مسؤول إغاثي لـ (جيرون): قافلة الغوطة تكفي 6 % من السكان



ذكر برنامج الأغذية العالمي أن “التخطيط جارٍ، لإرسال قافلة أخرى مشتركة بين الوكالات، إلى الغوطة الشرقية، يوم الخميس 8 آذار/ مارس، لتوصيل المساعدات الغذائية والإنسانية الكافية لنحو 70 ألف شخص”. في وقت قال فيه مسؤول إغاثي لـ (جيرون)، إن حمولة القافلة التي دخلت الغوطة أول أمس الإثنين، تكفي نسبة 6 في المئة من سكان الغوطة فقط.

قال يعقوب كيرن، ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير القطري للبرنامج في سورية: “هناك أزمة إنسانية تتكشف في الغوطة الشرقية، حيث أدى العنف المتصاعد إلى تعطيل استجابتنا وقدرتنا على الوصول باستمرار إلى الأسر التي تحتاج إلى المساعدة بصورة ماسة”.

وأضاف: “كلما طالت مدة حرمان الغوطة الشرقية من ضروريات الحياة؛ لقي المزيد من الأشخاص حتفهم. نحن نناشد جميع الأطراف السماحَ بإيصال المعونة بشكل مستمر وآمن، إلى جميع الأسر المحتاجة، بغض النظر عن مكان تواجدهم”.

وأكد برنامج الأغذية العالمي، على موقعه الرسمي، أنه قدّم دقيق القمح لنحو 27500 شخص، ليكمل حصص الإعاشة المقدمة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إضافة إلى إمدادات غذائية لنحو 300 طفل.

في الموضوع ذاته، صرّح السيد فراس المرحوم، مدير مكتب هيئة الإغاثة الإنسانية الدولية، لـ (جيرون)، بأن “من غير المؤكد حتى الآن، إن كانت القوافل ستدخل غدًا أم لا”.

وبحسب فراس، فإن المواد التي تم إدخالها يوم الخامس من آذار/ مارس الجاري، لا تغطي سوى 6 في المئة من احتياجات سكان الغوطة لمدة 3 أيام. وأضاف: “تم إدخال 5500 سلة وزن 65 كغ، تم توزيعها لكل سكان الغوطة، بالتنسيق بين المجالس المحلية (نسبة وتناسب حسب كثافة السكان)، وذلك بعكس برنامج القافلة الذي خصص المساعدات لمدينة دوما فقط”. دخلت أيضًا عيادة متنقلة وبعض الأدوية، إلا أن قوات النظام صادرت الأدوية النوعية، قبل دخول القوافل.

أكد مدير مكتب هيئة الإغاثة الدولية أن “الغارات لم تهدأ، في أثناء تواجد القوافل في دوما. وطلبت القوات الروسية وقوات النظام، عبر أجهزة اللاسلكي، من الوفد مغادرة المنطقة فورًا، رغم أن 9 سيارات من القافلة المحملة بالمساعدات لم تكن قد أفرِغت بعد”.

يتوقع فراس تكرار المضايقات نفسها، في حال دخلت القافلة غدًا الخميس، “فضلًا عن منع إدخال أي شيء نوعي تحتاج إليه الغوطة، خصوصًا الأدوية اللازمة للعمليات الجراحية وإسعاف الجرحى”.

وتابع موضحًا: “بالنسبة إلى الأغذية، فمع الأسف، على الرغم من حجم الكارثة التي حلت بمدنيي الغوطة، فإن خطط الاستجابة للأمم المتحدة لا ترقى أبدًا للمستوى المطلوب. فنحن نتحدث عن استهلاك غذاء يومي للسكان (بالظروف الطبيعية) ما يقارب 150 طن. في حين أن أكبر قافلة تدخل لا يتجاوز وزن المواد الغذائية فيها 350 طنًا، أي كفاية السكان لثلاثة أيام فقط. مع التنويه الى أنه، منذ 20 يوم حتى الآن، لم يدخل أي شيء للغوطة بشكل تجاري”.

أشار أيضًا إلى أنه “في حال دخول القافلة الثانية؛ فإنها ستستهدف سكان مدينة دوما فقط. لأن الوفد لا يريد الدخول للقطاع الأوسط حاليًا، رغم تواجد ثلثي سكان الغوطة هناك، وإرسال تطمينات وضمانات حماية من الفصائل المسيطرة على القطاع الأوسط لوفد الأمم المتحدة”. وعلّق بالقول: “لكن بالرغم من ذلك، هناك اتفاق بين المجالس المحلية، على أن أي قافلة تدخل الغوطة توزع حمولتها على الجميع”.

أوضح السيد فراس أن السكان في جميع بلدات الغوطة، بلا استثناء، يعيشون ظروفًا إنسانية لا تُحتمل. “فالجميع يعيش ضمن أقبية غير مجهزة بالحد الأدنى من المستلزمات الضرورية (المياه، النظافة، الغذاء). إضافة إلى أن جميع الناس يعيشون على وجبة طعام واحدة يوميًا، تكون في الغالب شوربة أو رغيف خبز وقليل من اللبن”.

وأضاف أيضًا: “الليلة الماضية، تسببت شائعات غير صحيحة عن تقدم النظام الى بلدة مسرابا، بحركة نزوح كبيرة من البلدة باتجاه دوما. لقد شاهدتُ كثيرًا ممن نزحوا يفترشون الأرض، بسبب عدم وجود أقبية وملاجئ تستوعب الأعداد المتزايدة”.

في مواجهة هذه الأزمة، عملت العديد من الجهات المحلية على تأمين ملاجئ لأكبر عدد ممكن من المدنيين، لكن عامل الوقت يترك هذه العائلات تواجه مصيرًا كارثيًا. ويرى فراس أن “جميع جهود عمال الإغاثة حاليًا عاجزة عن رفع معاناة السكان، خصوصًا أن هذه الكارثة تعدّ الأسوأ في الغوطة بشكل خاص، وسورية بشكل عام، منذ سنة 2011”.


نسرين أنابلي


المصدر
جيرون