السوريون يواصلون تضامنهم مع الغوطة وتظاهرات تعم مدن العالم



واصلت قوات النظام السوري وحلفاؤه حملتها العسكرية على الغوطة الشرقية في ريف دمشق، مخلّفة مزيدًا من الخسائر البشرية في صفوف المدنيين، بالتزامن مع عجز دولي تمثّل في فشل مجلس الأمن الدولي، ليلة أمس الخميس، في إصدار قرار ملزم لوضع حد لمذبحة الغوطة.

السوريون خارج سورية وداخلها واصلوا من جانبهم تبني مواقف متضامنة مع الغوطة، وطالبوا بوضع حد للمجازر اليومية التي تشهدها مدن وبلدات ريف دمشق، فقد أصدر نحو 90 شخصية وناشطًا سوريًا من أبناء دمشق في الخارج، بيانًا تضامنيًا مع أهالي الغوطة، دعوا فيه أبناء دمشق بكل أطيافهم، إلى الوقوف خلف صمود أهل الغوطة في وجه حملة النظام عليها، وطالب الموقعون المجتمعَ الدولي والأمم المتحدة، باتخاذ الإجراءات الفورية المناسبة والمتمثلة بـ “إيقاف مجازر النظام وحلفائه (روسيا، إيران) في الغوطة، واتخاذ التدابير اللازمة لتفعيل القرارات الدولية، ورفع الحصار عن كل البلدات وإدخال المساعدات الطبية والإغاثية، وضمان أمن المدنيين والكوادر الطبية، وفرق الدفاع المدني، وضمان حق السكان في غوطة دمشق وما حولها، بالبقاء في بيوتهم وأراضيهم ومحل إقامتهم، وتقديم جميع أشكال العون والمساعدة الممكنة لهم في ضبط أمن مناطقهم، ودعوة الأمم المتحدة لعدم تبني أي قرار يقضي بتهجير  المدنيين وإحداث تغيير ديموغرافي”.

الطلاب السوريون في الجامعات التركية أصدروا بيانًا، وقّع عليه نحو 100 طالب وطالبة من مختلف الكليات والجامعات، أعلنوا فيه تضامنهم مع الأهالي في الغوطة الشرقية، ودعوا المجتمع الدولي ومجلس الأمن، إلى “تحمّل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية والإنسانية والعمل على إيقاف حملة الإبادة الجماعية التي يقوم بها نظام الأسد بحق المدنيين المحاصرين في الغوطة”.

من جانب آخر، أصدرت رابطة الصحفيين السوريين بيانًا، عبّرت فيه عن إدانتها لما يحصل من مجازر في الغوطة، داعية المجتمع الدولي للإسراع في إيقاف المذبحة في الغوطة الشرقية، وفك الحصار عن المدنيين.

في سياق التضامن، شهدت عدة مدن سورية تظاهرات تضامن مع الغوطة الشرقية، بعد انتهاء صلاة الجمعة، كان أبزرها في مدن (بنّش، سراقب، معرة النعمان) في ريف إدلب، كما خرج الأهالي في (ببيلا) في الجنوب الدمشقي بتظاهرة حاشدة دعمًا للغوطة. أما خارج سورية فقد خرجت تظاهرة حاشدة وسط مدينة غازي عنتاب بعد صلاة الجمعة، دعا إليها ناشطون سوريون وأتراك، وأشرفت على تنظيمها هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH)، وتم قراءة بيان باسم المتظاهرين، باللغتين العربية والتركية، أكد على الوقوف إلى جانب سكان الغوطة، والدعوة إلى وقف المجازر التي يرتكبها النظام هناك، ورفض المتظاهرون أي طرح يتضمن تهجير المدنيين، كما شهدت العاصمة التركية (أنقرة) مظاهرة مماثلة بعد انتهاء صلاة الجمعة، أما مدينة إسطنبول فقد دعا ناشطون إلى التظاهر مجددًا يومي غد السبت والأحد، فيما من المقرر أن تشهد أكثر من 20 مدينة حول العالم تظاهرات مماثلة، اليوم الجمعة وأيام السبت والأحد، بتنظيم من السوريين في مختلف الدول الأوروبية والولايات المتحدة وكندا وأستراليا.

على الجانب الإنساني، أطلق (فريق ملهم التطوعي) حملة جمع للتبرعات لصالح العوائل المحاصرة في الغوطة، تقوم على مبادرة كفالة عائلة جاءت بعنوان (ادعم صمودهم)، حيث تمكنت الحملة خلال اليوميين الماضيين من جمع نحو 49 ألف دولار، وهي مستمرة حتى الوصول إلى مبلغ 100 ألف دولار. والتبرع الإلكتروني عبر موقع الفريق.

يذكر أن مجلس الأمن فشل، يوم أمس، في إصدار قرار يدعو لوقف العمليات العسكرية في الغوطة الشرقية، بسبب الاعتراض الروسي على مشروع القرار الكويتي السويدي، ولجوء روسيا إلى طرح مشروع قرار لا يتضمن إيقاف القصف.


سامر الأحمد


المصدر
جيرون