الإنقاذ الدولية: ما يحصل في الغوطة يشبه سيناريو حلب



جددت (لجنة الإنقاذ الدولية) تنديدها، بالتصعيد الحالي لأعمال العنف والقتل التي يرتكبها النظام السوري في غوطة دمشق الشرقية، مطالبة بالوقف الفوري لما وصفته بـ (المجزرة) الجماعية بحق المدنيين.

ذكرت اللجنة خلال تقرير لها أن “الوضع في الغوطة الشرقية مرعب للغاية: الناس يأوون للطوابق السفلى والأقبية للاحتماء من الغارات والهجمات الجوية، إضافة إلى هروب الكثيرين من منازلهم دون أن يجدوا مكانًا آمنًا يلجؤون إليه”.

وأضافت: “يُقتل المدنيون في الغوطة دون تمييز، وتتعرض المرافق التي يلجأ إليها الجرحى للعلاج، للتدمير؛ ما يؤدي إلى وفاتهم. وفي يوم الثلاثاء، قُتل ممرض و6 جرحى في غارة جوية استهدفت مشفى تابعًا لنا، إضافة إلى تضرر المعدات الطبية”.

قال مارك سنلبايشر المدير الإقليمي في (لجنة الإنقاذ الدولية) للشرق الأوسط: إن “شدة القصف جعلت الأطباء يضطرون إلى علاج الحالات الحرجة جدا فقط.. من المرعب أن يموت جريح في المشفى، لعدم تمكن الأطباء من إنقاذ حياته”.

أشارت اللجنة في تقريرها إلى أن “ما يحصل في الغوطة الشرقية الآن شبيه جدًا بما حدث في حلب، في كانون الأول/ ديسمبر 2016؛ فالنظام يتبع السياسة ذاتها القائمة على حصار المدنيين وتجويعهم، ومن ثم استهدافهم بمختلف أنواع الأسلحة، وتدمير كل النقاط الطبية والتجمعات المدنية لإجبارهم على الخضوع”.

أضاف سنلبايشر: “كنا نخشى منذ فترة طويلة أن تشهد الغوطة الشرقية تكرار المشاهد الرهيبة التي شاهدها العالم، في أثناء سقوط حلب الشرقية، ويبدو أن هذه المخاوف تستند إلى أسس سليمة، بدليل ما يحصل الآن في الغوطة”.

وتابع: “التقارير والإفادات القادمة من الغوطة تذكرنا بما كان يقوله عمال الإغاثة العاملون معنا في حلب؛ حيث لا طعام ولا ماء ولا وقود. ومعظم المستشفيات تدمرت أو أخرجت عن العمل”. وأضاف: “لقد تم التعامل مع المدنيين، منذ بداية الحصار وصولًا إلى هذه الحملة العسكرية الشرسة، على أنهم كبش فداء”. مؤكدًا أن على مجلس الأمن أن يفعل أي شيء؛ لإيقاف هذا العنف.

لفت تقرير اللجنة إلى أن الأزمة الإنسانية في الغوطة غير مرتبطة بالتصعيد العسكري الحالي فقط، حيث إن “الحصار وحجب المعونات المنقذة للحياة عن المدنيين، لم يتسبب بحدوث حالة طبية طارئة فحسب، بل أدى إلى حدوث كارثة غذائية أصابت العديد من الأطفال بسوء تغذية حاد”. وهناك 12 بالمئة من الأطفال في الغوطة الشرقية دون سن الخامسة مصابون بسوء تغذية. وإضافة إلى سوء التغذية على نطاق واسع، أغلقت مدارس الغوطة الشرقية، منذ بداية شهر كانون الثاني/ يناير 2018، بسبب تزايد الهجمات؛ واضطر العديد من الأطفال إلى العمل لجلب المال لمساعدة أسرهم في شراء الطعام.

أكدت اللجنة في ختام تقريرها أن السبيل الوحيد، لإنهاء الأزمة الإنسانية، هو وقف الحملة العسكرية التي يشنها النظام على الغوطة الشرقية. ورفع الحصار عن السماح بالأغذية والأدوية الأساسية في المنطقة، والسماح بعمليات الإجلاء الطبي العاجل للمرضى المصابين بأمراض خطيرة.


نسرين أنابلي


المصدر
جيرون