مشاريع اقتصادية لموسكو على حساب طهران.. الأسد يتعهد بتقديم مزايا كبيرة لروسيا في إعادة "إعمار" سوريا



السورية نت - مراد الشامي

تعهد نظام بشار الأسد بتقديم أقصى قدر من المزايا للشركات الروسية في مشاريع "إعادة إعمار" سوريا، متجاهلاً تماماً الدور الإيراني في هذا القطاع، الأمر الذي يثير حفيظة طهران.

وقال سفير النظام لدى روسيا، رياض حداد، إن "الشركات الروسية التي ترغب بالمشاركة في مشاريع إعادة الإعمار بعد الحرب في سوريا ستحصل على أقصى قدر من المزايا"، وفقاً لما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية، أمس الإثنين.

وجاءت تصريحات حداد خلال مشاركته في "منتدى الأعمال الروسي- السوري"، في غرفة التجارة والصناعة الروسية.

وقال السفير إن "الحكومة السورية وجميع المنظمات ذات الصلة، تلقت التعليمات اللازمة من بشار الأسد من أجل تقديم أقصى قدر من المزايا لزملائنا الروس الذين سيشاركون في استعادة الاقتصاد السوري، حتى يتسنى لبلادنا استعادة المكانة التي احتلتها قبل الحرب".

وأضاف حداد أن "السفارة السورية مستعدة دائما لتقديم كافة أنواع الخدمات من أجل تقديم كافة المزايا لكم في إطار تعاونكم مع نظرائكم السوريين".

ووصف المصدر ذاته حجم الدمار الناجم عن القتال الدائر في سوريا بـ"المروع"، وقال إن نظام الأسد يأمل بأن تتمكن الشركات الروسية من المساعدة في إعادة إعمار البلاد.

ووفقاً لتقييم صندوق النقد الدولي تحتاج سوريا لحوالي 200 مليار دولار أميركي لاستعادة البنية التحتية التي دُمرت بسبب العمليات القتالية والقصف الذي يمارسه نظام الأسد على المدن السورية منذ 7 سنوات.

استبعاد إيران

ويأتي تمكين النظام لروسيا من مشاريع إعادة الإعمار في سوريا، في وقت تُستبعد فيه إيران بشكل واضح عن هذا القطاع، حتى أن وسائل إعلام إيرانية مقربة من الحكومة أبدت انزعاجها من إزاحة طهران عن المشاريع الاقتصادية الكبيرة في سوريا.

وترى إيران أن "من حقها الحصول على حصة كبيرة" من مشاريع إعادة الإعمار في سوريا، كرد جميل من نظام الأسد، الذي ترى طهران أنها سبباً رئيسياً في تجنيبه السقوط أمام المعارضة السورية.

ويمثل ملف إعادة الإعمار أحد أوجه التنافس بين روسيا وإيران حليفتي الأسد، وهو ما لمح إليه مسؤولون إيرانيون على رأسهم وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، الذي أشار في تصريحات بداية فبراير/ شباط 2018 إلى عدم رضى طهران عن استحواذ روسيا على مشاريع واسعة لإعادة الإعمار في سوريا على حساب إيران، معتبراً أنه لا توجد حاجة لكي يكون البلدان متنافسان.

وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها وزير الخارجية في مقابلة تلفزيونية مع القناة الثانية، ونقلتها وكالة "إرنا" الإيرانية، وقال ظريف إن "هنالك فرصاً واسعة لإعادة الإعمار في سوريا"، معتبراً أن "حضور روسيا في عملية إعادة الإعمار في سوريا لا يعني عدم حضور ايران".

وأضاف ظريف أنه بإمكان إيران وروسيا أن "تكملا إحداهما الأخرى في عملية إعادة الإعمار بسوريا ولا حاجة لأن نكون متنافسين، الفرص متاحة لكل الدول".

اقرأ أيضا: وزارة المالية تكشف عن المبالغ الضخمة للسوريين التي قرر نظام الأسد احتجازها احتياطياً




المصدر