مناطق متفرقة من أرياف حلب وحماة، برفقة آليات وعربات عسكرية حديثة ومتطورة، وهي عبارة عن مجموعات قتالية يقودها الضابط سهيل الحسن، الملقب بـ (النمر) في قوات النظام”.

أضاف أن “طائرات حربية ومروحية وصلت قادمة من مطارات حماة، باتجاه مطارات القلمون الشرقي بريف دمشق”، مرجحًا “هبوطها في مطار الضمير العسكري، حيث تتجمع قوات سهيل الحسن، التي تعتمد بصورة كبيرة على الطائرات بمختلف أصنافها، في عمليات التمهيد الناري للعناصر البرية على الأرض”.

في هذا الموضوع، قال سعيد سيف، الناطق باسم (قوات الشهيد أحمد العبدو): إن قوات النظام “تمركزت في مطار الضمير الحربي والفوج 16 دفاع جوي القريب منه؛ تمهيدًا لشن عمل عسكري على الغوطة الشرقية، من جهة المرج والنشابية، بالتزامن مع وصول قوات أخرى يقودها الحسن، إلى محيط (إدارة المركبات) في حرستا، لمساندة قوات النظام في محاولاتها التي تخوضها بشكلٍ شبه يومي، للتقدم على حساب المعارضة في الغوطة الشرقية”.

وأشار، في تصريحات لـ (جيرون)، إلى أن “سهيل الحسن موجود في منطقة مطار الضمير العسكري، برفقة جنرالات روس يتولون إدارة العمليات ووضع الخطط الميدانية؛ استعدادًا للتحرك العسكري باتجاه الغوطة الشرقية”، موضحًا أن “هذه التطورات ترافقت مع تحركات وسحب لعناصر بديلة من ميليشيا (حزب الله) اللبناني من جبهة العتيبة، شرقي الغوطة الشرقية، إلى مطار الضمير ومزرعة الإماراتي القريبة من سد ريشة في البادية الشامية، ليتم استبدالها بعناصر أخرى تابعة للنظام”.

يرى سيف أن “روسيا تحاول إرسال تطمينات إلى (الكيان الإسرائيلي)، عبر تقليص نفوذ الميليشيات الإيرانية التي تتواجد بشكلٍ ملحوظ في محيط الفوج 16، ولا سيما ميليشيا (حزب الله)، حيث تعرض الفوج مرارًا لضربات جوية شنها الطيران (الإسرائيلي)، وهو ما تؤيده روسيا، بعد أن فقدت السيطرة على الميليشيات الإيرانية المتواجدة في المنطقة”.

وأكدّ أن سهيل الحسن “وجّه رسالة إلى أهالي القلمون الشرقي، وبخاصة مدينة الضمير، يحذرهم فيها من التعرض لأي من الأرتال العسكرية التابعة له، في أثناء مرورها عبر التحويلة المرورية المحاذية للمدينة، في طريقها إلى مطار الضمير الحربي”.

وفق سيف، فإن “الرسالة جاءت بمثابة تحذير لأهالي مدينة الضمير، للعمل على منع أي شكلٍ من أشكال المظاهر المسلحة على التحويلة، وعدم الإساءة للجيش أو الضيوف المارين على التحويلة، إضافةً إلى منع تواجد سيارات أمنية أو دوريات حراسة لقوات المعارضة تثير ريبة الأرتال المارّة؛ لأن الرد سيكون ساحقًا بدون دراسة أو رجوع وتفكير”.

تابع: “الرسالة حملت أيضًا تهديدًا من جانب الحسن إلى مدن القلمون الشرقي، لتحييدها عن العملية العسكرية المحتملة على الغوطة الشرقية، وهو ما لا يمكن التعويل عليه كثيرًا؛ لأن فصائل المعارضة (جيش الإسلام، فيلق الرحمن) المتواجدة في المنطقة، على تنسيق مستمر مع قيادتها المركزية في الغوطة الشرقية، كما لا يمكن الوثوق بالنظام، لأن هذه التعزيزات ستعمل على فتح جبهة القلمون الشرقي، سواء نجحت في حملتها المزعومة على الغوطة الشرقية أو لم تنجح”.

عقّب سيف أنه “على الرغم من وجود قطع عسكرية كبيرة تابعة للنظام موزعة في منطقة القلمون الشرقي، ومعظمها تفصل ما بين مدن وبلدات المنطقة، فإن فصائل المعارضة ستتحرك بشكلٍ إيجابي ضد مراكز النظام في المنطقة، للتخفيف عن الغوطة الشرقية، حال الهجوم عليها”.

واستهدفت قوات النظام أمس الأحد، مدن وبلدات الغوطة الشرقية، بنحو 270 صاروخ كما شنّت 69 غارة جوية؛ ما أسفر عن مقتل 104 مدنيًا، خلال الساعات 48 الماضية. وفق مركز الغوطة الإعلامي.


خالد محمد


المصدر
جيرون