الحطب أولًا في القلمون الشرقي



ازداد الطلب على مادة الحطب في مدينة جيرود، في منطقة القلمون الشرقي بريف دمشق، حيث وجد أبناء المدينة في مادة الحطب حلولًا واقعية ومعقولة، للهرب من ارتفاع أسعار المحروقات.

قال خالد بكر، بائع حطب في جيرود، في جيرود، لـ (جيرون): إنّ “ارتفاع أسعار المحروقات، وازدياد تكاليف الكهرباء والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي عن أحياء المدينة، دفع الأهالي من ذوي الدخل المحدود والمتوسط على وجه الخصوص، إلى البحث عن بدائل اقتصادية تُعينهم على مواجهة برودة الطقس في فصل الشتاء، وتتناسب مع دخلهم الشهري، ووجدوا في الحطب الملاذ الملائم”.

وبيّن أنّ “سكان جيرود يعتمدون في التدفئة على مادة الحطب؛ لأنها الوسيلة الأقل تكلفة للتدفئة خلال فصل الشتاء، حيث يتم تأمينها من قبل أصحاب مزارع خاصة، وأبرز مصادره (أشجار الزيتون، والمشمش) التي تكثر زراعتها في المنطقة، فضلًا عن وجود أصناف أخرى في الأسواق، مصدرها مناطق مختلفة من سورية، ولا سيما من المناطق الساحلية”.

أشار بكر إلى أن “سعر الطن الواحد من الحطب يراوح بين 85- 125 ألف ليرة سورية، فيما يؤدي نوع الحطب وعمره (الوقت الذي تمّ فيه قطع الأشجار) دورًا مهمًا في تحديد سعره، فكلما كان تاريخ قطع الحطب أقدم؛ كان سعره أكثر، لأنه يجف ويصبح أقل وزنًا وأكثر قابلية للاشتعال”.

إقبال الأهالي على شراء حطب التدفئة ساهم في انتشار ورش التحطيب بشكلٍ واسع، على امتداد منطقة القلمون الشرقي، ويقوم عمل تلك الورش على التعاقد مع أصحاب المزارع والبساتين، وذلك عبر قطع أشجار مزارعهم، لقاء مبلغ مالي.

قال خير الدين الخطيب، مالك إحدى مزارع الزيتون، لـ (جيرون): “أجبرت الظروف الاقتصادية المتردية وشح المياه، إضافة إلى ارتفاع أجرة اليد العاملة والوقود، الناسَ على ترك العمل بالزراعة؛ ما أسهم بإهمال الأشجار، وأدى ذلك مع مرور الوقت إلى فناء معظم أشجار الزيتون، التي تحولت لأشجار يابسة لا تصلح إلا حطبًا للتدفئة”.

وأضاف أن “الحطب أقل تكلفة من المازوت، لذلك فإنه يقوم، مع حلول موسم الشتاء من كل عام، بقطع عددٍ من أشجار الزيتون اليابسة التي يملكها من أجل تأمين التدفئة لأسرته”، مشيرًا إلى أنه “يستخدم الحطب في أغراض التدفئة، منذ نحو ثلاث سنوات، بالاعتماد على قطع 20 شجرة زيتون من أرضه سنويًا”.

ولفت إلى أن “الكثير من الأسر باتت تعتمد في الوقت الراهن على المدافئ الرخيصة المصنعة محليًا، كما لجأت إلى استخدام كل المواد القابلة للحرق طلبًا للدفء، دون النظر إلى الأضرار البالغة التي قد تؤثر على الصحة العامة، نتيجة احتراق تلك المواد، مثل: الكرتون والبلاستيك والإطارات والملابس والأحذية وغيرها”.


خالد محمد


المصدر
جيرون