معسكرات اعتقال جماعي للفارين من جحيم “الغوطة”



فرضت قوات النظام الإقامة الجبرية على المدنيين الفارين، من مدن وبلدات الغوطة الشرقية، إلى مناطق سيطرة النظام في محيط العاصمة دمشق، وذكر ناشطون أن “مراكز الاحتجاز هي (الدوير، حرجلة، والبطيحة)، حيث لا يسمح بخروج الأهالي منها إلا بعد الحصول على موافقة أمنية من الفرع المختص”.

قال الناشط براء محمد لـ (جيرون): إنّ “قوات النظام نقلت القسم الأكبر من أهالي الغوطة إلى مركز إيواء، في مخيم الدوير بمنطقة عدرا، فيما نقلت أعدادًا أخرى إلى مركز حرجلة، قرب الكسوة جنوب دمشق”.

شبه محمد مركز (الدوير)، بـ “معسكر الاعتقال الجماعي”، وقال: إنّ “القاطنيين في المركز يخضعون لعمليات مراقبة متواصلة، حيث يُمنع المحتجَزون من المغادرة، أو حتى الخروج لزيارة أقاربهم في مناطق أخرى، إلا بعد حصولهم على (موافقة أمنية) من الفرع الأمني المسؤول عن المنطقة”. وأشار إلى “انعدام الماء والكهرباء في المركز، إضافة إلى مناخه الجاف، وشبه الصحراوي، ما يزيد معاناة النازحين فيه”.

إلى ذلك، قال إياد عبد العزيز، رئيس المجلس المحلي لمدينة دوما، لـ (جيرون): إن “مئات العائلات التي خرجت من الغوطة الشرقية، ما زالت حاليًا قيد الإقامة الجبرية، في منطقة تسمى (البطيحة) في عدرا، وإلى الآن، لم يتم الإفراج عن أي أحد منهم”.

وأشار إلى “رفض قوات النظام منح تصريحات أمنية لأقارب العائلات المحتجزة داخل المخيم لإخراجهم”، ولفت إلى “اعتقال قوات النظام معظم المدنيين الذين خرجوا من جهة حمورية، (خاصة الشباب)، دون معرفة الوجهة التي تمّ سوقهم إليها”.

وأشار المصدر إلى أنّ “(الهلال الأحمر) يتولى مهمة تأمين الطعام والطبابة، لمئات العائلات المحتجزة داخل مركز الدوير، حيث قامت فرق الهلال بتزويد كل عائلة باحتياجاتها الأساسية، من لوازم النوم والطبخ، إضافة إلى تقديم المساعدات الغذائية لهم”.

ذكرت الأمم المتحدة، يوم الجمعة الماضي، أنّ “ما يراوح بين 12 و16 ألف سوري، غادروا الغوطة الشرقية، خلال الأيام القليلة الماضية”، وقالت ليندا توم، المتحدثة باسم (مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المحدة): إنّ “التقارير الواردة من داخل الغوطة تفيد أن المئات يواصلون الخروج من أحيائهم المحاصرة”.

تشن قوات الأسد، منذ نحو شهر، حربَ إبادة على مدن وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق؛ أسفرت عن مقتل المئات، وجرح الآلاف.


خالد محمد


المصدر
جيرون