‘صحيفة هارتيس: لدفع إيران على التراجع، (إسرائيل) تعلن دعم المعارضين السوريين و”تسليح 7 مجموعات مختلفة”’
23 شباط (فبراير - فيفري)، 2018
مع تحقيق نظام الأسد التقدم في الحرب الأهلية، وانخفاض الحضور الأميركي في المنطقة؛ أجرت (إسرائيل) تغييرات كبيرة في سياساتها، في مرتفعات الجولان.
رجلان، لا يُعرف لأي مجموعة معارضة ينتميان، يركبان دراجة نارية باتجاه قاعدة للأمم المتحدة مهجورة في معبر القنيطرة على الحدود السورية بين سورية ومرتفعات الجولان التي تسيطر عليها (إسرائيل)، 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، تصوير أرييل شاليط وكالة (فرانس برس).
كانت التوترات الأخيرة على طول الحدود السورية الإسرائيلية جوهرية[1]. وبسبب التطورات الحاصلة في الحرب الأهلية في سورية، تطرأ تغيرات حقيقية على الأرض في مرتفعات الجولان.
نظام الأسد الذي ربح اليد العليا في الحرب السورية، يركز الآن بقوة في الهجوم على جيوب المعارضة، في شرق دمشق وفي محافظة إدلب في الشمال. وأيضًا، يعزز تدريجيًا وجوده في جنوب سورية، بما في ذلك مرتفعات الجولان السورية. وبناءً عليه، تعدل (إسرائيل) من انتشارها تحضيرًا لما قد سيأتي.
كان اتفاق وقف التصعيد في جنوب سورية، الذي وقعت عليه الولايات المتحدة وروسيا وإيران في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، يقضي بإبقاء إيران والميليشيات الشيعية الموالية لها بعيدة عن الحدود الإسرائيلية. إذ أرادت (إسرائيل) أن يبقى الإيرانيون وحلفائهم على بعد 60 (كم) من الحدود، شرق طريق (دمشق- درعا). لكنها لم تحصل على ما رغبت فيه، فقد ألزم الاتفاق بإبقاء القوات الإيرانية على بعد 5 (كم) فقط من الخطوط الأمامية بين النظام والمعارضة.
هذا يعني، عمليًا، أن يُسمح للإيرانيين بالاقتراب لمسافة 20 (كم) من الحدود الإسرائيلية من مركز الجولان السوري، وفقط 5 (كم) من شمال الجولان السوري، حيث يسيطر عليها جيش الأسد. فمن البديهي أن نفترض أن عناصر من (حزب الله) وأعضاء من (الحرس الثوري) الإيراني قد يأتون أحيانًا إلى الحدود.
يوجد للنظام مواقع تطل على الحدود الإسرائيلية بالقرب من القنيطرة في الجولان الشمالي، ومن المحتمل أن يقوم كبار عناصر (حزب الله) وممثلون إيرانيون بزيارة هذه المواقع القريبة من الأراضي الإسرائيلية.
هذا ليس التطور المهم الوحيد الظاهر، في الأشهر الأخيرة، فمنذ نحو شهر، استعاد النظام جيب (بيت جن)[2] في الجولان الشمالي من المعارضة السنية، وهي تقع على بعد أقل من 15 (كم) من الحدود الإسرائيلية. يعتقد ضباط في جيش الدفاع الإسرائيلي أن الأسد -عاجلًا أم آجلًا- سيبذل الجهد في استعادة السيطرة على باقي الجولان السوري، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الأهمية الرمزية للسيادة على الحدود مع (إسرائيل). يشاطر أعضاء المجلس الوزاري الأمني، الذين قاموا بجولة في الجولان مع كبار ضباط جيش الدفاع الإسرائيلي قبل أسبوعين تقريبًا، ذلك الاستنتاج[3].
صورة أرشيفية: رئيس أركان الجيش الإيراني اللواء محمد باقري، يبحث في خريطة مع كبار ضباط الجيش الإيراني أثناء زيارتهم خط الجبهة في محافظة حلب الشمالية، غير مصنفة/ وكالة (فرانس بريس).
نشرت المحللة إليزابيث تسوركوف، التي تتابع الأحداث في سورية عن كثب على مدار السنوات القليلة الماضية، وقد أجرت مقابلات مع العديد من المقاتلين السوريين وكذلك المقيمين في الجولان السوري، استبيانًا تفصيليًا[4] عن التطورات في جنوب سورية، في مدونة War on the Rocks، الأسبوع الماضي.
قالت تسوركوف في التقرير: إن نطاق التدخل الإسرائيلي في جنوب سورية تغير، في الأشهر الأخيرة، ردًا على نجاحات النظام في الحرب الأهلية وتعزيز الوجود الإيراني في سورية. يحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من النقطة الأخيرة (الوجود الإيراني في سورية) في كل مناسبة ممكنة، وقال مرارًا إن (إسرائيل) ستعمل على إحباطها[5].
وفقًا لتقارير إعلامية أجنبية، بدأت (إسرائيل) خلال الأشهر القليلة الماضية، بتنفيذ ضربات جوية[6] ضد منشآت للجيش السورية وأهداف مرتبطة بإيران وميليشياتها الشيعية، بالإضافة إلى استهدافها المستمر للقوافل التي تحمل أسلحة إلى (حزب الله). كما أشارت تسوركوف عن التطورات الأخرى الجارية.
