آلاف الأسر فرت إلى دوما.. أقبية المدينة تكتظ بالمدنيين الهاربين من قصف الأسد



السورية نت - شادي السيد

اختبأ أبو ألمى في قبو أحد الأبنية لأسبوعين مع زوجته وطفلته الرضيعة. وتقيم عشر أسر أخرى معهم، سعيا للاحتماء من القنابل التي يسقطها نظام الأسد وحلفائه على الغوطة الشرقية في سوريا.

وذكر أبو ألمى أنهم لا يخاطرون بالخروج إلا للبحث عن الدواء أو لجلب الطعام الذي قاموا بتخزينه في البيت قبل شهور، مضيفا: "نحن نختبئ بشكل دائم بالقبو، ماذا بوسعنا أن نفعل؟؟".

وتقصف طائرات النظام الحربية وأخرى روسية إلى جانب المدفعية وراجمات الصواريخ،  الغوطة الشرقية منذ أكثر من أسبوعين، وأودى القصف بأرواح المئات ودفع الناس إلى الاحتماء بملاجئ مؤقتة تحت الأرض.

ويقول سكان بالغوطة إنه مع اقتراب المعارك، فرت آلاف الأسر من منازلها وانتقلت إلى عمق المنطقة. وكانت أقبية المباني مكتظة بالفعل قبل ذلك.

وقال أبو ألمى في مدينة دوما "نتخوف كثيرا أن يدخل النظام، ومن ناحية أخرى الناس لاتريد الخروج من الغوطة. يرغبون بالبقاء  في بيوتهم بالأقبية، الوضع صعب، لكن السكن بالمخيمات أصعب بكثير".

ومنذ العام 2013 تحاصر قوات الأسد الغوطة، حيث تقدر الأمم المتحدة أن 400 ألف شخص يعيشون دون ما يكفي من الطعام أو الماء أو الدواء. والغوطة الشرقية آخر منطقة كبيرة تحت سيطرة المعارضة المسلحة قرب دمشق.

وقال خليل عيبور عضو المجلس المحلي التابع للمعارضة لوكالة "رويترز" إن أكثر من 16 ألف شخص وصلوا إلى دوما وحدها خلال أسبوعين. وأضاف أنه جهز أدوات للطوارئ تحسبا لاضطراره إلى الفرار فجأة، مضيفا "عائلات نزحت أكثر من 5 مرات، منهم أهلي مثلا، تضطر الناس لفتح ملاجئها"

وفر أبو فراس، وهو مزارع من قرية الشيفونية، إلى دوما الأسبوع الماضي عندما وصلت المعارك إلى منزله.

وقال "تقدم الأمن من ناحيتنا وأصبح بالمزارع... حملنا الأطفال وفرينا بالليل ولا نحمل ملابس... الوضع صعب الطيران الحربي والراجمات وقذائف هاون ورصاص صار يوصل (إلينا عند) البناء".

وبأطفاله الثلاثة ومع زوجته تعيش أسرة أبو فراس أيضا في القبو.

وقال"نريد العودة إلى منازلنا.. لدينا أراضينا الزراعية، مواشينا هناك". ويسيطر نظام الأسد حاليا على القرية.

وتدعي روسيا والنظام بفتح ممرات للمدنيين لمغادرة الغوطة، دون تجاوب من المدنيين خوفا على حياتهم من الاعتقال أو القتل على يد النظام وميليشياته.

وأكد أبو ألمى أن الناس لا يثقون بالممرات ويخشون من مصير غامض بانتظارهم إذا ما توجهوا لمناطق يسيطر عليها النظام. وأضاف "لايوجد ضمانات إلا من الروس والنظام وهم نفسهم يقصفون الغوطة".

ويضيف  أنهم يقضون الوقت في القبو في قراءة الأخبار أو محاولة معرفة أوضاع أقاربهم.

"الموت مليون مرة"

قال البعض إنهم لا يشكون في أن قسما صغيرا من السكان يريد المغادرة للنجاة بأنفسهم على الأقل.

وقال أحد السكان في دوما إن الكثيرين الآن يريدون توقف القنابل عن السقوط بأي ثمن. وأضاف أن يأسهم يتنامى فيما ظل تكثيف النظام هجومه، لدرجة أنهم الآن مستاؤون من مقاتلي المعارضة.

ويحكي أحمد المشيرف، وهو مقاتل سابق في المعارضة، كيف غادر النشابية وهي بلدته هو و14 من أقاربه من بينهم والدته وزوجته وابنه وكيف لاحقتهم الضربات الجوية وهو يتنقلون عبر البلدات على مدى أسبوعين.

وقال "هذه الهجمة الأخيرة.... ما سلم منها شيء. المواشي (الغنم والبقر) مزقتها شظايا القذائف".

وعندما وصلت أسرته إلى ملجأ في مسرابا قال إنهم يخطون للخارج بالكاد نحو مضخة للمياه بسبب القصف. وأضاف "الحالات النفسية اللي حطونا فيها. ما لاقي كلام يوصف الحالة اللي إحنا فيها".

ويرعى المشيرف (35 عاما) أبناء وبنات أشقائه منذ أن قتل شقيقان له في القتال ضد قوات النظام في السنوات الماضية فيما يقبع شقيقه الثالث في معتقلات الأسد.

وقال "ما عاد فينا نشيل الحمل... نسأل الله وأملنا بالله... أموت مليون موتة ويخسأ هو... يخسأ إني أقعد تحت حكمه وأوقف القتال عنه (في إشارة لنظام الأسد)".

اقرأ أيضا: "فيلق الرحمن" بالغوطة ينعي قائد أركانه أبو علي الشاغوري




المصدر