محللون: محاولة الأسد لاستعادة أراض جديدة ستواجه بنشوب صراعات أوسع



السورية نت - رغداء زيدان

وصلت الحرب السورية إلى أعتاب مرحلة قد تؤدي فيها محاولة رأس نظام الأسد لاستعادة أراض إضافية إلى نشوب صراعات أوسع مع القوى الأجنبية التي أرسلت قوات عسكرية إلى سوريا.

وتشير خريطة الصراع إلى أن أمام الأسد مرحلة أكثر تعقيداً في سعيه لاستعادة "كل شبر" كما كان يقول، من بلد مزقته الحرب وأودت بحياة نصف مليون شخص ودفعت 5.4 مليون شخص إلى الخارج كلاجئين.

وتوجد قوات أمريكية في مناطق شاسعة من الشرق والشمال الشرقي والذي تسيطر عليه الجماعات الكردية التي تسعى للحصول على الحكم الذاتي. واستخدم الجيش الأمريكي القوة للدفاع عن تلك المناطق من هجمات القوات الموالية للأسد.

وأرسلت تركيا قوات إلى الشمال الغربي لمهاجمة وعرقلة تقدم المجموعات الكردية ذاتها حيث أقامت منطقة عازلة بينما أعاد المسلحون المناهضون للأسد تجميع صفوفهم.

وفي الجنوب الغربي حيث يسيطر المسلحون على أراض على الحدود الإسرائيلية والأردنية يواجه الأسد خطر الصراع مع إسرائيل التي تريد إبعاد حلفائه المدعومين إيرانياً عن الحدود وشنت إسرائيل هجمات جوية شرسة في سوريا.

ويعتقد بعض المحللين أن سوريا المقسمة إلى مناطق نفوذ قد تبقى على ما هي عليه لبعض الوقت، وربما لسنوات، مع اضطرار الأسد إلى قبول التقسيم الفعلي وعدم وجود احتمال لسلام من خلال التفاوض.

ويخشى آخرون من تصعيد آخر يشمل تركيا والولايات المتحدة وإسرائيل وإيران وروسيا.

وقال "ديفيد ليش" الخبير في شؤون سوريا: لا أعتقد أن النصر قريب كما تعتقد حكومة الأسد مشيراً إلى أن "الأسد يواجه الآن مستنقعاً دبلوماسياً".

لكن العديد من المحللين في الشؤون السورية يقولون إنه بالنسبة لروسيا لا يوجد بديل للأسد يمكن الاعتماد عليه.

ويسيطر الأسد الآن على نحو 58 في المئة من سوريا وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان بما في ذلك المدن الرئيسية والساحل امتداداً إلى الصحراء غرب نهر الفرات.

إسرائيل وأمريكا

عادت إلى الأضواء مناطق الجنوب الغربي. وقال المسلحون هذا الأسبوع إن النظام شن أولى غاراته الجوية هناك منذ هدنة العام الماضي التي توسطت فيها روسيا والولايات المتحدة والتي تهدف جزئياً إلى معالجة المخاوف الإسرائيلية.

وربما يكون الجنوب الغربي هو إحدى المناطق التي تختلف فيها الأولويات الروسية والإيرانية. بالنسبة لإيران الجمهورية الإسلامية الشيعية فإن سوريا هي دولة على خط المواجهة في الصراع مع إسرائيل التي تخشى من قيام طهران بإنشاء معسكرات دائمة في سوريا.

واحتواء إيران هو أحد أهداف السياسة الأمريكية المتبلورة حديثاً تجاه سوريا حيث أقامت واشنطن نفوذاً من خلال تحالفها مع "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تسيطر على حوالي ربع البلاد وهو ما يعد ثاني أكبر جزء من سوريا.

وانتشر حوالي 2000 من القوات الأمريكية في الأراضي التي تسيطر عليها "وحدات حماية الشعب التركية" وحلفاؤها خلال الحملة ضد الدولة الإسلامية. وهذه المنطقة على الضفة الشرقية لنهر الفرات تشمل حقول النفط والأراضي الزراعية الحيوية للاقتصاد.

حرب عصابات

يقول "جوشوا لانديس" الخبير في الشؤون السورية "السوريون يحلمون بكيفية استخدام حرب العصابات ضد الأمريكيين لكن من الصعب الوصول إليهم وهم محميون من قبل وحدات حماية الشعب. الولايات المتحدة أصبحت أكثر ذكاء بشأن احتلال الدول العربية".

وتوقع مسؤول كبير في المعارضة أن تستقر سوريا على تقسيمها إلى مناطق نفوذ. وقال "يمكن أن تظل هكذا لمدة عامين أو عشر سنوات".

وتساءل "هل سيحاول أن يأخذ أكثر من هذا؟ غير مسموح له أن يفعل ذلك في الوقت الحاضر. هذا أكبر من الأسد".

وتحاول الولايات المتحدة إدارة التوتر مع تركيا شريكتها في حلف شمال الأطلسي بسبب دعمها للأكراد. وهدف أنقرة الأساسي هو ضرب "وحدات حماية الشعب" التي تعتبرها امتداداً لجماعة كردية مسلحة تشن هجمات في تركيا.

يمتد المجال التركي أيضاً إلى محافظة إدلب لكن هذه المرة بموافقة كل من روسيا وإيران. ويسيطر على إدلب مسلحون وهي تعاني من فقر في الموارد وتستضيف الآلاف من السوريين المعارضين للأسد الذين أجبروا على الانسحاب من مناطق أخرى.

ويبدو أن إدلب ليس في قائمة أولويات الأسد. وقال القائد المؤيد للأسد إن الأمر متروك لتركيا للانتشار وفقاً لاتفاقها مع إيران وروسيا و"إنهاء وجود تنظيم القاعدة مثل (جبهة) النصرة وغيرها" في إدلب.

وأضاف القائد "المشكلة مع تركيا في عفرين". وأضاف "لن نقبل أن يتقدم الإرهابيون (..) ويحتلون عفرين" في إشارة إلى الجماعات السورية المناوئة للأسد التي تقاتل إلى جانب القوات التركية.

اقرأ أيضا: آلاف المدنيين يغادرون حمورية نحو مناطق النظام دون ضمانات نتيجة القصف العنيف




المصدر