ذكَر العشرات من مقاتلي المعارضة الذين تحدثوا إلى تسوركوف، أن هناك تغييرًا كبيرًا في حجم المساعدات التي يتلقونها من (إسرائيل). وأضافت أن ما لا يقل عن سبع منظمات سنّية معارضة في الجولان السوري تحصل على أسلحة وذخائر من (إسرائيل)، إضافة إلى أموال لشراء أسلحة إضافية.
تزامن هذا التغيير مع خفض الولايات المتحدة بشكل كبير مشاركتها في جنوب سورية. في كانون الثاني/ يناير، إذ أغلقت إدارة ترامب مركز العلميات الذي تديره وكالة الاستخبارات الأميركية في عمان، العاصمة الأردنية، حيث كان يجري التنسيق في تقديم المساعدات إلى الجماعات المعارضة في جنوب سورية. ونتيجة لذلك، فإن عشرات الآلاف من مقاتلي المعارضة الذين كانوا يتلقون الدعم من الولايات المتحدة قد خسروا هذه المساعدات.
رافق ذلك زيادة (إسرائيل) دعمها للمساعدات المدنية إلى تلك القرى التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في الجولان، بما في ذلك من توفير الأدوية والمواد الغذائية والملابس. في الصيف الماضي، اعترفت (إسرائيل)، للمرة الأولى، بتقديمها مساعدات مدنية[7] للقرى في الجولان السوري، لكنها رفضت في التأكيد على أنها تقدم مساعدات عسكرية.
قالت تسوركوف: إن هذه التحركات الإسرائيلية تهدف إلى المساعدة في منع تقدم نظام الأسد، في الجولان في سعيه في السيطرة على تلك القرى التي تسيطر عليها المعارضة بالقرب من الحدود الإسرائيلية. غير أنها أشارت إلى أن هناك فجوة في التوقعات بالنسبة إلى الجانبين، حيث تتوقع المعارضة دعمًا إسرائيليًا غير محدود، وبعضهم يأمل في المساعدة في جهود الإطاحة بالنظام. في حين لـ (إسرائيل) خطط أكثر تواضعًا، بحيث يوجد ما يكون مثابة عقد عمل بينهما.
المعارضة السنية المعتدلة نسبيًا، الذين تعتبرهم مؤسسة الدفاع الإسرائيلية بمصطلح “السكان المحليين”، يسيطرون على معظم الحدود السورية-الإسرائيلية، إلى جانب منطقتين يسيطر على إحداها النظام، وهي في شمال الجولان ومنطقة أخرى في الجولان الجنوبي يسيطر عليها فصيل تابع إلى (تنظيم الدولة الإسلامية/ داعش)، وهو “جيش خالد بن الوليد”. وفقًا لتسوركوف، فإن (إسرائيل) تساعد المعارضة في حربها ضد (داعش) أيضًا.
كانت هناك مناوشات بين تنظيم (داعش) وجماعات المعارضة الأخرى، على مدى السنوات القليلة الماضية، ولكن هذه المعارك لم تحدث أي تغيير كبير في نشر القوات. إلا أن المعارضين قالوا لتسوركوف إن (إسرائيل) بدأت مؤخرًا مساعدتهم من خلال إطلاق ضربات بطائرات موجهة وصواريخ مضادة للدبابات، على مواقع (تنظيم الدولة الإسلامية)، خلال هذه المعارك.
العنوان الأصلي
To Push Iran Back, Israel Ramps Up Support for Syrian Rebels, ‘Arming 7 Different Groups’
الكاتب
Amos Harel Feb 19, 2018
المصدر
صحيفة هارتيس
المترجم
محمد شمدين
[1] Amos Harel: “إيران والنظام يرسمان خطا في سماء سورية” Feb 16, 2018. https://www.haaretz.com/israel-news/.premium-iran-and-the-assad-regime-are-drawing-a-line-in-syria-s-skies-1.5824991
[2] The Associated Press: “مسلحون لمعارضة سورية ينسحبون من منطقة الحدود الإسرائيلية لأن نظام الأسد استعاد موطئ قدم في الجولان” 30 Dec, 2017. https://www.haaretz.com/middle-east-news/syria/syrian-militants-evacuated-from-israeli-border-as-assad-regains-golan-hold-1.5629997
[3] Amos Harel: “الجيش الإسرائيلي يحذر: خطر العنف المتصاعد في الحرب آخذ في النمو” Jan 14, 2018. https://www.haaretz.com/israel-news/israeli-army-warns-danger-of-violence-escalating-into-war-is-growing-1.5730546
[4] ELIZABETH TSURKOV: “التورط الإسرائيلي العميق مع المعارضة السورية” FEBRUARY 14, 2018. https://warontherocks.com/2018/02/israels-deepening-involvement-syrias-rebels/
[5] Noa Landau: “نتنياهو: إسرائيل نفذت “ضربات قوية” ضد القوات الإيرانية والسورية خلال عطلة نهاية الأسبوع” Feb 11, 2018 https://www.haaretz.com/israel-news/netanyahu-israel-s-rules-of-conduct-haven-t-changed-1.5807803
[6] Israel: In New ‘Large-scale Strike,’ Military Bombs 12 Syrian, Iranian Targets, Feb 10, 2018. https://www.haaretz.com/israel-news/israel-in-large-scale-strike-army-bombs-12-syrian-iranian-targets-1.5806621
[7] Gili Cohen: “الغذاء، الوقود، المستلزمات الطبية: الجيش الإسرائيلي يكشف عن إمداد المساعدات الإنسانية إلى سورية” Jul 19, 2017. https://www.haaretz.com/israel-news/.premium-revealed-extent-of-israel-s-humanitarian-aid-to-syria-1.5431385
محمد شمدين
[sociallocker]
جيرون