“الإنقاذ الدولية”: مشافي الغوطة تعيش الكوابيس



ذكرت (منظمة الإنقاذ الدولية) أن “الغوطة الشرقية المحاصرة تعاني من نقص في الإمدادات الطبية والغذائية والوقود على نحو خطير”؛ نتيجة القصف الوحشي الذي تتعرض له، منذ بداية الحملة العسكرية في كانون الأول/ ديسمبر 2017 حتى الآن.

أشارت المنظمة إلى أن يوم أمس الثلاثاء 20 شباط/ فبراير كان أشد فتكًا؛ إذ قُتل خلال 24 ساعة أكثر من 100 مدني، معظمهم نساء وأطفال. مضيفة أن “ما يحصل في الغوطة يذكّر العالم بما تعرضت له مدينة حلب، منذ أكثر من عام”.

نقلت المنظمة عن مسعف سوري، يعمل في إحدى المشافي التي تدعمها (الإنقاذ الدولية)، أن “المسعفين والأطباء يناضلون من أجل إنقاذ حياة المدنيين”، على الرغم من النقص في الأدوية والمعدات الطبية. وقال: “اضطررنا، أكثر من مرة، إلى علاج الجرحى على ضوء الموبايلات، بسبب عدم توافر الكهرباء، وهناك أطباء يضطرون إلى استخدام أدوية منتهية الصلاحية لعلاج المرضى. الوضع في الأيام المقبلة سيكون مقلقًا للغاية”.

أضاف المسعف: “نحن نعمل 24 ساعة بلا توقف. في الأيام العادية كنت أعمل 12 ساعة، وأعالج من 6 إلى 10 مصابين في اليوم. أما حاليًا فأنا أقدم الخدمة الطبية لأكثر من 50 جريحًا ومريضًا في اليوم الواحد”.

بحسب المسعف، يوجد في المشفى الذي يعمل به في (مسرابا) أربع سيارات إسعاف فقط، اثنتان منها لا تعمل، إما بسبب أعمال الصيانة أو تعرضها لأضرار نتيجة الهجمات الجوية على المشافي. وتابع: “حتى الآن، تم استهداف 7 مشافي في بلدات عدة بالغوطة الشرقية، ومعظم المعدات الطبية تضررت”.

جميع سيارات الإسعاف تفتقر إلى الإمدادات الطبية الضرورية، كأجهزة قياس الضغط وموازين الحرارة وسترات ومواد الإسعافات الأولية كالضمادات والمعقمات. إضافة إلى ارتفاع تكلفة الديزل، فسعر الليتر الواحد يعادل نحو 8 دولارات. ويأمل المسعف في أن يحصلوا على أجهزة تنظيم ضربات القلب أيضًا، وأسطوانات الأكسجين؛ لكي يتمكنوا من إنقاذ حياة الجرحى أثناء نقلهم للمشفى.

بحسب تقرير (الإنقاذ الدولية) يوجد في الغوطة 95 طبيبًا فقط، أي طبيب واحد لكل 4200 مريض. إضافة إلى وجود 392 ممرضة وقابلة. ومؤخرًا تم تدريب نحو 700 شخص، من قبل الأطباء التابعين للنقاط الطبية التي تدعمها المنظمة، ليعملوا كمساعدي أطباء وممرضين في المستشفيات. لكن المنظمة تؤكد أن ذلك غير كاف، نظرًا إلى كارثية الوضع الذي تعيشه الغوطة الشرقية.

لفتت المنظمة إلى أن ندرة المواد الغذائية وارتفاع أسعارها من أكبر التحديات التي تواجه المدنيين في الغوطة الشرقية. وأضافت أن “المدنيين سابقًا كانوا يعتمدون على الزراعة المحلية، للحصول على بعض الخضار والفواكه، أما الآن فالخضار المتوفرة هي الذرة والباذنجان فقط. حتى القمح لم يعد موجودًا؛ ما دفع المدنيين إلى استخدام الشعير بدلًا عنه”.

حليب الأطفال من الأشياء غير المتوفرة أيضًا. وإن توفرَ فيكون بسعر باهظ. حيث يبلغ سعر الليتر الواحد 1.5 دولار. لذلك فغالبية الأطفال يعانون من فقر شديد في الدم.

يتأثر سكان الغوطة الشرقية المحاصرة بالحالة النفسية أيضًا. حيث أشارت المنظمة إلى أن “معظم الأطفال يعانون أوضاعًا نفسية سيئة. فمعظمهم شهد مقتل أحد أفراد عائلته أمام عينيه. وهذا سيؤثر على مستقبلهم، والطريقة التي ينظرون بها إلى الحياة. وهناك بعض الشبان يفكرون في الانتحار، وكبار السن يعانون من اكتئاب شديد. لا يوجد هنا أحد سعيد”.

يشار إلى أن (منظمة الإنقاذ الدولية) تدعم خدمات الإسعاف السريع في الغوطة الشرقية، إضافة إلى خمس عيادات للصحة الأولية والصحة الإنجابية، بما في ذلك عيادة الرعاية للصدمات النفسية. كما تغطي المنظمة أيضًا تكاليف التشغيل الأساسية والأدوية والإمدادات الطبية.


نسرين أنابلي


المصدر
جيرون