“الإنقاذ الدولية” تستعرض آثار والحرب السورية



أصدرت (لجنة الإنقاذ الدولية) تقريرًا، استعرضت فيه الأوضاع الإنسانية في سورية، منذ عام 2011 حتى الآن، بالاعتماد على بيانات وإحصاءات أجراها موظفو اللجنة داخل سورية، إضافة إلى التقارير الواردة من الأشخاص الذين تقدّم لهم اللجنة المساعدة على الأرض.

1ــــ نزوح وتهجير

ذكرت اللجنة أن هناك 10,000 آلاف سوري تقريبًا، يفرون من العنف كل يوم. إضافة إلى 6.1 مليون سوري ما يزالون نازحين داخل بلادهم. وأشارت اللجنة إلى أن المدنيين في إدلب يتحملون وطأة العنف في المدينة التي يقطنها نحو 2.6 مليون نسمة، نصفهم تقريبًا من النازحين من مناطق أخرى في سورية.

في الغوطة الشرقية، نزح نحو 15,000 ألف شخص، داخليًا، منذ بداية الحملة العسكرية الشرسة مطلع العام الحالي. ونبّهت اللجنة إلى أن “هناك 400 ألف شخص ما زالوا يعانون من التكتيكات المميتة التي استخدمها النظام، في حلب الشرقية عام 2016، من قصف وحصار وتجويع.

2ــ انهيار النظام الصحي

بحسب تقرير اللجنة، فرّ ثلاثة أرباع الأطباء والعاملين الطبيين السوريين من البلاد، وتم تدمير نصف المرافق الطبية. وأضاف التقرير: “الأطباء في المناطق المحاصرة عرضة لخطر الضربات الجوية اليومية، وهم يعملون من دون كهرباء أو معدات أو دواء، ويفتقر البعض إلى التدريب والخبرة للتعامل مع الإصابات الأكثر خطورة”.

ذكر التقرير أن “الناس في الغوطة الشرقية يخافون من السفر لطلب العلاج، وأن من الخطر توفير الوقود وغير ذلك من الضروريات للعيادات الصحية. وقد تعرض نحو 12 مرفقًا طبيًا محليًا للهجوم، في الأسابيع الأخيرة، منها مستشفيان وعيادات مدعومة من اللجنة؛ ما أسفر عن وفاة المرضى والموظفين”.

“جميع سيارات الإسعاف تفتقر إلى الإمدادات الطبية الحرجة”، كما يقول أحد المسعفين السوريين الذين يعملون مع أحد شركاء اللجنة المحليين، في الغوطة الشرقية. وأضاف: “لدينا أساسيات، مثل أجهزة ضغط الدم، ومقاييس الحرارة، ونقالات، ومواد الإسعافات الأولية مثل الضمادات، ولكن في كثير من الأحيان، تكون المادة ذات جودة سيئة”.

يوجد في الغوطة الشرقية، الآن، طبيب واحد فقط لكل 3600 شخص. وهناك نحو 1,000 شخص، من السكان الذين يعانون حالات صحية خطرة، مثل السرطان والفشل الكلوي وأمراض القلب وإصابات الحرب الحرجة، مدرجين في قائمة للإجلاء الطبي العاجل، وهي قائمة لا تشمل كبار السن.

3 ــ الأطفال السوريون لا يذهبون إلى المدرسة

هناك نحو 1.75 مليون طفل وشاب في سورية لا يذهبون إلى المدارس، وهناك الكثيرون معرضون لخطر فقدان أسرهم، بسبب القصف. وقد تضررت أو دمّرت أكثر من ثلث المدارس في سورية، وفرّ مئات آلاف المدرسين والأساتذة من البلاد.

