“أمنستي” تدين هجمات “قسد” على مدنيي ريف حلب



ذكرت (منظمة العفو الدولية) أن ميليشيات (قسد) المتحالفة مع مقاتلي ميليشيا (ب ك ك) شنت سلسلة من الهجمات على مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، منذ منتصف كانون الثاني/ يناير 2018، أدت إلى مقتل عشرات المدنيين، طبقًا لشهادات شهود عيان تحققت (منظمة العفو الدولية) من صدقيتها. ونقلت (أمنستي)، عن أهالي مدينة إعزاز، أن الهجمات العشوائية التي شنتها الميليشيات الكردية أصابت المنازل والمستشفيات.

أخبر ناشط من إعزاز، منظمة العفو الدولية أنه “شاهد بأم عينه ما خلّفه هجومٌ شنه (حزب العمال الكردستاني) في 5 شباط/ فبراير، أدى إلى مقتل طفلة وجرح خمسة أفراد من عائلة واحدة، تم نقلهم إلى تركيا للعلاج”.

أضاف الناشط: “بدأت ميليشيا (قسد) قصفَ إعزاز، مع بدء عملية (غصن الزيتون) في كانون الثاني/ يناير. كان القصف يوميًا، وقد استهدف المدنيين وسط إعزاز، في الأيام الأخيرة”. وبحسب الناشط، كان “المدنيون هم الهدف الرئيس للميليشيات الكردية”، ولم يكن هناك أي وجود عسكري في المناطق السكنية بمدينة إعزاز، منذ سنوات.

سعيد، صيدلي يعمل في مشفى للأمراض العقلية، أعرب لـ (أمنستي) عن اعتقاده أن “القوات العسكرية الكردية مسؤولة عن هجوم على المشفى في 18 كانون الثاني/ يناير”. وأضاف: “نحن متأكدون أننا هوجمنا من عفرين الخاضعة لسيطرة (حزب العمال الكردستاني)؛ لأننا نظرنا إلى مسار الصاروخ الذي نعتقد أنه (كاتيوشا)، وإلى الموقع الذي أصيب من المشفى”. وأبلغ سعيد المنظمة أن الهجوم أدى “إلى جرح 13 مريضة، منهن اثنتان حالتهما حرجة، وإلى مقتل إحدى المريضات. ودُمر قسم النساء نتيجة لهذا الهجوم”.

حدّد (فريق التحقق الرقمي لمنظمة العفو الدولية) الأبعادَ الجغرافية لشريطين، أظهرا الآثار والأضرار التي ترتبت على قصف مشفى الأمراض العقلية الذي وصفه سعيد، وبالتحقق من التفاصيل؛ توصل الفريق إلى أن “المشفى الذي يضم 200 مريض معظمهم نساء، يقع بجانب دار للأيتام ومشفى مدني آخر. وليس هناك أي وجود عسكري بجوار المشفى المذكور، وجميع المباني الثلاثة تبعد عدة كيلومترات عن أي خط للقتال”.

وفضلًا عن ذلك، سقط عدد من الصواريخ وقذائف الهاون على مناطق سكنية داخل تركيا. وذكرت الحكومة التركية أن سبعة مدنيين قُتلوا، في 5 شباط/ فبراير، بينما جرح 113 آخرين نتيجة لهذه الهجمات.

دعَت لين معلوف، مديرة البحوث في مكتب المنظمة في الشرق الأوسط، الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، إلى استخدام نفوذهم لإيقاف هذه الهجمات غير القانونية، وضمان احترام القانون الدولي الإنساني.

يشهد شمال حلب تصعيدًا عسكريًا، بين الجيش السوري الحر المسيطر على إعزاز، وميليشيات (قسد) التي تُخضع منطقة عفرين المجاورة لسيطرتها. وذلك في إطار عملية (غصن الزيتون) التي أطلقها الجيشان: التركي والسوري الحر، منذ 20 كانون الثاني/ يناير الماضي؛ بهدف طرد الميليشيات الكردية من مدينة عفرين والقرى المحيطة بها.


نسرين أنابلي


المصدر
جيرون