معوقو الحرب.. الإهمال يضاعف مأساتهم
26 شباط (فبراير - فيفري)، 2018
مع الازدياد الكبير في أعداد معوقي الحرب التي أعلنها نظام الأسد على شعبه، عبر سنيّ الثورة السورية السبع، من خلال القصف المستمر على المدنيين الذي يترك وراءه، إضافةً إلى القتلى، كل أنواع وظروف الإعاقة الجسدية، فضلًا عن الإعاقات النفسية الكثيرة جدًا؛ يبدو أن هناك الكثير من التقصير في مساعدة ودعم معوقي الحرب، وهو ما يترك آثارًا نفسية عليهم، ليست أقل وطئًا من الإعاقة نفسها؛ فهناك تقصير كبير من معظم المنظمات ذات الطابع الإنساني التي يفترض أن تتصدى لهذه المسألة التي بلغت من الأهمية منزلةً لم يعد بالإمكان غض الطرف عنها. (جيرون) سألت بعض المتابعين والمختصين والمسؤولين عن هذه القضية، وسألت عن أسباب التقصير؟ وكيف تتبدى الحلول الضرورية من أجلهم، ضمن واجب الوقوف إلى جانب ضحايا الحرب من الشعب السوري؟
عبد الرحمن ددم، مدير منظمة الرواد للتعاون والتنمية، قال: “الاستجابة لهذه الحالة الإنسانية أمر مهم، ولكن الوقوف على الأسباب المنتجة لمعوقي الحرب وازديادهم أكثر أهمية، والمتابعة تتم من خلال تكليف مجالس المحافظات بمتابعة الأمر”. وأضاف: “إن تلبية الاحتياجات ليست أمرًا سهلًا، وهي تبدأ من إحصاء هذه الحالات وتصنيفها، ويجب أن تناط المهمة إلى الحكومة السورية المؤقتة لدراسة آليات التدخل، من خلال برنامج وطني يُقدّم إلى الاتحاد الأوروبي، مثلًا”.
أما عبد الكريم درويش، مدير مركز الدعم النفسي والاجتماعي في إعزاز، فقال: “يمكن عمل منظومة إسعافية مركزية، من أجل الاهتمام العادل بالتساوي بين المصابين، وتوفير قاعدة بيانات مركزية للمتابعة وعدم الازدواجية في الدعم، وإقامة عمل منظومة رقابة وتفتيش من الداعمين إلى المستفيدين، لعل ذلك يخفف من أعداد المصابين ويسهل الاعتناء بهم، والتخفيف من آثار نظام همجي لم يعترف بحق شعبه في الحياة، بعد سبع سنوات من الحرب”.
خليل سيد خليل، عضو المجلس المحلي في مدينة كفر تخاريم، قال لـ (جيرون): “خلّفت الحرب الدائرة منذ أكثر من سبع سنوات عشرات الألوف من المعوقين في المجتمع السوري، وهم بحاجة ماسة إلى رعاية من المجتمع المحيط بهم، والمنظمات الإنسانية العاملة في الداخل السوري، ونرى تقصيرًا من المجتمع المحيط بهم، نتيجة تشوهات الحياة”.
أما المعالج الفيزيائي أحمد معتوق، مدير إحدى مؤسسات علاج معوقي الحرب في سلقين، فقد قال لـ (جيرون): “يعاني الكثير من مصابي الحرب وذوي الاحتياجات الخاصة جراء الإصابات، من الإهمال الذي يحرم بعضهم من الشفاء، بل قد يفاقم حالتهم، بسبب تراجع العناية الصحية المقدمة لهم؛ ما يجعلهم ضحايا منسيين، بعد تعرضهم لإصابات منعتهم من استكمال حياتهم بشكل طبيعي، ولم تقتصر إصابات الحرب على بتر الأطراف، بل شملت فقدان الأطفال بعض حواسهم، بخاصة السمع والبصر، ومن ضمنهم الطفلة (تسنيم باكير) التي فقدت السمع نتيجة سقوط برميل قرب منزلها، والطفلة (نور محسن) التي أصيبت بصمم كامل، نتيجة تعرض منزلهم لسقوط صاروخ فيه، والطفل (محمد عرب) الذي فقد حاسة السمع والقدرة على النطق، والطفل (محمد صالحة) أيضًا الذي فقد إحدى عينيه نتيجة شظايا تعرض لها من قذيفة انفجرت بجانبه، والطفل (زكريا) أصيب بشلل نصفي، بسبب تعرضه لإصابة في ظهره.
وأضاف: “سبب التقصير في المساعدة هو أن المنظمات تلتفت إلى الإغاثة الغذائية والألبسة، ولا تعطي أي اهتمام للمعوقين، علمًا أن للمعوق الأولوية، لأنه يعوق معه شخصين أو ثلاثة لمساعدته، إذا استمرت إعاقته، أما إذا تمت معالجته فسيُعين نفسه، ومن حوله، ولا بد من مشروع متكامل لخدمة وتغطية هذا الموضوع”.
أحمد مظهر سعدو
[sociallocker]
جيرون