موائد "تافل" لم تعد مفتوحة أمام اللاجئين في ألمانيا



السورية نت - رغداء زيدان

أثار قرار فرع منظمة "تافل" في إيسن (غرب)، وهي منظمة معنية بتقديم مساعدات غذائية للمعوزين في ألمانيا، بوقف تقديم الطعام إلى غير الحاملين للجنسية الألمانية استياء واسعاً لدى الرأي العام الألماني، عبّر عنه حتى مسؤولون من المنظمة ذاتها.

وشددت "فزابينه فيرت" رئيسة فرع منظمة "تافل" في برلين، في تصريحات أمس على أن المساعدات الغذائية التي تقدمها المنظمة موجهة لكل المحتاجين، وفقاً لمبادئ منظمة "تافل دويتشلاند"، و"لا يوجد معوزين من الدرجة الأولى أو الثانية"

مسؤولون في فروع أخرى للمنظمة في ولايات ساكسونيا السفلى وبريمن وهيسن أدلوا بدورهم بشهادات مشابهة، حيث قال "نيكو شيفر" رئيس المنظمة في ولاية تورينغن: "نحن هنا من أجل كافة المعوزين، بصرف النظر عن لون بشرتهم أو جنسيتهم".

وبالنسبة لـ"كريستيان فولترينغ" رئيس الجمعية الألمانية للتكافؤ الاجتماعي في ولاية شمال الراين-ويستفاليا فإن هذه الخطوة "خطيرة"، فرغم أنه "متفهم للضغط الكبير الذي تقع تحته تافل ويتعين عليها الانتباه لمواردها، لكن إجراء مثل وقف قبول (منتفعين جدد من المهاجرين) يصب في مصلحة اليمينيين الشعبويين"

حزب الخضر (معارضة) دخل أيضاً على خط الانتقادات عبر نائبه "كاي جيرينغ" الذي شدد بين الربط بين منح المساعدات الغذائية بجنسية المنتفعين، لكون ذلك يتعارض مع مبادئ منظمة "تافل" من الأساس.

من جانبه دافع "يورغ زارتور"، رئيس فرع منظمة "تافل" في مدينة إيسن الألمانية، عن قراره بشدة. وعلّل الفرع خطوته هذه بارتفاع نسبة المنتفعين من المهاجرين الذين أصبحوا يشكلون نحو ثلاثة أرباع متلقي المساعدات الغذائية من المنظمة وأن منتفعات مسنات وأمهات عازبات شعرن خلال العامين الماضيين بالخوف من شباب أجانب خلال الوقوف في طوابير انتظار لتلقي المساعدات من المنظمة.

ورغم الانتقادات التي وجهتها فروع أخرى للمنظمة ومنظمات خيرية وساسة ألمان، ذكر "زارتون" أن نحو 80 بالمائة من ردود الأفعال التي تلقاها كانت "إيجابية"، مضيفاً: "هدفنا كان فتح طريق الانتفاع للجميع مجدداً في منظمة تافل".

وأوضح "زارتون" أن قرار وقف قبول منتفعين جدد من المهاجرين إجراء "مؤقت، وربما لا يمتد حتى الصيف المقبل"

يذكر أنه وفي عام 1993 أسست "زابينه فيرت" مائدة برلين لتكون أول مائدة "تافل" في ألمانيا.

وبحسب ما أشار إليه الموقع الإلكتروني لـ"تافل" يوجد الآن أكثر من 930 مائدة تافل، تقدم مساعدات غذائية لحوالي 1.5 مليون شخص محتاج في البلاد.

بينهم من ذوي الدخل المحدود، أو مشردون أو عاطلون عن العمل أو متقاعدون. كما ويقصد "تافل" عائلات ذات العدد الكبير من الأطفال، والطلاب أيضاً.

وفي الآونة الأخيرة دخل اللاجئون، وبزخم كبير، على قوائم المستفيدين من الموائد. ويتم مراعاة خصوصية اللاجئين: وتوزع على المحتاجين ما يرغبون بأكله. بعض سكان آسيا مثلاً لا يرغبون بمنتجات الحليب والمسلمون لا يأكلون الخنزير.

وتجدر الإشارة إلى أن منظمة "تافل" تقوم بحفظ المواد الغذائية من التلف وتوزيعها على المعوزين. ويتعين أن يثبت المعوزون أنهم من متلقي الإعانات الاجتماعية أو السكنية.

اقرأ أيضا: لماذا محاكمة مقاتلي "تنظيم الدولة" سريعة بالعراق وبطيئة في سوريا؟




المصدر