شموع في أوسلو: “نحن نقف مع سورية”



شهدت العاصمة النرويجية أوسلو، يوم أمس الخميس، وقفة تضامنية بعنوان (نحن نقف مع سورية)، دعا إليها (مركز نوبل للسلام)، بمناسبة الذكرى السابعة لانطلاقة الثورة السورية، وشارك فيها محافظ أوسلو ماريانا بورغن، وعدة منظمات مجتمع مدني نرويجي، عبّر خلالها المشاركون عن تعاطفهم مع معاناة الشعب السوري، الذي يتعرض لانتهاكات جسيمة في حقوق الإنسان.

أشعل المشاركون الشموع، إجلالًا لأرواح شهداء الثورة السورية، ولتقديم رسالة سلام وأمل إلى الشعب السوري، وكان من ضمن الحاضرين عددٌ من أعضاء الحكومة، وموظفون رسميون، ورئيس (حزب الشعب المسيحي)، ومن المنظمات التي شاركت “منظمة (أنقذوا الأطفال)، والعفو الدولية، والصليب الأحمر النرويجي، ومنظمة المساعدات النرويجية، والمنظمة الكنسية للمساعدات، ومنظمة (SOS) للطفولة، ومنظمة (مساعدة اللاجئين)”.

الناشط السياسي الفلسطيني السوري جمال يانس، أحد المشاركين في الوقفة، قال لـ (جيرون): “إن ما تمر به سورية، من أزمات وحروب متعددة الأوجه على أرضها، والصور المؤلمة القادمة من داخل المناطق المحاصرة، وبخاصة الهجمة الأخيرة لقوات نظام الأسد على الغوطة الشرقية، كانت هي الدافع لهذه الفعالية”، وأوضح: “حاولنا -المشاركين- نقلَ المعاناة التي يمر بها أهالي الغوطة، وجرائم الحرب المرتكبة بحق المدنيين، ومن ضمنهم النساء والأطفال، للشخصيات النرويجية التي حضرت”.

وفق يانس، فإن بورغن أكدت “ضرورة دعم السوريين المحاصرين، والسعي لرفع الحصار عنهم، والسماح للمنظمات الدولية بإرسال المواد الغذائية، وتوفير المستلزمات الطبية”، ودعت إلى مساعدة اللاجئين السوريين، كما طالبت المجتمع النرويجي، بـ “جمع التبرعات اللازمة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الكارثة الإنسانية التي يعيشها العالم، بعد الحرب العالمية الثانية”.

إلى ذلك، شددت منظمة (أنقذوا الطفولة) على أهمية “حماية الأطفال وقت الحرب، والالتزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية المتعلقة بالطفولة وحقوقها”، ولفتت إلى ضرورة العمل على “تخفيف آثار الحرب على الطفولة وتجنيبهم مآسيها”، وفي هذا السياق، دعت منظمة (مساعدة اللاجئين)، إلى “توفير الحماية للاجئين السوريين، والتعاون لتقديم كافة المساعدات والخدمات الإنسانية لهم”.

منظمتا (العفو الدولية) و(الصليب الأحمر النرويجية) طالبتا بدورهما “قوات النظام، بوقف القصف العشوائي، وحماية السكان المدنيين الموجودين في مناطق القتال، ورفع الحصار عنهم، والسعي لتوفير الإغاثة الغذائية والطبية العاجلة لهم”، ووصفتا ما يجري في سورية بأنها “انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان”، ودعتا إلى “إيصال المساعدات، وتقديم الخدمات المختلفة للاجئين السوريين، في مراكز اللجوء الموجودة في دول الجوار السوري”.

أشار يانس إلى أنه، كفلسطيني سوري، يرى أن قضية نيل الشعب السوري حريته “لا تنفصل عن نضال الفلسطينيين المطالبين بالحرية”، وهذه الفعالية تأتي “للتكاثف والتضامن مع المحاصرين، ودفع المجتمع الدولي إلى السعي والعمل، من أجل التدخل لإيقاف هذه الحرب الكارثية والانتهاكات المرتكبة بحق المدنيين السوريين”.

لفت يانس إلى أن ما يقوم به نظام الأسد من قمع هو “نتيجة طبيعة بنيته، وهو المسؤول الأول والأخير عما يحصل في سورية، فتاريخه مبني على التنكيل بالشعب وسلب الحريات، من خلال أجهزته الأمنية، وهذه الثورة جاءت في سياقها الطبيعي، للتخلص من الاستبداد”، وأضاف: “كانت رسالتنا أيضًا إلى المجتمع النرويجي أن ما يفعله هذا النظام وداعموه الروس يشكّل خطرًا على العالم كله، وبخاصة الدول الأوروبية، ودفاعكم عن السوريين هو دفاع عن القيم والمفاهيم الإنسانية التي قامت عليها مجتمعاتكم”.


حافظ قرقوط


المصدر
جيرون