أطفال دوما يواجهون واقع الموت برسم صور الحياة



أثّر الحصار، وقصف قوات النظام، والأوضاع الإنسانية السيئة التي يعيشها سكان الغوطة الشرقية المحاصرة، في الحالة النفسيّة لأطفال الغوطة تأثيرًا كبيرًا. وعادة ما يكون الرسم وسيلة الأطفال للهروب، من الواقع إلى عالم الخيال والأحلام الجميلة، لكنه -بالنسبة إلى أطفال مدينة دوما- بات وسيلةً للتعبير عن واقعٍ، تفوق بشاعته الخيال.

في أحد ملاجئ مدينة دوما الباردة والمعتمة، رسمَ عدد من الأطفال لوحات عفوية، كانت الغاية منها أن يعبّروا عن أمنياتهم، وما يريدون إيصاله إلى أطفال العالم. وفقًا لمنشور على (فيسبوك) للرسام والناشط أكرم أبو الفوز.

عبّرت الطفلة سما (10 سنوات)، بلوحتها عن القصف الهمجي لمدينة دوما، لتقول من خلالها إنها بحاجة إلى السلام والعيش كأطفال العالم الآخرين. أما فايز (9 سنوات) فقد اختار التعبير عن مصدر الطائرات التي تتسبب بخوفه يوميًا، برسم مبنى (الكرملين) الروسي.

ببرائة وعفوية الطفولة، رسمت سنا (5 سنوات) لوحةً، تصوّر فيها صاروخًا يبكي؛ لأنه لا يريد أن يقصف الأطفال، واستبدلت بالصواريخ رسمَ البالونات الملونة والشمس المشرقة. بينما رسَم الطفل غياث (10 سنوات) لوحةً بسيطةً، تعبّر عن معاناته في قلب الأقبية والملاجئ المعتمة، وتعكس رغبته في رؤية الشمس وضوء النهار.

الطفلة رهف (6 سنوات) حلمت بالطبيعة والعشب والشمس والشوكولا، وأسقطت هذا الحلم على ورقة. أما غدير (9 سنوات)، فقد عبّرت عن رغبتها في أن يعم السلام مدينتها دوما، من خلال رسمها قذيفة محملة بالورود، بدل الدماء.

وسط خذلان المجتمع الدولي لأطفال ومدنيي الغوطة؛ لم يبق للأطفال سوى الورق والألوان، ليقولوا للعالم إنهم -ككل أطفال العالم- يحبون الحياة ويكرهون الفناء. (ن أ)


جيرون


المصدر
جيرون