روسيا وتركيا وإيران يتفقون على تعزيز مسار أستانا وعدم السماح بتقويضه



السورية نت - رغداء زيدان

اتفق وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران على تعزيز مسار "أستانا"، وعدم السماح بتقويضه رغم تداعيات الوضع الميداني وانهيار اتفاقيات وقف النار في بعض مناطق خفض التصعيد في سوريا.

وعقد وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" أمس، جلسة محادثات مطولة مع نظيريه الإيراني "محمد جواد ظريف" والتركي "مولود جاويش أوغلو"، هي الأولى للوزراء الثلاثة منذ تدهور الوضع العسكري في منطقتي إدلب وغوطة دمشق اللتين كانت البلدان الثلاثة رعت اتفاقاً لوقف النار فيهما، وإدراجهما ضمن مناطق خفض التصعيد.

وسعت الأطراف الثلاثة إلى "ضبط أجنداتها" على ضوء المتغيرات الميدانية وفقاً لتعبير دبلوماسي روسي، رأى أن أهمية الاجتماع تكمن في التوافق على آليات التحرك المشتركة في المرحلة اللاحقة. بالإضافة إلى إعداد توصيات مشتركة لرفعها إلى قمة رؤساء البلدان الثلاثة المقررة في الرابع من الشهر المقبل في إسطنبول.

وقال "لافروف" في وقت لاحق أمس: إن القمة الثلاثية ستبحث "التوافق على آليات جديدة لدفع التسوية السياسية في سوريا".

وبرز التوافق في المواقف حول الوضع في الغوطة الشرقية واضحاً خلال مؤتمر صحافي عقده الوزراء في ختام محادثاتهم.

وكان "لافروف" شدد في مستهل اللقاء على أهمية لقاءات "أستانا" حول سوريا، وأشار إلى أنها أثبتت فاعليتها وساهمت في التمهيد للتسوية السياسية.

وقال: إن نتائج المحادثات حول التسوية السورية من خلال منصة "أستانا" لا تحظى بتأييد "أطراف ترغب في تقسيم سوريا إلى دويلات وإمارات" في إشارة مباشرة إلى واشنطن.

وعكس حديث "لافروف" أن أبرز محورين تسعى موسكو إلى تثبيتهما مع شريكيها التركي والإيراني هما المحافظة على مسار "أستانا، وإطلاق العمل في اتجاه تنفيذ قرارات سوتشي حول تأسيس لجنة دستورية سورية.

وأشار في المحور الأول إلى أن "محاولات النيل من هذا المسار تقف وراءها القوى التي يزعجها التعاون المستمر بين روسيا وتركيا وإيران، والتي تراهن على تقسيم سوريا وتحويلها إلى ساحة للفوضى واللعب الجيوسياسية".

وزاد: إن مناطق خفض التصعيد في سوريا التي حددها مسار أستانا لا تزال قائمة، مضيفاً: إن البلدان الضامنة "لم تبحث مسألة توسيع رقعتها أو إنشاء مناطق جديدة"؛ ما حمل إشارة ضمنية إلى عفرين التي لم يتم التوصل إلى اتفاقيات بشأن الوضع المستقبلي فيها. وتابع لافروف: إن "تمديد سريان مفعول اتفاقيات مناطق خفض التصعيد سيتوقف على سير التطورات على الأرض"

وشدد الوزير الروسي في المحور الثاني على أهمية المضي في مسار التسوية السياسة، التي "تشكل صياغة الدستور السوري الجديد منعطفاً حاسماً فيها". ولفت إلى وجود صعوبات في تشكيل لجنة الإصلاح الدستوري التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر الحوار في سوتشي نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، لكنه أكد ضرورة تفعيل هذا العمل على تشمل اللجنة كل الأطياف السورية، وأن يتمكن السوريون من حل خلافاتهم فيها عبر التوافق ومن دون تدخل خارجي.

وجدد "لافروف" دعوة المعارضة السورية المسلحة إلى "فصل نفسها عن الجماعات الإرهابية"، وهو مطلب لقي تأييداً من نظيريه التركي والإيراني. إذ شدد "جاويش أوغلو" أيضاً، على أهمية الفصل، مؤكداً على ضرورة "تصفية الإرهابيين بكل ألوانهم". داعياً في الوقت ذاته، إلى تجنب سقوط مدنيين خلال العمليات على الإرهاب.

وأشار ظريف إلى أهمية مسار أستانا في تقليص حدة التوتر في سوريا، ودعا إلى "مواصلة تنسيق الجهود من أجل محاربة الجماعات الإرهابية كخطوة أساسية في الطريق إلى الحل السياسي".

إلى ذلك، نقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن مصدر مقرب من مباحثات "أستانا" قوله: إن الجولة الجديدة من المحادثات الموسعة سوف تجرى في منتصف مايو/ (أيار) المقبل. مشيراً إلى أن اللقاءات الحالية اقتصرت على البلدان الضامنة التي بحثت على مستوى الخبراء ترتيب عقد الاجتماع الأول لمجموعة العمل التي تم تأسيسها في الجولة الأخيرة من المفاوضات في أستانا حول ملف المعتقلين والمخطوفين السوريين.

وتضمنت أجندة اللقاءات التقنية، حسب مصادر شاركت في الاجتماعات، مناقشة البيان الختامي، وتقييم ما حصل العام الماضي من اجتماعات للدول الضامنة في "أستانا"، وتناول موضوع مناطق وقف التصعيد والانتهاكات فيها، وبشكل خاص في إدلب والغوطة الشرقية.

اقرأ أيضا: تدريبات إسرائيلية لتفادي صدام محتمل مع القوات الروسية في سوريا




المصدر