من أين أتت أسلحة "تنظيم الدولة" التي أشعلت فيها الحروب بسوريا والعراق



السورية نت - رغداء زيدان

تمكن تنظيم "الدولة الإسلامية" من البقاء لفترة طويلة ويدافع بدموية عن سيطرته لم يكن لذلك علاقة فقط بتعصب عناصره في الدفاع عن عقيدتهم، فسيل الأسلحة والذخيرة كان على الأقل بهذه الأهمية للإرهابيين.

وجزء ليس بالهين من هذه الأسلحة كان يأتي من بلدان حلف الناتو في أوروبا والاتحاد الأوروبي ـ عن طرق ملتفة عبر الولايات المتحدة الأمريكية والعربية السعودية. وهذا ما دونه مركز البحوث حول النزاعات المسلحة CAR خلال ثلاث سنوات من العمل الدقيق الخطير.

ولما تغيرت خطوط الجبهة بين يوليو/ تموز 2014 ونوفمبر/ تشرين الأول 2017 كانت فرق الخبراء من مركز CAR في عين المكان تفحص الأسلحة والعتاد الذي يسقط في يد التحالف الدولي المناهض لـ"تنظيم الدولة".

وضبط خبراء CAR بين كوباني على الحدود السورية التركية والعاصمة العراقية بغداد حوالي 2000 قطعة من السلاح وأكثر من 40.000 من الذخيرة. وعكفوا اعتماداً على سجلات الإنتاج وأرقام السلسلة إعادة رسم طرق التموين. وهذا البحث تم تمويله من قبل الاتحاد الأوروبي ووزارة الخارجية الألمانية.

"داميان سبليترس" هو مدير عمليات CAR في سوريا والعراق والمؤلف الرئيسي للتقرير الصادر.

وأعرب "سبليترس" عما أثار تعجبه وقال: "بأي سرعة انتقلت بعض الأسلحة بعد تصديرها إلى ترسانة داعش". وكمثال على ذلك يذكر "سبليترس" صاروخاً مضاداً للدبابات من صنع بلغاري تم بيعه في ديسمبر/ كانون الثاني 2015 للولايات المتحدة الأمريكية، وبعدها بأقل من شهرين تم ضبطه بعد استرجاع الرمادي من قبل جنود عراقيين بين عتاد "تنظيم الدولة"

تعهد لبقاء نهائي للأسلحة

ولا يُعرف ما إذا حصل "تنظيم الدولة" على تلك الأسلحة في ساحة المعركة أم من قبل مقاتلين التحقوا به أو اشتراها من مجموعات منافسة.

ولا يمكن إلا بصعوبة تتبع طريق الصاروخ المضاد للدبابات. وعلى كل حال أكدت بلغاريا لمركز CAR بيع أسلحة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وكان طلب ترخيص التصدير معززاً تماشياً مع القوانين بتصريح حول البقاء النهائي لتلك الأسلحة لدى الجيش الأمريكي. وكان من واجب التصريح أن يضمن أن لا تحول القوات الأمريكية العتاد العسكري لجهة ثالثة. إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تلتزم بذلك، فالأسلحة ظهرت مباشرة في الشرق الأوسط.

ويرى خبير CAR السيد "سبليترس" في ذلك دليلاً على أن "مستوردين مهمين مثل العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية هم الزبائن المهمين لمنتجي الأسلحة الأوروبيين، والذين لا يحترمون أسس صادرات الأسلحة الأوروبية يعني احترام تصريح البقاء النهائي"

ولكن هذا قد يكون نصف الحقيقة فحسب، لأن "بتريك فيلكن" مقتنع من أنه على طول سلسلة البيع يعرف جميع المشاركين أن الأسلحة رغم الوثائق المخالفة لذلك ستُوجه في النهاية إلى منطقة الحرب السورية العراقية.

وقال الخبير في مراقبة الأسلحة من منظمة العفو الدولية "فيلكن": "سيكون من الغريب أن لا تعرف الدول المشاركة هدف الأسلحة".

أسلحة ومليارات

تمكن مركز CAR من تتبع سلسلة من العتاد العسكري لـ"تنظيم الدولة" تعود لصادرات من بلغاريا إلى العربية السعودية. وفي عام 2016 أكدت بحوث "لشبكة المراسلين الميدانيين في البلقان" مع منظمات أخرى وجود تجارة أسلحة مزدهرة بين ثمانية بلدان من أوروبا الشرقية وجنوب شرق أوروبا من جهة ومع العربية السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة وتركيا من جهة أخرى.

وبالنسبة إلى خبير الأسلحة من منظمة العفو الدولية السيد "فيلكن" يؤكد تقرير مركز CAR أيضاً: "بحوثاً أخرى حول المشاركة الفعلية للولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الشرقية فيما يُسمى أنبوب الأسلحة الذي يمتد إلى العربية السعودية ويصل إلى منطقة النزاع"

وأضاف "فيلكن" بأن انتقال الأسلحة في نزاع سوريا يمكن التعرف عليه باكراً في جميع المنطقة ولكن ليس بعد خروجها منها. "ولم تكن هناك إمكانية لمراقبة أين تذهب الأسلحة بعد وجودها مرة في المنطقة"

على هذا النحو تحدث نائب الرئيس الأمريكي السابق "جو بايدن" عندما سلط الضوء أمام طلبة بجامعة هارفارد على دور الحلفاء الأمريكيين تركيا والعربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في نزاع سوريا ـ وسكت بوعي عن دور الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك.

والمؤكد هو أن "تنظيم الدولة" كان أقوى مما كان عليه أن يكون، والقتال ضده استمر طويلاً وتسبب في ضحايا أكثر من اللازم. وذلك لأن قوى أجنبية كانت تصدر أسلحة إلى المنطقة فتنتهي إلى أيادي "تنظيم الدولة".

اقرأ أيضا: المجلس المحلي بإعزاز يوقع عقداً مع شركة تركية لإعادة الكهرباء للمنطقة




المصدر