نيو يورك تايمز: نتنياهو لإيران: “لا تختبروا عزم إسرائيل”



رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث إلى مؤتمر الأمن في ميونيخ، الأحد في ألمانيا، ملوحًا ببقايا ما قال إنه طائرة إيرانية موجّهة أُسقطت في المجال الجوي الإسرائيلي. لينارت بريس/ مؤتمر الأمن ميونيخ، عبر رويترز

عرَض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأحد 18 شباط/ فبراير أثناء حضوره مؤتمر الأمن مع مجموعةٍ من قادة العالم، ما قال إنه بقايا طائرةٍ إيرانية موجهة، أُسقطت في المجال الجوي الإسرائيلي، وأطلق تحذيرًا بأنه مستعدٌ للذهاب نحو الحرب؛ إن استمرت طهران في تحصين نفسها في سورية.

قال السيد نتنياهو، مخاطبًا بشكلٍ مباشر وزيرَ الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في كلمته: “هل تعترف بذلك؟ يجب أن تعترف. مطلوبٌ منكم.. يمكنك أن تحمل رسالةً إلى طغاة طهران: لا تختبروا عزم إسرائيل”. وقال إنه إذا دُفعت (إسرائيل)؛ فإنها ستتصرف “ليس فقط ضد الوكلاء الإيرانيين الذين يهاجموننا، بل ضد إيران ذاتها”.

بعد ساعاتٍ قليلة من خطاب السيد نتنياهو؛ رفض السيد ظريف تحذير الزعيم الإسرائيلي واصفًا إياه بأنه “سيركٌ كرتوني لا يستحق حتى الرد”. واتهم وزير الخارجية الإيراني السيدَ نتنياهو بتصعيد الوضع على نحو متعمد، من خلال “عمليات توغلٍ شبه يومية في الأجواء السورية”، في الوقت الذي يتعرض فيه لضغوطٍ في الداخل.

جاءت هذه التصريحات، بعد أكثر من أسبوعٍ من اشتباك الجيش الإسرائيلي مباشرةً مع القوات الإيرانية في سورية، الذي هاجم فيه ما قالت (إسرائيل) إنه “عددٌ من الأهداف الإيرانية”، بعد اعتراض (إسرائيل) طائرة موجهة (من دون طيار) اخترقت مجالها الجوي، وخسرَت خلال الهجوم طائرةً مقاتلة، أسقطتها نيران مضادات الطائرات السورية. ويُعتقد أن هذه هي أول طائرةٍ إسرائيلية تسقط بنيران العدو منذ عقود.

حذرت (إسرائيل) منذ فترةٍ طويلة من خطر نشوب نزاعاتٍ بين القوات الإيرانية وحلفائها، ومنهم (حزب الله)، الجماعة اللبنانية المسلحة التي تتموضع في الأراضي السورية، مقتربةً من الحدود مع الجزء الذي تحتله (إسرائيل) من مرتفعات الجولان. وقد نفذت (إسرائيل) عشرات الضربات الجوية في سورية، في السنوات الأخيرة، مركزةً إلى حدٍّ كبير على ما تقول إنه مخازن أسلحة متقدمة، أو قوافل من الأسلحة المخصصة لـ (حزب الله)، كما أفادت التقارير أنها قصفت مرافق حكومية سورية متورطة في تطوير الأسلحة، وقاعدةً إيرانية قيد الإنشاء في سورية.

قال نتنياهو يوم الأحد: “لقد أوضحت قولًا وعملًا أن لدى (إسرائيل) خطوطًا حمراء ستفرضها، وسنواصل منع إيران من إقامة وجودٍ عسكري دائم في سورية، ومن إقامة قاعدةٍ إرهابية أخرى، يمكن من خلالها تهديد (إسرائيل)”.

أتاح مؤتمر ميونيخ للسيد نتنياهو فرصةً في الوقت المناسب للظهور على المسرح العالمي في دوره المفضّل كقيصر أمن (إسرائيل)، وكبير حراسه ضد إيران، بعد أيامٍ فقط من توصية الشرطة الإسرائيلية بتوجيه الاتهامات إليه بالرشوة والاحتيال وخرق الثقة في قضيتي فساد. وقد ردَّ رئيس الوزراء الذي ينفى كل التهم، بالضغط على أعدائه وأعداء (إسرائيل)، بينما يقوم بأعمال رئيس الوزراء بشكلٍ عام كالمعتاد.

وانتقد نتنياهو منذ فترةٍ طويلة الاتفاق النووي الذي تمَّ التفاوض عليه بين إيران والقوى العظمى في العالم، في عهد الرئيس أوباما، وقد وجد حليفًا في الرئيس ترامب الذي قال إنه يريد إلغاء الاتفاق.

