‘ورد مارديني: الغوطة.. موت وبكاء’
22 شباط (فبراير - فيفري)، 2018
تناقل ناشطون سوريون، اليوم الخميس، في صفحاتهم على (فيسبوك) رسالةً من الناشطة الإعلامية ورد مارديني، المحاصرة في الغوطة الشرقية، تقول فيها: “البراميل المتفجرة تساقطت علينا كالمطر، ودمرت شارعنا بأكمله، وأضافت: “الغوطة كلها مدمرة، وأصوات بكاء الأطفال لا تهدأ”.
أشارت مارديني إلى أنها نجت من الموت مع عائلتها بـ “أعجوبة”، وتمنت نشر رسالتها؛ لأنها لا تستطيع النشر، وأوضحت أن هناك “أكثر من 200 شخص في كل قبو.. الأقبية غير مجهزة للسكن، والظلام يسيطر عليها، والبرد يتغلغل في عظامنا”، لفتت مارديني إلى أن “أغلب المرضعات نشف الحليب في أثدائهن من الخوف الرعب، وهناك نساء حوامل أسقطن الأجنة من هول القصف”، وتابعت: “أجسادنا تعبت من الجوع، لا طعام منذ ثلاثة أيام، لا شراب لا دواء، أطفالنا جاعوا ونحن عاجزون عن إطعامهم”.
انتقدت مارديني قادة الفصائل، وتساءلت: إذا كانت الحرب “من أجل الغوطة؛ فالغوطة عليها السلام.. أصبحت بأكملها ركام”، وقالت: “خمس سنوات من الحصار والقصف والظلم كافية، نحن بشر، ومن حقنا الحياة بأمان”. نوّهت مارديني إلى أنهم يموتون ببطء، وقالت: “نحن نعدّ أنفسنا أمواتًا، حتى ننجو من هذه المذبحة”.
يشار إلى أن مارديني كتبت، يوم أمس الأربعاء، على صفحتها رسالة، عبّرت فيها أيضًا عن هواجسها وخوفها على عائلتها، وذكرت: “أفكر بمستقبلي كيف سيكون، هل سأنجو مع أهلي وعائلتي وأفرحَ بلقائهم من جديد، أم سأفارقهم بصمت دون وداع، أفكر بمصير الغوطة، هل سيتكرر سيناريو التهجير، أم ستصمد أمام هذه المذبحة!”.
أضافت مارديني: “حتى هذه اللحظة، لم نر موقفًا واضحًا من قاداتنا للأسف الشديد، ولا حتى من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية. جميعهم اكتفوا بالقول، وتركوا النظام وحده يفعل بنا ما يشاء دون أي رادع”، ووصفت الحال بقولها: “نحن الآن مختبئون في زاوية المنزل، فرشنا بعض الأغطية، وقصصنا على أطفالنا بعض الحكايات كي يناموا، ويهدأ رأسهم قليلًا من أصوات الصواريخ والمدافع، ناموا بصعوبة، ولكنهم ما زالوا يرتجفون وهم نائمون. طفلي يئن أمامي، وهو منهك من التعب، لقد تعب قلبه من الخوف، وطفلي الآخر نائمٌ بين يدي كالملاك الصغير، وجهه هو المأوى الوحيد الذي ألجأ إليه، كي أنسى ما أعانيه”.
تابعت مارديني تشرح معاناتها التي تختصر معاناة كافة سكان الغوطة: “أنا في مكان، وأهلي كلٌّ منهم في مكان آخر، لا أستطيع الاطمئنان عليهم رغم المسافة القليلة التي تفصلني عنهم، أصوات الطيران لم تفارقنا منذ الصباح، ومع كل غارة نلفظ الشهادة”، لتناشد بنهاية رسالتها العالم بـ #أنقذوا_الغوطة. (ح.ق)
جيرون
[sociallocker]
جيرون