on
حكومة خميس تغضب الموالين..”تجمّل حديقة السبكي وتنسى الجيش”
تناقلت عدة صفحات تابعة لنظام الأسد، على (فيسبوك)، ما اعتبرته “مقالًا” يفضح فساد حكومة عماد خميس، بمخالفتها تعليمات وتوجيهات سيدهم بشار، وبالأخص قوله إن “الوطن ليس لمن يسكن فيه، بل لمن يدافع عنه ويحميه”، في إشارة إلى أن حكومة خميس أهملت عناصر قوات نظام الأسد، والقتلى الذين يسقطون دفاعًا عنه.
أورد المقال “أدلة على زيف ادعاءات حكومة خميس”، بدعمها قوات الأسد، ومنها أنها منحت لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات السورية “تعويض تفرغ 100 بالمئة على الراتب المقطوع”، بينما تجاهلت، بشكل “متعمد ومقصود”، عناصرَ جيش الأسد، حيث إن العنصر “محروم من رؤية أولاده منذ سبع سنوات، ولا يُمنح أي تعويض عن التفرغ”.
قارن كاتب المادة، بين قرار منح “مكافئات مالية تصل الى 100 ألف ليرة سورية لأطباء التخدير، ومنحهم تعويض بدل المناوبات بمبلغ 2000 ليرة سورية عن كل مناوبة، و3000 ليرة سورية عن مناوبات أيام العطل الرسمية والأعياد”، وبين “مكافأة 10 آلاف ليرة” لكل عنصر من عناصر قوات النظام، وقال: إن “تجاوزات كثيرة” حصلت بها، وإن ما خُصص لها هو “ميزانية صغيرة”، لا تغطي “20 بالمئة” من العناصر، وأكد أنها، على الرغم من صغرها، “تُلغى”، في حال أُصيب العنصر في القتال.
أشار التقرير إلى أن العنصر لم يحصل على أي إجازة، ومع ذلك، لم يتم تعويضه عن ذلك، مقابل حصول الموظفين على العطلة الأسبوعية أو بدل عنها، مع التعويضات، حتى ما يخص الأعياد الرسمية. وذكر التقرير الذي تداولته عدة صفحات مؤيدة، أن الحكومة منحت المعالج الفيزيائي تعويض طبيعة عمل، بنسبة “75 بالمئة”، بينما العنصر المصاب الذي يُعالجه الفيزيائي يُمنح تعويض “عبء عسكري” أقل من “7 بالمئة”، وأوضحت أنها تعادل “50 ليرة في اليوم”، ووصفتها بأنها “لو مُنحت لمتسول؛ فقد يرفضها ويعتبرها إساءة للمهنة”.
يدرك أتباع هذا النظام الذي قتل أبناءَهم، أنه يعاملهم كمتسولين، ولا يكترث لكرامتهم ولا لدمائهم، ويعرفون في قرارة أنفسهم أن أموال عائلة الأسد المنهوبة والمودعة في بنوك أوروبا، تعادل أضعاف ميزانية البلد التي نهبوها، وقد قرؤوا، كما الجميع، أن بعض أموال رفعت الأسد تم إلقاء الحجز عليها أخيرًا، كما أنهم يستطيعون حساب ميزانية رامي مخلوف (ابن خال بشار الأسد)، الذي أصبحت استثماراته في سورية تعادل أكثر من 60 بالمئة من الاقتصاد السوري.
يعرف أولئك المؤيدون كل ذلك وأكثر، وأن رئيسهم لم يعد يحكم سورية، وأنه يمضي وقته في لعب “الأتاري”، ورأوا كيف كشفت مواقع التسوق العالمية هوسَ زوجته بالتبذير، وقرؤوا عن الفواتير التي تدفعها من أجل مقتنياتها الشخصية، وشاهدوا كيف يعيش أبناء بشرى الأسد في الإمارات العربية، بين الملاهي الليلية والرحلات الماجنة والسيارات الفارهة، بينما الأسر التي قدمت أبناءها قربانًا لبقاء الأسد، تعيش الفقر والعوز.
