وحشية القصف على الغوطة تسبب موجات نزوح “مدروسة”



خلفت حرب الإبادة التي يشنها طيران روسيا والنظام، على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، إضافة إلى العدد الكبير من الضحايا، موجاتِ نزوح داخلية كبيرة، يرجح ناشطون من داخل الغوطة أنها مقصودة، بهدف تقسيم الغوطة إلى جزر معزولة.

وفق المجلس المحلي لمدينة دوما، فإن القصف الوحشي قسّم الغوطة إلى 3 جزر رئيسة، هي مدينة دوما ومحيطها، وبلدات زملكا وعين ترما وعربين وسقبا وكفر بطنا وجسرين وما يحيط بهم. ومدينة حرستا ومحيطها في الوسط.

وقال أحمد طه، عضو المجلس المحلي في مدينة دوما، لـ (جيرون): إن القصف “المركّز والموجه من الطائرات، على مناطق محددة في الغوطة، يُجبر الناس على اللجوء والتنقل إلى مدن وبلدات بعينها، وقد توجّهت أعداد كبيرة نحو مدينة دوما، وعلى ما يبدو أن هناك مخططًا لحصرهم فيها”.

أكد أن الروس يجرون محادثات مباشرة مع بعض الجهات في الغوطة، حول “خروج أعداد من المدنيين والمقاتلين، وكيفية التعاطي مع الهدن المقترحة، ولكن لا توجد نتائج ملموسة، باستثناء أعداد قليلة من الناس، لا تتجاوز العشرات، خرجت من مناطق القتال”، وأضاف أن المدنيين يعانون من وضع إنساني، لا يوصف”.

أضاف طه أن روسيا ليست “حريصة على حياة المدنيين”، وأن تعطيلها كافة الجهود والقرارات السابقة لمجلس الأمن أكبر دليل على ذلك، مطالبًا الدول الفاعلة وصاحبة القرار، بـ “إيجاد وسائل فاعلة لحماية المدنيين في الغوطة، بعيدًا من مجلس الأمن”، ولفت إلى أن ما تقوم به اللجان والهيئات التي تمثل الغوطة، هو البحث عن أي وسيلة تحمي المدنيين، ومنها السماح بخروجهم بعيدًا عن مناطق القتال، لكن لا روسيا ولا قوات نظام الأسد جادون في ذلك”.

من جهة ثانية قال طه إن التقارير الإعلامية التي تتحدث عن وجود خلافات، بين الروس والإيرانيين ونظام الأسد، حول الغوطة، “غير صحيحة”، فالروس هم يديرون كل شيء، وهذا الكلام ليس أكثر من “تبادل أدوار وتوزيع مهام، قبل الجلسة المتوقعة اليوم لمجلس الأمن الدولي لتقييم تطبيق القرار 2401، وهي تريد إبعاد المسؤولية عنها”، وأشار إلى أن “روسيا تتحمل فشل مجلس الأمن في فرض الهدنة”.

وكانت صحيفة (الشرق الأوسط) نقلت، اليوم الإثنين، عن معارض سوري لم تذكر اسمه (مطلع على المفاوضات بالغوطة) أن “خلافات بين روسيا من جهة، والنظام السوري وإيران من جهة أخرى، تعرقل المفاوضات بين الأطراف، حيث تصر الأولى على إخراج مقاتلي (جبهة النصرة) من الغوطة، وتثبيت وقف إطلاق النار، بينما يمضي النظام بالحل العسكري، لفرض سيطرته على المنطقة المحاصرة المتاخمة للعاصمة السورية، ويسعى للحسم عسكريًا فيها”.

إلى ذلك أصدر المجلس المحلي لمدينة دوما بيانًا، أوضح فيه أنه بعد أكثر من 20 يومًا من “الحملة الهمجية والإبادة الجماعية في الغوطة الشرقية، يعيش الأهالي حالة كارثية”، وأفاد البيان أن هناك “آلاف الأسر تمكث في العراء، في الشوارع والساحات، بعد امتلاء الأقبية والملاجئ بالفعل، بما يفوق طاقتها”، حيث أصبحت المدينة ملاذًا لآلاف الأسر النازحة، وقد أدى تواصل الغارات الجوية المكثفة إلى “توقف دفن القتلى في مقبرة المدينة”.


حافظ قرقوط


المصدر
جيرون