بين أنقاض منزله المدمر بالغوطة.. أب يبحث عن جثة ابنه بعد أكثر من أسبوع على استشهاده

4 آذار (مارس)، 2018
4 minutes
السورية نت – شادي السيد

ما زال أبو محمد علايا يحاول وهو يقف على تل من الركام العثور على جثة ابنه الأكبر تحت أنقاض منزل الأسرة في الغوطة الشرقية، وذلك بعد أكثر من أسبوع من الغارة الجوية التي دمرته.

ويعتقد علايا (50 عاما) أن ابنه محمد (22 عاما) مدفون تحت هذا التل بعد أن أصبح ضحية من ضحايا حرب يقول إنها قتلت كل أعضاء فريق كرة القدم الذي كان ابنه يلعب معه.

وقال علايا “الله وكيلك ما بيعرف إلا الرياضة والشغل”.

وأضاف “والله إذا بقلك ما بتصدق. الفريق كله اللي كان يلعب معه طابة (الكرة) استشهد”.

ويجهش علايا بالبكاء وهو يصف محاولاته اليائسة لرفع كتل الخرسانة بيديه العاريتين.

قال علايا مشيرا إلى المكان الذي يعتقد أن ابنه مدفون تحته وهو يصف كيف استغرق يومين لتكسير كتلة من الخرسانة “قعدت يومين لقصيت الجسر (أحاول تقطيعه). شو بدي قيم لقيم (ما الذي بيدي عمله). هو هنا بيني وبينه مترين قاعد هون بالصالون”.

وهو يعتقد أن جثة شقيقه رامز تقبع في مكان قريب من جثة ابنه.

وأضاف “أهم شي نطلعهم وننتظر المعدات ويهدأ القصف يخلينا نطلعهم ونأويهم. يعني كمان بعد ما يموت ما يلاقي قبر يتأوى فيه”.

وقعت الغارة الجوية في 22 فبراير شباط على بلدة دوما بالغوطة الشرقية وأدت إلى استشهاد زوجة أخيه وابنتهما البالغة من العمر تسعة أعوام. وأطاحت شدة الانفجار بجثتيهما بعيدا عن المبنى.

واستشهد مئات المدنيين في قصف جوي ومدفعي عنيف لنظام الأسد وحلفائه على الغوطة الشرقية خلال الأسبوعين الماضيين حيث يسعى النظام إلى السيطرة على آخر معقل كبير للمعارضة قرب العاصمة دمشق.

ويستغل علايا فترة توقف القصف يوميا لتفقد أنقاض منزله لكنه يقول إن وقف إطلاق النار القصير لا يتيح وقتا طويلا للبحث.

ويتذكر علايا مدى عشق ابنه لكرة القدم وأنه اشترى جهاز تلفزيون جديد لمشاهدة نهائيات كأس العالم التي تقام في روسيا هذا الصيف.

وعندما وقعت الغارة الجوية كان علايا يحتمي مع أقاربه في قبو. وكان ابنه محمد قد انصرف قبل وقت قصير لإحضار “إبريق شاي”.

وينادي علايا على ابنه وما من مجيب غير أنه شبه واثق من المكان الذي يرقد فيه تحت الركام.

وقال “ما بعرف كل الفريق. هلق هوي ورفقاتو (الآن هو ورفاقه) صار تحت الأرض حرمونا إياه”.

وتابع “أنا دفنت كل رفقاتو اللي توفوا بالقصف. اللي كان يلعب معهم. بس بتمنى ألاقيه لأدفنه جنبهم. بصير بروح بزورهم كلهم سوا. فريق كرة قدم”.

وفي 25  فبراير/شباط الماضي تبنى مجلس الأمن الدولي قراراً يدعو لوقف إطلاق النار في عموم سوريا لمدة 30 يوماً، لكن الهدنة لم تدخل حيز التنفيذ، بسبب خروقات النظام.

وفي المقابل اقترحت روسيا الاثنين من طرف واحد هدنة تستمر خمس ساعات يومياً في الغوطة الشرقية “للسماح للسكان بالمغادرة”، وبدخول المساعدات، من خلال ما تصفه بـ”الممر الإنساني”، لكن ذلك لم يتحقق أيضاً مع مواصلة قوات النظام للقصف.

والغوطة آخر معقل كبير للمعارضة قرب دمشق، وإحدى مناطق “خفض التصعيد”، التي تمّ الاتفاق عليها في محادثات العاصمة الكازاخية أستانا عام 2017.

وتحاصر قوات النظام نحو 400 ألف مدني في المنطقة، منذ أواخر 2012، حيث تمنع دخول المواد الغذائية والمستلزمات الطبية لهم.

اقرأ أيضا: استشهاد 718 مدنياً في الغوطة خلال 13 يوماً

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]