نيو يورك تايمز: رغم قرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار  القوات السورية تبدأ هجمات جديدة على منطقة المتمردين



بدأت الحكومة السورية غارات جوية جديدة يوم الأحد على مدينة دوما التي يسيطر عليها المتمردون السوريون في منطقة الغوطة الشرقية على مشارف دمشق. حمزة العجوة/ وكالة الصحافة الفرنسية- صور جيتي

بدا قرار الأمم المتحدة الجديد، الذي يطالب بوقف إطلاق النار في جميع أنحاء سورية، عديمَ الجدوى؛ حيث بدأت القوات الحكومية السورية، يوم الأحد 25 شباط/ فبراير، هجماتٍ برية جديدة ضد منطقةٍ يسيطر عليه المتمردون شرق العاصمة دمشق، مع استمرار القصف الجوي الذي أسفر عن مصرع أكثر من 500 شخص هناك في الأسبوع الماضي.

مساء الأحد، أشارت تقارير إلى هجوم يُشكّ باستخدام الكلور فيه، حيث قتل طفل واحد في الغوطة الشرقية، وأُصيب 11 شخصًا يعانون من أعراض مثل صعوبة في التنفس، وفقًا لفرقٍ طبية مدعومة من الجمعية الطبية الأميركية السورية.

كان العنف المستمر محبطًا، بعد أيامٍ من الجدال حول صيغة قرار مجلس الأمن الذي أُقر السبت 24 شباط/ فبراير، بموافقة كلٍّ من روسيا التي تدعم الحكومة السورية، والولايات المتحدة التي تعارضها.

فراس عبد الله، وهو ناشطٌ مناهض للحكومة في الغوطة الشرقية، قال: “في الواقع لا يوجد وقف لإطلاق النار إطلاقًا؛ فطائرات الأسد والطائرات الروسية ما تزال تضرب مدن الغوطة الشرقية. والآن بينما أتحدث، هناك مروحية من جيش الأسد، تحلق فوقنا”.

في ساعات الصباح الباكر، أفاد سكان المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون، وآخرون في دمشق التي تسيطر عليها الحكومة، عن ساعاتٍ قليلة من الهدوء النسبي. ولكن خلال ساعات، حاولت القوات الموالية للحكومة الدخول إلى المنطقة من اتجاهين، واستؤنفت الغارات الجوية الحكومية، وسقطت قذائف الهاون من مناطق المتمردين على دمشق.

في أحد المستشفيات في الغوطة، كانت أمٌ تبكي بينما تعتني ممرضةٌ بابنها الصغير المصاب بجروح بالغة، والذي سرعان ما مات، وعلى سريرٍ مجاور لاثنين آخرين من القتلى أو أطفال يموتون، وخلفهم لوحة طائر (تويتي) على الحائط. وروت الأم: “كان دائمًا يخبرني بأنه يريد أن يموت ويذهب الى الجنة؛ لأن هناك طعام، إنه طفل، كفى يالله، لم نعد نتحمل”.

أطباء يعالجون طفلًا عمره 10 سنوات، أصيب في غارة جوية أسفرت عن مقتل عدد من أفراد أسرته. عامر المحيباني/ وكالة الصحافة الفرنسية- صور جيتي

أخذت الممرضة التي كانت تضع يدها على صدر الطفل، الأمَّ إلى كرسيٍّ في الممر، ثم جثت مخفيةً رأسها لتجهش في البكاء.

كان لقرار وقف إطلاق النار عدة ثغرات، فهو لم يحدد نقطة بداية، فقط يقول “من دون تأخير”، وعلى غرار الاتفاقات السابقة، استثنى جماعاتٍ مصنفة كجماعات إرهابية مثل (هيئة تحرير الشام) المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي لها وجود صغير في الغوطة. بينما ناشد (جيش الإسلام)، وهو الجماعة الأساسية بين المتمردين في الغوطة، الأممَ المتحدة، أنه يمكن أن يتوسط في ترحيل جماعة القاعدة المعروفة باسم (هيئة تحرير الشام).

قال محمد علوش، المتحدث باسم (جيش الإسلام)، على (تويتر): “إن وجود عناصر (هيئة تحرير الشام) في ضواحي إحدى مدن الغوطة ليس ذريعةً لحرق كل الغوطة، وقتل 400 ألف مواطن”، وأضاف: “هذه العناصر مستعدةٌ للخروج لوقف سفك الدماء في الغوطة، لكن النظام ما زال يعوق خروجهم”.

طبيب يساعد رجلًا سوريًا جريحًا. عامر المحيباني/ وكالة الصحافة الفرنسية- صور جيتي

انهارت عمليات وقف إطلاق النار السابقة، مثل تلك التي وقعت في مدينة حلب الشمالية، حول هذه القضية: إذ تقول المعارضة إن الحكومة وحليفتها روسيا تقصفان أينما تشاءان، بسبب وجود القاعدة، في حين تقول الحكومة إن المتمردين من غير القاعدة هم حلفاء للقاعدة، بحكم الأمر الواقع.

كانت الغوطة الشرقية مطوقةً ومحاصرة منذ سنوات. والجماعات المتمردة الرئيسية هناك، وعددها عشرات الآلاف، هي (جيش الإسلام)، وهي جماعة إسلامية، ومنافسها (فيلق الرحمن) الذي يصنف نفسه كجزءٍ من الجيش السوري الحر. وقد أبدت كلا المجموعتين استعدادهما للمشاركة في المفاوضات، وتعاملت روسيا والحكومة مع ممثليهما في المحادثات في أستانا، كازاخستان. وهناك أعدادٌ أقل من المقاتلين، بحدود المئات، ينتمون إلى (أحرار الشام)، وهي جماعةٌ إسلامية أكثر تشددًا، وإلى (هيئة تحرير الشام) المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وقال السيد علوش في مقابلة: إنه يدعو الأمم المتحدة إلى التوسط في رحيل مقاتلي (هيئة تحرير الشام)، وإنهم مستعدون للمغادرة. وأضاف: “نريد سحب هذه الذريعة التي تستخدم لقصف المنطقة، لكن الروس يحاولون تكرار ما حدث في حلب”.

لكن سالم الغوطاني، وهو مواطنٌ آخر، قال: إنه يشك في أن مقاتلي (هيئة تحرير الشام) وعددهم 400 مقاتل، سيغادرون بهدوء، وإن روسيا ترمي الكرة في ملعب الفصيلين الرئيسيين المعارضين لمعرفة إن كان بإمكانهم أن يجبروهم على الخروج. وأضاف: “أعتقد أن الفصائل ستقاتل بعضها البعض، والحصار سيستمر”.

اسم المقالة الأصلي Despite U.N. Cease-Fire, Syrian Forces Begin New Attacks in Rebel-Held Enclave الكاتب أني بارنارد وهويدا سعد، ANNE BARNARD and HWAIDA SAAD مكان النشر وتاريخه نيو يورك تايمز، The New York Times، 25/2 رابط المقالة https://www.nytimes.com/2018/02/25/world/middleeast/syria-united-nations-ceasefire-ghouta.html?rref=collection%2Fsectioncollection%2Fmiddleeast عدد الكلمات 688 ترجمة أحمد عيشة


أحمد عيشة


المصدر
جيرون