“أبو يحيى” يروي لـ (جيرون) تفاصيل مجزرة حمورية



شهدت مدينة حمورية في الغوطة الشرقية مجزرة مروعة، ارتكبتها قوات نظام الأسد، أمس الخميس، مستغلة حالة هلع المدنيين، وتزاحمهم للخروج نحو مناطق أكثر أمنًا، بعد قصفٍ بغاز الكلور (الأربعاء)، وانتشار إشاعات بين السكان، تفيد بأن النظام “أعطى الأمان”، لمن يغادر ويتجه إلى بلدة (بيت سوى)، حيث تتمركز ميليشيات النظام.

قال (أبو يحيى)، شاهد عيان من مدينة حمورية، إنه شاهد، صباح أمس الخميس (الساعة العاشرة)، “عشرات العائلات تتجه نحو بلدة (بيت سوى) التي يسيطر عليها النظام”. وأكد في حديث لـ (جيرون) أن “أخبارًا انتشرت تفيد بإعطاء النظام الأمان، لمن يخرج من أهالي حمورية إلى المعبر الواقع على أطراف البلدة. وعند الواحدة ظهرًا اتجهت مئات العائلات والسيارات إلى معبر النظام الموجود عند مؤسسة الأحلام، وقد لاحظتُ وجود أشخاص يوجهون الناس ويدلونهم على الطرقات”.

تابع (أبو يحيى): “بعد ساعة تمامًا، استغل النظام ازدحام المدنيين، وتقدّمت قواته من طريق نزوح المدنيين نفسه، وسيطر على ساحة المدينة، مستغلًا حالة الفوضى السائدة نتيجة وجود آلاف الناس الراغبين في الخروج، ثم بدأ بالتقدم باتجاه بلدة سقبا، وهنا أسرعتُ لإخبار الناس في سقبا أن النظام بدأ التقدم؛ وإذ بآلاف المدنيين يهربون، بصورة جنونية، خارج المدينة إلى عمق الغوطة، حيث مدينة كفر بطنا”.

تثبت تأكيدات الناشطين صحة رواية (أبو يحيى)، فقد أكد كثير منهم، اليوم الجمعة، وجود عشرات الجثث لمدنيين، قتلهم النظام خلال اقتحام حمورية، وهو ما أكده (أبو يحيى) بقوله: “كان القصف شديدًا على (سقبا)، والناس يركضون بلا وعي، وقد انفجرت عدة قذائف أمام دراجتي النارية، عند محاولتي إنقاذ أختي وأولادها، وتعرضَت أختي لإصابة، وللأسف، قُتل رجلٌ أمامي، وكان أخوه قربه يطلب النجدة، ولم أستطع إنقاذه، ثم رأيت مدنيًا مقتولًا، وبجانبه مصابٌ ينازع الموت. كان النظام يستهدف الشارع المزدحم بالمدنيين، بكل أنواع الأسلحة، وكانت قذائف الدبابة تنفجر فوق المدنيين، وهناك من يستشهد ويُترك أرضًا، وهناك من يصاب ولا يوجد من يسعفه، وهناك من فقَد نصف عائلته ولا يعرف مصيرهم، وهناك من وجد أطفالًا صغارًا ضائعين في الشوارع. حقًا كأنها القيامة”.

حول كيفية إيقاف تقدّم النظام، قال (أبو يحيى): “خلال القصف الكثيف، تمكن عشرات الرجال والشباب من تنظيم أمورهم، وحملوا سلاحًا فرديًا، وواجهوا قوات النظام المتقدمة، لقد كان بعضهم معلمين وكبارًا في السن، وتمكنوا من وقف التقدم، بعد ورود تعزيزات (الجيش الحر)، والحمد لله، تم إرجاع النظام، وتحرير كامل حمورية، وتكبيد النظام خسائر كبيرة”.

يذكر أن قيادة الثورة في دمشق وريفها أصدرت بيانًا، ليلة أمس الخميس، أكدت فيه تمكن (الجيش الحر) من استرجاع حمورية بالكامل، مؤكدة استخدام النظام للمدنيين دروعًا بشرية، في أثناء تقدمه بمساندة الطيران الروسي.


سامر الأحمد


المصدر
جيرون