الزمن السوري الرديء



إنه الزمن السوري الرديء، زمن النظام الشمولي، نظام البراميل والأفران البشرية والكيمياوي والتدمير والتهجير والقتل والاغتصاب، وزمن أجهزته الأمنية المنفلتة المتوحشة التي لا ترحم ولا تدع رحمة الله تنزل على العباد، الطائفية صانعة الإرهاب.

زمن الميليشيات “الرديفة”، و”الشبيحة”، و”الدفاع الوطني”، و”كتائب البعث”، و”درع الساحل”، و”صقور الصحراء”، و”حزب الله”، والـ “زينبيون”، والـ “فاطميون”، والـ “عباسيون”، والمارقون القادمون من كل حدب وصوب.

زمن “الغلمان”، عُمي البصيرة، المتربعين على رأس السلطة، سلطة النظام، و”تنظيم الدولة الإسلامية”، و”جبهة النصرة”، وغيرهم الكثير.

زمن الحركات اليسارية والقومية العربية، فاقدة الرؤية والبوصلة، التي تؤمن بالجلاد وتبرر عنفه، وتؤدلج حربه وقمعه، وتكيل بمكيالين، وتُغمض العين عن الحقيقة، وتُقدّس عبادة الفرد، وتقدّم المصالح الضيقة على المصالح العامة، ولا تعير اهتمامًا لأوطان ولا لإنسانية.

زمن الحركات الشوفينية والانفصالية، والزعماء الشعبويين، مثيري الغرائز والنعرات والنزاعات، مُقسّمي الأوطان، ومدمّري الروابط الاجتماعية والإنسانية والتاريخ المشترك، وبائعي الوهم.

زمن الأنظمة الدولية المارقة، المافيا الروسية التي تسحق البشر، والإيرانية التي تأكلها، والأميركية التي تستهزئ بموتها، وحيث الأصدقاء بلا وفاء، يمزجون السم في الشهد ليبرروا خذلانهم، ويميلون مع التيار، يحنون الرؤوس في العاصفة.

زمن سوري رديء، لن ينتهي ويزول إلا بزوال النظام الشمولي، وبتر أجهزته الأمنية، التي أسست لكل هذا الزمن الرديء ورسّخت عناصره. وريثما يتحقق ذلك، تقع على عاتق النُخب السياسية والثقافية والفكرية، مهمّة كبيرة، لا يقدر على حملها سواها، وهي ترسيخ الأخلاق والعقل والمبادئ الإنسانية عند السوريين، وتعميق الخيار الوطني والديمقراطي لديهم، ومحاربة الخيارات والولاءات الجزئية ما قبل الوطنية، ودون أن تقوم هذه النُخب بدورها، المُعقّد والصعب؛ سيبقى الزمن السوري في أردأ حالاته.


باسل العودات


المصدر
جيرون