“ضمير من أجل النساء” توصل صوت المعتقلات السوريات للعالم



انطلقت، صباح اليوم الثلاثاء، قافلة (ضمير من أجل النساء) التي تنظمها مجموعة من مؤسسات المجتمع المدني في تركيا، من إسطنبول باتجاه الحدود السورية؛ بهدف التضامن مع النساء السوريات المعتقلات في زنازين نظام الأسد، والتأكيد على ضرورة الإفراج عنهن.

القافلة التي تشارك فيها نحو 200 امرأة، يحملن 6736 توقيعًا، نيابة عن النساء المحتجزات في السجون، ستمر عبر مدن إزميت وسكاريا وأنقرة وأضنة، قبل أن تبلغ الحدود التركية السورية، يوم الخميس 8 آذار/ مارس، الذي يوافق اليوم العالمي للمرأة، حيث ستعقد المشاركات مؤتمرًا صحفيًا.

ذكر بيان للقائمين على تنظيم القافلة، عبر موقعها الرسمي، أنه “على الرغم من تعرض النساء السوريات لشتى أنواع التعذيب والهمجية، في زنازين النظام السوري، فإن مؤسسات القانون الدولي في جميع أنحاء العالم لا تهتم بأمر النسوة اللواتي تعرضنَ لهذه الفظائع والأشياء السيئة”.

أضاف البيان: “لقد قررنا أن نفعل شيئًا لإنقاذهن، نحن -نساء تركيا والعالم من جهاته الأربعة- سنُسمع صوت النساء السوريات في السجون للعالم كله، ومن أجل حريتهن، سنخرج في مسيرة”.

الهدف من إطلاق هذه المبادرة لفت انتباه العالم إلى معاناة النساء السوريات من الاعتقال والتعذيب والاغتصاب والإعدام والهجرة القسرية واللجوء، وإطلاق مبادرة تدعو إلى إطلاق سراح المعتقلات بطريقةٍ تعسفيةٍ غير قانونية في سجون النظام.

اللافت في هذه المبادرة مشاركةُ عدد من النساء البوسنيّات، بينهن أمهات فقدن غالبية أقربائهن في مذبحة سربرنيتسا عام 1995، عندما ارتكبت القوات الصربية مجازر بحق مسلمين، إبان حرب البوسنة التي تسببت في إبادة أكثر من 300 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة.

صرحت شهرة سنانوفيتش، رئيسة جمعية (أمهات سربرنيتسا) البوسنية، لوكالة (الأناضول) التركية، بأن “المأساة التي تعيشها النساء والأطفال السوريون اليوم هي المأساة نفسها التي عاشتها النساء البوسنيات في سربرنيتسا، بين عامي 1992و1995”.

فيما قالت شهيدة عبد الرحمنوفيتش، الناشطة في مجال حقوق المرأة البوسنية: إن “القافلة تحظى بأهمية كبيرة، ولها رمزية عاطفية، بالنسبة إلى النساء البوسنيات”. وتابعت: “كنا نتمنى أن تنتهي المذابح في العالم، بالإبادة التي عشناها في البوسنة، لكننا لم ننجح في تحقيق ذلك”.

يعتقد فضل عبد الغني، مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان -وهي إحدى الجهات المساهمة في دعم القافلة- أن هذا النوع من الحملات مهم جدًا، لتحريك الرأي العام العالمي، تجاه قضية المعتقلات السوريات. وأضاف في تصريح لـ (جيرون): “قمنا بتزويد القائمين على تنظيم هذه الفعالية بإحصاءات دقيقة، تجسد واقع الانتهاكات التي عاشتها المرأة السورية، منذ بداية الثورة حتى الآن. وسوف تقوم الشبكة السورية لحقوق الإنسان بإصدار بيانٍ، في 8 آذار/ مارس، بهذا الخصوص”.

يرى عبد الغني ضرورة أن تكون مثل هذه المبادرات دوريّة ومستمرة بين الحين والآخر؛ للتـأكيد على بشاعة ما تتعرض له المعتقلات السوريات، والتذكير بمعاناتهن بشكل دائم. ويضيف: “هناك قلة من هذا النوع من المبادرات، رغم كمية الانتهاكات الفظيعة التي تعرض لها السوريون عمومًا، والمرأة بشكل خاص. وتكمن أهمية استمرارية هذه الفعاليات في الضغط على المسارات السياسية، وإرغام أصحاب القرار على عدم تجاهل أو إغفال هذه القضية؛ لأنها تمس المجتمع السوري كله، بشكل مباشر”.

وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن هناك 13,581 سيدة سورية، تعرضن في سجون النظام للتعذيب والاغتصاب وسوء المعاملة، وإن 6736 امرأة سورية، بينهن 417 طفلة، يقبعن حاليًا في السجون.


نسرين أنابلي


المصدر
جيرون