كيف تكون ضد «الديكتاتورية» في سوريا وإيران وإسرائيل بالوقت نفسه؟



السورية نت - بسام البدارين

كأن الزملاء في مطبخ أخبار محطة «المنار» جاهزون تماما للحدث ويملكون قدرة على التكهن.. صورة الوزير الأمريكي ريكس تيلرسون وهو يجلس وحيدا بانتظار نظيره اللبناني أمام العدسة خلفية مناسبة لكل الأخبار من «الميادين» إلى «المنار» إلى القناة الثانية في التلفـزيون السـوري.

صاح أحدهم على شاشة «المنار»: هذه مدرسة التيار الوطني الحر… تعلموا يا عرب من لبنان.. تذكرت عضو مجلس الأعيان الأردني صخر دودين وهو يقول لنبيه بري في طهران: طبعا نحن مع المقاومة وحزب الله لكن أخبرني كم سنة رجع لبنان للوراء وكم تكلف؟!

رفض تيلرسون تفويت الفرصة للرد.. أول جملة له في لبنان كانت.. «حزب الله الإرهابي».. طبعا لدينا عشرات الأسئلة حول مشاركة الحزب في حفلة قتل وتدمير الشعب السوري، لكن نقف في الخندق المعاكس لتيلرسون وتوصيفاته خصوصا وأن إسرائيل التي يجعمها ويتنافس مع غيره في واشنطن لخدمتها هي «أم الإرهاب» الكوني.

يحاول كثيرون التشكيك بموقف من يلاحظ على النظام السوري ويمجد المقاومة وبندقيتها فقط عندما تتوجه للعدو.
سألنا رفيقاً من إياهم جماعة «بشار الأسد .. قائد الأمة».. دخيلك هل أستطيع كعربي أن أكون ضد الديكتاتور وإسرائيل في الوقت نفسه؟ محطة «الميادين» تجيب على هذا السؤال يومياً وهي تعلن بأن الطريقة الوحيدة لخصومة إسرائيل تتمثل في التصفيق لطائرات فلاديمير بوتين وبشار الأسد وهي تقصف أحشاء الأطفال في إدلب.

غير مهم.. قالها بعض الثوار سابقاً .. «طريق تحرير القدس يبدأ من عمان» وكانت النتيجة حرب أهلية بغيضة هي الوحيدة التي تشوه وجه عروس الضفتين.
ويقول الرفاق في ما تبقى من حزب البعث السوري – بالمناسبة آخر مرة سمعنا فيها اسم هذا الحزب على تلفزيون الشعب السوري قبل عامين وعندما مات أحد أعضاء قيادته القطرية .. المهم يقول الرفاق ومعهم العقائديون في حزب الله وبتوع اسياخ الشاورما البشرية في الحشد الطائفي إن التصدي للعدو الإسرائيلي لا بد أن يعبر على أشلاء الأمهات في درعا والعذراوات في دير الزور وبقايا الأرامل في حلب وحماة.

بعيداً عن هذا التشكيك المضجر نقبل خوذة مقاتل حزب الله وجبين أي مقاتل في الجيش السوري عندما يطلقان ضد العدو فقط لكن نزدري الخوذة والجبين ومعاً أيضاً عندما يطلقان ضد الشعب السوري الأعزل بـذريعة إرهـاب يتقمـص أهل السـنة ويـرتع بدوره في الأجـندة الإسـرائيلية.

للتذكير هذه الخصومات لا تشمل إيران وجنودها إلا بعد التطهر التام من كل مواسم «العهر الطائفي» واتخاذها موقفاً أخلاقياً من الذين يحملون وكالتها وتمولهم ويوقعون المواطنين العراقيين على وثائق بثت صوراً منها قناة «البغدادية» تضمن خيارين: الموت أو التصويت لصالح مرشحي قوات بدر.




المصدر