هدنة روسية في الغوطة… وواشنطن: على روسيا احترام القرار



وجهت الولايات المتحدة طلبًا لموسكو، لاستخدام “نفوذها فورًا” على النظام السوري؛ كي يوقف هجومه على الغوطة الشرقية المحاصرة، في حين دخلت الأخيرة، اليوم الثلاثاء، في هدنة مدتها “خمس ساعات”، بطلب من روسيا، وفق وكالة (فرانس برس).

أشارت الوكالة إلى أن “الهدنة الإنسانية التي أعلنتها روسيا لخمس ساعات” دخلت “حيز التنفيذ في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق”، مضيفة أنه “يُفترض أن تطبق الهدنة يوميًا لمدة خمس ساعات، على أن يُفتح خلالها ممر عند معبر الوافدين لخروج المدنيين”.

جاء ذلك بعد ساعات من دعوة واشنطن لموسكو، كي تستخدم “نفوذها على النظام السوري ليوقف فورًا هجومه على الغوطة”، وقالت هيذر نويرت، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، في بيان لها: إن “النظام السوري وداعميه الروس والإيرانيين يواصلون الهجوم على الغوطة الشرقية، وهي ضاحية لدمشق مكتظة بالسكان، على الرغم من النداء الذي وجهه مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار”.

أضافت: “روسيا لديها النفوذ لوقف هذه العمليات العسكرية، إن هي اختارت احترام التزاماتها المنصوص عليها في قرار وقف إطلاق النار الصادر عن مجلس الأمن الدولي”، منوهة إلى أن واشنطن “تدعو إلى إنهاء العمليات الهجومية فورًا، والسماح بصورة عاجلة لفرق الإغاثة بمعالجة الجرحى، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها”.

مصدر معارض قال لـ (جيرون): إن ما حصل يدعو إلى السؤال عن مكانة الأمم المتحدة ومجلس الأمن في الملف السوري، إذ كيف للمجلس أن يعتمد قرار وقف إطلاق نار، فتذهب موسكو إلى وقف مؤقت، على مزاجها”.

أضاف: “سيناريو حلب وتهجير أهلها يتم تطبيقه اليوم في الغوطة، أمام مجلس الأمن الذي اعتمد قرار وقف إطلاق نار ودخول مساعدات، وكأن روسيا تقول للسوريين: نحن أكثر فاعلية من مجلس الأمن”، وعدّ أن “الممرات التي ستفتحها روسيا ليست لمساعدة المدنيين، إنها ممرات تقول روسيا من خلالها للمدنيين: اخرجوا من هنا، وإلا؛ فإننا سنقصف من جديد”.

حول الدور الأميركي، قال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: “ما زال الدور الأميركي ساكنًا، على الرغم من بعض التنديدات التي تطلقها، بين فينة وأخرى، وربما بوسعنا القول إن واشنطن اليوم تنظر إلى روسيا، وهي تهيمن على سياق الملف السياسي والميداني السوري، من دون حراك، هل هي تدفع المعارضة للتفاهم مع الروس بشكل ثنائي؟ هذا ما سنكتشفه مع الوقت”.

في السياق، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها “لن تؤدي أي دور في مراقبة انتهاكات الهدنة التي أعلنها مجلس الأمن الدولي في سورية لمدة 30 يومًا”، وقال المتحدث باسم البنتاغون روب مينينغ، في مؤتمر صحفي له أمس الإثنين: إن وزارة (الدفاع) “ستدعم مساعي الخارجية الأميركية الرامية إلى بذل جهود برعاية الأمم المتحدة؛ لحل النزاع في سورية”.

أضاف: “الوزارة ستدعم الهدنة بطريقة تثمر عن نتائج سياسية… بالطبع سنَدين تلك الانتهاكات، وسنتخذ بعض الإجراءات التي لن أفصح عنها الآن، لكن أجدد القول إن دعمنا سيكون لمساع تفضي إلى حل دبلوماسي للأزمة”، وعقّب: “الهدنة لن تؤثر على عمليات الولايات المتحدة التي تركز فقط على تنظيم (داعش) في المنطقة”، وفق ما ذكرت وكالة (الأناضول).

من جهة ثانية، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في بيانٍ صدر عن مكتبه أمس الإثنين: إن “الهدنة الإنسانية تسري على كل سورية، حتى عفرين، ويجب على الجميع تنفيذها في كل مكان، ودون أي تأخير”. في إشارة إلى عملية (غصن الزيتون) التركية في عفرين. كما أكد البيان أن “على روسيا، كعضو دائم في مجلس الأمن، أن تضطلع الآن بكل مسؤولياتها تجاه النظام السوري الذي تدعمه”، بحسب وكالة (رويترز).


جيرون


المصدر
جيرون