4 ــ أكثر من 3 ملايين طفل سوري دون سن الخامسة ليس لديهم ما يكفي من الطعام

تسبب تدمير المزارع والمحاصيل، ومنع قوافل المساعدات من دخول المدن، في أزمة غذائية دفعت مليوني شخص في سورية إلى حافة المجاعة. وتضطر العديد من العائلات إلى أكل طعام منتهي الصلاحية، أو علف الحيوانات، أو حتى من القمامة، وفي بعض المرات يمضي النهار، من دون أن يجدوا أي طعام.

ابتداءً من تشرين الأول/ أكتوبر 2017، يعاني ألف طفل سوري في الغوطة الشرقية من سوء التغذية. كما أن أسعار المواد الغذائية في المتوسط أعلى بخمس مرات من أسعارها، في أماكن أخرى من سورية، فمثلًا ارتفعت تكلفة الخبز بنسبة 1500 بالمئة.

وقد تسببت الحرب أيضًا في دمار اقتصاد البلد؛ حيث إن أكثر من نصف السوريين عاطلون عن العمل، ويعيشون في فقر. وفي مواجهة ارتفاع أسعار الوقود؛ يحرق الناس ملابسهم وأثاثهم للحصول على الدفء. وتنفق العائلات ما يصل إلى 15-20 في المئة من دخلها، على المياه النظيفة فقط.

5 ــ أعداد القتلى في ارتفاع مستمر

منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011 حتى الآن، قُتل أكثر من نصف مليون سوري في مناطق متفرقة من البلاد. وقد تسبب القصف العنيف في الغوطة الشرقية بمقتل أكثر من 500 شخص، في أقل من أسبوع. ويعدّ هذا الأمر من أكثر لحظات الحرب دموية منذ نيسان/ أبريل الماضي، عندما أدى هجوم بالأسلحة الكيمياوية، في خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، إلى مقتل نحو 100 شخص.

لفت التقرير “على الرغم من أن بعض المناطق في سورية قد تم تسميتها بـ (مناطق خفض التصعيد) للمساعدة في الحد من العنف، فإن هذه الخطوة لم تشهد خفضًا للعنف خلال عام 2017”. وأضاف: “في الواقع، تشهد بعض مناطق خفض التصعيد، مثل إدلب والغوطة الشرقية، تصاعدًا كبيرًا في الهجمات. المدنيون يفرون من منازلهم، ويعيشون في الطوابق السفلية أو الأقبية الرطبة والمعتمة”.

6 ــ لا يمكن للسوريين العودة إلى ديارهم

أُجبر أكثر من 5.5 مليون سوري على ترك ديارهم، كما أن استمرار العنف في البلاد، هو رسالة لهؤلاء تذكرهم بأن الوضع ما زال غير آمن كي يعودوا إلى بيوتهم. ما زالت أحياء بكاملها مليئة بالقنابل غير المنفجرة، والذخائر العنقودية، والقنابل اليدوية، ومدافع الهاون، وقذائف الصواريخ، و”العبوات المتفجرة” التي يتم تفجيرها، عند اللمس أو الحركة.

اللاجئون السوريون في الخارج ما زالوا يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة. مع محدودية فرص الحصول على العمل القانوني، والرعاية الصحية بأسعار معقولة، والمدارس. إضافة إلى الكثيرين ممن لم تعد الولايات المتحدة الأميركية ترحب بإعادة توطينهم، حيث قامت إدارة ترامب بتخفيض عدد اللاجئين المسموح لهم بدخول الولايات المتحدة.

من تشرين الأول/ أكتوبر 2017 إلى كانون الثاني/ يناير 2018، انخفض عدد اللاجئين السوريين الذين أعيد توطينهم، بنحو 100 بالمئة. كما لم يتم تمديد البرنامج الإنساني الذي سمح لـ 6,900 سوري، ممن يتمتعون بالحماية المؤقتة في الولايات المتحدة، بالبقاء في البلاد لمدة 18 شهرًا إضافيًا، إلى أولئك الذين وصلوا بعدهم.


نسرين أنابلي


المصدر
جيرون