معرض الدومي في مقر (جيرون).. صور بين فكي الموت



نظمت (شبكة جيرون الإعلامية)، ضمن فعالية (أنقذوا الغوطة) التي أقامتها في مقرها بمدينة غازي عنتاب التركية، معرضًا للتصوير الضوئي للمصور الشاب سمير الدومي، حاول من خلالها نقل معاناة أهل الغوطة الشرقية، في ظل القصف والحصار الذي يفرضه نظام الأسد منذ عدة سنوات.

أوضح الدومي، في حديث مع (جيرون)، أن “الصور تتناول المعاناة الإنسانية لأهالي الغوطة الشرقية، وقد التُقطت في ظروف صعبة جدًا، بفترات متقطعة، في أعوام 2015 و2016 و2017، إبّان ذروة حملات القصف العنيف الذي شنته قوات النظام”.

أضاف الدومي: “واجهتُ الكثير من الصعوبات، خلال تصوير هذه اللقطات، منها القصف وخطورة البقاء في المنطقة على المصور، إضافة إلى صعوبة توفر الإنترنت والكهرباء والتنقلات، بسبب عدم توفر الوقود نتيجة الحصار”.

ينحدر سمير الدومي من مدينة دوما، وقد كان في الصف الثامن، عند انطلاقة الثورة السورية عام 2011، وعمل مصورًا مستقلًا في البداية، وكان يصور عن طريق جهاز الموبايل، إلى أن بدأ العمل مع وكالة (فرانس برس) عام 2014، وقد وثق أغلب الأحداث في الغوطة الشرقية المحاصرة، بين عامي 2014 و2017، إلى أن خرج من برزة، إبّان تهجير أهلها قبل عدة أشهر، إلى إدلب، وتمكن من دخول تركيا، والاستقرار في مدينة إسطنبول حاليًا.

عرف العالَمُ صور سمير، عبر عشرات المَعارض، وقال: “عُرضت صوري في عشرات المحافل الدولية، مثل فرنسا وهولندا وتركيا وأميركا ومعظم الدول الأوروبية، حيث حازت هذه الصور على عدد من الجوائز الدولية، مثل (وورد برس فوتو، إسطنبول فوتوغراف، ناشيونال فوتوغرافيا ووردس)”.

عن دور الصورة وأهميتها في نقل ما يجري في سورية، قال الدومي: “دور الصورة مهم في نقل حقيقة ما يجري في الغوطة وسورية عمومًا، ودحض رواية النظام القائمة على أن من يقصفهم هم من الإرهابيين، بينما الحقيقة أن هؤلاء أناس مدنيون معظمهم نساء وأطفال”، أضاف: “حجم الألم النفسي الذي عايشته، خلال التقاط هذه الصور، كبير، وبقيت هذه الصور محفورة في ذاكرتي. لقد حاولتُ إظهار حقيقة ما يجري في الغوطة، والآن حان الوقت ليتحرك العالم لوضع حد لهذه المأساة”.

جاء معرض التصوير الضوئي للدومي، ضمن فعالية (أنقذوا الغوطة) التي نظمتها (شبكة جيرون الإعلامية) يوم الأربعاء الماضي، في مدينة غازي عنتاب التركية، وقد تضمنت الفعالية عرضًا للواقع الصحي والخدمي والإنساني، في الغوطة المحاصرة، كما تضمنت بث شهادات -بمقاطع فيديو- من أهل الغوطة، حول الواقع المأسوي الذي يعيشونه حاليًا، بسبب حملة القصف العنيف التي يشنها نظام الأسد (https://geroun.net/archives/112225).

يذكر أن نظام الأسد وميليشياته أطلقوا، بدعمٍ روسي، حملةَ قصف ممنهجة على مدن وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق، قبل أسبوعين، استُخدم فيها سلاح الجو، والمدفعية الثقيلة، وصواريخ (أرض-أرض)، كما وثقت فرق الإنقاذ استخدام (النابالم) الحارق والفوسفور والكلور السام، وقد راح ضحية هذه الحملة مئات الشهداء، وآلاف الجرحى والمصابين.


سامر الأحمد


المصدر
جيرون