علقت (صفاء صفاء) على المنشور، في صفحة (غرفة عمليات الجيش السوري)، باللهجة المحكية قائلة: “الرفاهية والمكافآت بس لكل مين قاعد ببيتو، العسكري تبهدل وجاع وبرد وتدمر مستقبلو.. هذا كلو ما بيهم، المهم الخطابات الرنانة، والشهيد والمصاب إلن مكافأة كم كيلو برتقال وكم جاجة أو سلة غذائية، كل كم شهر”.
وكتب (أركان فرج فرج): “بالمختصر المفيد، وخير الكلام ما قل ودل، خسرنا ولادنا وخسرنا دم لندافع عن كرامة هل الوطن، بس للأسف ما في تقدير وما بدنا نوسخ بالكلام، ولا نسمي الأشياء بأسمائها”.
وعلق (نور سعد)، على المنشور نفسه، في صفحة (سوا لدعم الجيش العربي السوري) قائلًا: “الجيش العربي السوري منهار معنويًا وماديًا وجسديًا والخ.. فعلًا ضايع حقو وصابر، بس للصبر حدود”.
وكتب (عماد عبد الحكيم): “العسكري أو الجندي السوري راتبو من 35 ألف إلى حد الخمسين، إذا شقّت حالا، أما الجندي الروسي فيقبض بالشهر 1900 دولار، يعني عن عشرين عسكري سوري”.
يزعم “كاتب” المنشور أن حكومة الأسد قدمت بيوتًا لنازحي مدينة داريا، ليستنتج أنها في الوقت نفسه “عجزت عن تأمين سكن، ولو بالتقسيط لأبناء الشهداء، أو تقديم حصة معونات، ولو مرة واحدة سنويًا، لأسر حماة الديار”، يصدق كاتب المنشور وغيره ادعاءات إعلام نظامهم، بأنه قدّم بيوتًا لأهالي داريا وغيرها، ولم يكترثوا إلى أن أسدهم ونظامه، دمروا تلك المدينة، كما الكثير من مدن وبلدات سورية، على سكانها، وشردوا أهلها إلى داخل سورية وخارجها.
تُثبت كتابات مؤيدي النظام معرفتهم بالواقع السيئ الذي يحيط به، ولكنهم، للأسف، يعيشون في الوقت نفسه في غربة عن الكثير من الحقائق، وما زالوا يرون أن المأساة متوقفة على إعانة هنا أو ألف ليرة هناك، ثمنًا لدم أبنائهم، دون الالتفات إلى أن نظامهم أضاع الوطن واستقدم كل مرتزقة العالم إليه.
ذهب المنشور إلى توضيح أن حكومة نظامه صرفت ملايين الليرات، لتعبيد طريق معلولا دمشق، وتجميل حديقة السبكي، وتنظيم مهرجان للدهانات في ساحة الأمويين، وتناست تلك الحكومة “بدل إطعام الجندي السوري المحدد من قبلها بمبلغ 123 ليرة، وهي لا تكفي لشراء نصف سندويشة فلافل”، لكن الكاتب كان صادقًا في استنتاجه، حين قال: “الإنجاز الوحيد المسجل لهذه الحكومة لصالح الجندي السوري، هو عرض الأغاني الوطنية التي تمجد انتصارات الجيش على الشاشات”.
كتبت (لينا كرم) معلقة: “كلامكن صحيح، وأنا أخي استشهد، وإله زوجة وثلاثة بنات، أكبر بنت 7 سنين، تخيلوا صارلها زوجته من الشهر 11 ما قبضت راتب!! نساء الشهداء عم تشحد لتعيش”.
ما زال هؤلاء الذين هم أيضًا وقعوا ضحايا لهذا النظام، لا يفهمون لماذا هتف السوريون للحرية والكرامة ورفض الذل، لكن من المؤكد أنهم، عندما تخط الثورة كلمات انتصارها في الدستور والقانون السوري، سيدركون، ومعهم آخرون، أن هذه الثورة كانت لأجل وطن يصون كرامة أبنائه، كل أبنائه.
حافظ قرقوط
المصدر
جيرون