رغم إغلاق المعابر الحدودية.. طرق جديدة لتهريب المهاجرين إلى غربي أوروبا



السورية نت - شادي السيد

رغم إغلاق معظم المعابر الحدودية على طريق البلقان من تركيا إلى غربي أوروبا، منذ نحو ثلاث سنوات، فإن تدفق المهاجرين لا يزال مستمرا، وتجارة تهريب البشر تزدهر وتزداد، بل ويتم تاسيس مراكز وطرق جديدة لتثبيت وتعزيز هذه التجارة.

وفقا لتقرير نشرته مؤخرا صحيفة "فيلت آم زونتاغ" الألمانية، فإن تجارة تهريب البشر عن طريق مدينة تيميشورا تزدهر، فهذه المدينة الواقعة في غربي رومانيا ويبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة، تعد نقطة مركزية لتهريب المهاجرين نحو أوروبا الغربية.

وصرَحت الشرطة الفيدرالية الألمانية للصحيفة أن المدينة "تلعب دورا مركزيا وتعتبر مركزا للمنظمات الإجرامية التي تهريب البشر عبر البلقان".

يختبئ المهاجرون في شاحنات بتيميشورا وضواحيها بغية تهريبهم عبر الحدود إلى هنغاريا، ومن هناك إلى غربي القارة الأوروبية وعبر الحدود النمساوية إلى ألمانيا.

وتقول الشرطة إن معظم المهربين ينتمون الى دول جنوب وشرقي أوروبا، والكثير من الشاحنات مسجلة باسم شركات في تركيا.

المهاجرون عرضة للاختناق

الشاحنات مزودة بطبقة مخفية في القسم المخصص للشحن، يتراوح ارتفاعها بين 40 و 50 سنتيمترا يخبئ فيها المهربون المهاجرين. ونظرا لضيق المكان، فإن المهاجرين معرضين لخطر الاختناق، تقول الشرطة. ويدفع المهاجرون مبالغ كبيرة لخوض هذه المغامرة والمخاطرة بحياتهم. ووفقا لصحيفة "فيلت آم زونتاغ"، دفع رب أسرة سوري مبلغ 5500 يورو من أجل تهريبه مع أفراد عائلته من رومانيا إلى ألمانيا.

ورغم أن عدد الأشخاص الذين يدخلون أوروبا الغربية عبر طريق البلقان قد انخفض بشكل كبير منذ إغلاق هذا الطريق قبل ثلاث سنوات، لا يزال العديد من المهاجرين يحاولون السفر من تركيا إلى ألمانيا، وإلى باقي دول الاتحاد الأوروبي.

وازدهرت تجارة تهريب البشر في المنطقة، بعد أن حالت الحواجز والدوريات وتشديد الرقابة على الحدود دون عبور المهاجرين، الذين باتوا يستعينون بالمهربين ويعمد هؤلاء إلى استنزاف أموال المهاجرين في رحلة قد تفشل في منتصف الطريق المخطط لها.

تاريخ طريق البلقان

عام 2015، دخل مئات آلاف المهاجرين أوروبا الغربية عبر طريق البلقان. ولكن في مارس/ آذار 2016، أعلنت سلوفينيا وصربيا وكرواتيا ومقدونيا بأنها ستغلق حدودها في وجه المهاجرين ولن تسمح بمرور من لا يحمل تأشيرة دخول (فيزا).

ومنذ ذلك الحين، قامت عدة دول في المنطقة ببناء سياج حدودي، بما في ذلك هنغاريا، التي أقامت سياجا على طول حدودها مع صربيا في منتصف عام 2015. كما أقامت بلغاريا سياجا على طول حدودها مع تركيا في يونيو/ حزيران 2017.

ينشط المهربون الآن على عدة طرق متباينة انطلاقا من اليونان وتركيا إلى غربي أوروبا، بما في ذلك الطريق الذي كان أكثر استخداما في عام 2015، عبر صربيا وكرواتيا، والذي يعرف بطريق البلقان.

وأفادت وسائل إعلام كرواتية مؤخرا بأن طريقا جديدا في البلقان قد فتح، حيث يحاول المهاجرون الانتقال من اليونان إلى غربي أوروبا عن طريق ألبانيا والجبل الأسود والبوسنة والهرسك وكرواتيا وسلوفينيا.

وأشار مسؤولو الهجرة في البوسنة مؤخرا إلى زيادة كبيرة في عدد الأشخاص الذين يدخلون البلاد قادمين من صربيا والجبل الأسود، للعبور إلى غربي أوروبا، وهو ما يؤكد التقارير التي تفيد بوجود طريق جديد في منطقة البلقان.

اقرأ أيضا: "الأسد سيحولها لمقابر مفتوحة".. فرنسا تحذر من الأسوء في الغوطة قبيل جلسة لمجلس الأمن




المصدر