وفي يوم الأحد، استخدم السيد نتنياهو مكان انعقاد المؤتمر في العاصمة البافارية لعقد تشبيهٍ بين اتفاق إيران وترضية ألمانيا النازية، بالارتباط بمعاهدة وُقعت هنا عشية الحرب العالمية الثانية. وقال إن الاتفاق الإيراني قد “أطلق العنان لنمرٍ إيراني خطير في منطقتنا وخارجها”.

ولم يكف عن مساواة إيران مع ألمانيا النازية، بل أجرى العديد من المقارنات. وقال: “دعوني أكون واضحًا.. إيران ليست ألمانيا النازية”. وقال “هناك اختلافات كثيرة بين البلدين”، لكنه أشار إلى أن “هناك أيضًا بعض التشابهات المذهلة”. وتابع التشبيه في وقتٍ لاحق بعد ظهر اليوم، عندما زار نصبًا تذكاريًا للرياضيين الإسرائيليين الذين قُتلوا على يد “إرهابيين” فلسطينيين، خلال أولمبياد ميونيخ عام 1972. وقال نتنياهو: “هناك معنى خاص لحقيقة أننا نقف في المكان الذي قُتل فيه 11 رياضيًا، فقط لأنهم يهودٌ وإسرائيليين، لقد ذُبح الملايين هنا فقط لأنهم كانوا يهودًا”. وأضاف: “اليوم لدينا دولةٌ وقد تصرفت هذه الدولة، وتتصرف اليوم، ضد الإرهاب وضد من يود أن يدمرنا”.

وكان نتنياهو قد تصدّر عناوين الصحف في اليوم السابق، عندما دان نظيره البولندي لقوله إن اليهود كانوا أيضًا مجرمين في الحرب العالمية الثانية.

واجه رئيس الوزراء البولندي، ماتيوسز مورافيكي انتقاداتٍ في ميونيخ على رده على سؤال حول قانونٍ تم تمريره في بولندا هذا الشهر، يفرض عقوبة السجن على أولئك الذين يشيرون إلى أن البلاد كانت متواطئةً في المحرقة. وعندما سأل أحد الصحفيين الإسرائيليين عما إذا كان عليه الذهاب إلى السجن لسرد قصة والدته، وهي ناجيةٌ من المحرقة التي وشى بها جيرانها البولنديون الذين قدّموا تفاصيل عنها للنازيين؛ ردَّ السيد مورافيكي بحدة. وأضاف: “بالطبع لن يكون معاقبًا عليه، ولا يمكن اعتباره عملًا إجراميًا أن نقول إن هناك مجرمين بولنديين، كما كان هناك مجرمون يهود، كما كان هناك مجرمون روس، وأوكرانيون، ليس فقط الجناة من الألمان”.

وردّ السيد نتنياهو بسرعة، واصفًا التعليقات بـ “المثيرة للغضب”. وقال: “هناك مشكلةٌ هنا تتمثل بعدم القدرة على فهم التاريخ، وانعدام الحساسية تجاه مأساة شعبنا”، مضيفًا: “إنني أنوي التحدث معه فورًا”.

وفي وقتٍ لاحق من يوم الأحد، تحدث السيد نتنياهو هاتفيًا مع السيد مورافيكي، وأخبره أن هذه الملاحظات السابقة غير مقبولةٍ، وأنه لا يوجد أساسٌ لمقارنة أعمال البولنديين خلال المحرقة مع أفعال اليهود، وفقًا لمستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي الإعلامي، الذي قال إن نتنياهو أشار إلى أن الهدف من المحرقة هو تدمير الشعب اليهودي، والحكم على جميع اليهود بالموت، وقال أيضًا لنظيره البولندي إن التشويه المتعلق ببولندا لا يمكن تصحيحه عن طريق تشويهٍ آخر. واتفق الجانبان على أن يواصل البلدان حوارهما بشأن هذه المسألة.

اسم المقالة الأصلي Netanyahu to Iran: ‘Do Not Test Israel’s Resolve’ الكاتب كاترين بنهولد وإيزابيل كيرشنير، KARIN BENHOLD and ISABEL KERSHNER مكان النشر وتاريخه نيو يورك تايمز، The New York Times، 18/2 رابط المقالة https://www.nytimes.com/2018/02/18/world/europe/netanyahu-iran-drone.html?rref=collection%2Fsectioncollection%2Fmiddleeast عدد الكلمات 851 ترجمة وحدة الترجمة والتعريب


وحدة الترجمة في مركز حرمون


المصدر
جيرون