on
(السلاح الثقيل) و(التركستان) يدخلان على خط الصراع الفصائلي في إدلب
دخل السلاح الثقيل على خط الاقتتال الدائر في الشمال السوري، بين فصيلي (هيئة تحرير الشام) و(جبهة تحرير سورية)، إذ قصفت (الهيئة) بصواريخ (فيل)، عددًا من القرى والبلدات منها (بسرطون، عنجارة، وتقادة)، في ريف حلب الغربي، التي تعدّ معقل (حركة نور الدين الزنكي)، وهي أحد فصيلي (جبهة تحرير سورية)؛ ما أدى إلى جرح عدد من المدنيين، إضافة إلى دمار هائل طال الأبنية السكنية والبنى التحتية، في تلك القرى”.
إلى ذلك، قال قيادي في (جبهة تحرير سورية)، فضّل عدم نشر اسمه، لـ (جيرون): إنّ “فصيل (التركستان) دخل الحرب إلى جانب (الهيئة)”، وأشار إلى أنّه “لولا تدخل (التركستان) على خط المواجهات ضدنا؛ لانتهى الجولاني منذ 20 يومًا”.
وعزا قائد عسكري، منشق عن (الهيئة)، سبب دخول (التركستان) على خط المواجهة، إلى تهديد (الجولاني)، قائد (هيئة تحرير الشام)، لهم، بأن الفصائل، بعد أن تنهي (الهيئة)، ستقضي عليهم، وقال لـ (جيرون): إنّ “الترغيب الذي مارسه قادة الهيئة أجبر (التركستان) على الانخراط في القتال”.
بدأ الاقتتال بين الفصيلين، في 19 شباط/ فبراير الماضي، على إثر اتهام (الهيئة) لـ (حركة نور الدين الزنكي)، باغتيال قيادي لها في مناطق سيطرة الحركة، وما لبث أن امتد القتال ليشمل ريف حلب الغربي وريف إدلب الشمالي، حيث مُنيت (الهيئة) في البداية بخسارات فادحة، على الشرط الحدودي مع تركيا، وطُردت من أبرز معاقلها، في ريف حلب الغربي (دارة عزة)، ثم ما لبثت أن استعادت السيطرة على جميع مناطق الشريط الحدودي، بعد استخدامها السلاح الثقيل.
فشلت مبادرات التهدئة بين الجانبين، وكان آخرها مبادرة عمر حديفة، الشرعي العام لفصيل (فيلق الشام)، في 6 آذار/ مارس الجاري، (هدنة 48 ساعة)؛ بسبب اعتراضات الجانبين على مكان عقد جلسات الصلح، ونشر قوات فصل من (فيلق الشام) و(جيش الأحرار)، في مناطق التماس بينهما، وما إن انقضت المهلة، حتى قصفت (الهيئة) بالسلاح الثقيل معاقل (الجبهة) في ريف حلب الغربي، وهاجمتها.
لكن فشل (هدنة 48 ساعة) لم يلغ ظهور مبادرات جديدة، حيث علمت (جيرون) أنّ “مجموعة من الأطباء طرحوا مبادرة (إنقاذ الساحة)، لوقف الاقتتال بين الفصيلين، ربما تفضي إلى وقف مؤقت للقتال بينهما، خلال الساعات القليلة المقبلة”. وتنص المبادرة على عدة بنود: “وقف الاقتتال، إطلاق سراح المعتقلين، تشكيل جيش موحد، وحل النزاعات بين الفصائل”.
في هذا الإطار، أكدّ بسام صهيوني، رئيس الهيئة التأسيسية في المؤتمر السوري العام، أن “مبادرات وقف الاقتتال بين الفصيلين لم تنته”، وقال لـ (جيرون): “إننا على أمل كبير في وقف القتال، والوصول إلى حل يرضي الطرفين”.
وعلى الرغم من مبادرات التهدئة، فإنّ القيادي أبو محمود سراقب، المنشق عن (الهيئة) يرى أنّ “القتال بين الجانبين سيطول، وسيفضي إلى مقتل مئات الشبان، في ظل رغبة (الجولاني) في استكمال دوره المخابراتي، والقضاء على فصائل المعارضة”.
من جانب آخر، يرى المقدم فارس بيوش، القيادي في (الجيش السوري الحر)، أنّ “الاقتتال الدائر في الشمال السوري، لاعلاقة له بالثورة”، وقال لـ (جيرون): إنّ “(الهيئة) هي أكبر عدو للثورة، وهي من نفذت أجندات النظام بحرفية العمالة التامة، وسلمت المناطق المحررة لأعداء الثورة”.
وأكّد بيوش أنّ “القضاء على المشاريع الخاصة التي أضرت بالثورة ضروري جدًا، وهي كثيرة، وكل مشروع عابر للحدود، يقوم على أساس (طائفي، عرقي، أو ديني)؛ يجب التخلص منه”. وتوّقع أن “يتم تخليص إدلب من السواد، قبل نهاية هذا العام؛ كون (الهيئة) قامت بمهمتها المرسومة لها دوليًا، في تخريب الثورة السورية، لذلك اقتربت نهايتها”.
جيرون
المصدر
جيرون