أسماء الأسد تظهر في فيديو دعائي يهدف لحث النساء على القتال بصفوف قوات النظام



السورية نت - مراد الشامي

ظهرت أسماء الأسد زوجة رأس النظام في سوريا، في فيديو دعائي التقت خلاله مقاتلات متطوعات في جيش الأسد، شاركن في المعارك الدائرة بالغوطة الشرقية المُحاصرة في ريف دمشق.

ونشر حساب "رئاسة الجمهورية"، اليوم الخميس، مقطع فيديو حمل عنوان "ضفائر النار"، وهو الوصف الذي أطلقته أسماء الأسد على المجندات في صفوف قوات النظام.

وعرض الفيديو أسماء الأسد برفقة عدد من المقاتلات، اللاتي أردن من خلال حديثهن دعوة النساء إلى الانضمام لصفوف قوات النظام، ووصفت أسماء ما يجري في سوريا بأنه "فتح جديد، لم يغير مسار الحرب فحسب، بل غير مفاهيم كاملة سادت المجتمع لسنوات"، على حد قولها.

ويتزامن هذا الفيديو مع زيادة خسائر قوات الأسد من الذكور، وهي خسارة مستمرة منذ السنوات السبع الماضية، فضلاً عن فرار عشرات آلاف الشباب السوريين إلى خارج البلاد هرباً من التجنيد الإجباري.

ودفع ذلك الأسد إلى الاعتماد بشكل رئيسي على ميليشيات مدعومة من طهران، كمقاتلين عراقيين، وأفغان، فضلاً عن ميليشيا "حزب الله" اللبناني، ومستشارين من "الحرس الثوري" الإيراني.

ويأتي هذا الفيديو الدعائي بعد أيام من زيارة قام بها الأسد إلى قواته على إحدى الجبهات في الغوطة الشرقية، والتقط هنالك صورة "سيلفي" قرب دبابة، بينما غطى الدمار ملامح المنطقة التي زارها بسبب القصف المستمر لقوات النظام على مدن وبلدات الغوطة، والعمليات العسكرية الواسعة التي خاضتها بدعم من ميليشيات مسنودة من إيران، وسلاح الجو الروسي.

وكانت أولى مؤشرات استعانة الأسد بالنساء للقتال في جيشه قد بدأت في مارس/ آذار 2015، عندما عرضت وسائل إعلام موالية، صوراً ومقطع فيديو لعدد من المقاتلات يقدن دبابات ويطلقن النار بأسلحة ثقيلة في حي جوبر قرب دمشق.

وحينها كانت قوات الأسد قد مُنيت بخسائر بشرية كبيرة من الذكور خلال المواجهات في الحي الملاصق لساحة العباسيين، خلال محاولاتها اقتحام الغوطة الشرقية من هذا المحور.

وفي العام 2016 نشرت مقاتلات متطوعات في ميليشيا "الدفاع الوطني" فيديو أحدث ضجة في وسائل إعلام النظام، عندما ظهرن وتحدثن عن تعرضهن للاستغلال من قبل ضباط في جيش الأسد، واشتكت بعضهن من التعرض لتصرفات وصفنها بـ"اللاإنسانية".

أسماء الأسد أداة دعائية للنظام

وتُعد أسماء الأسد أحد الأدوات الدعائية التي يستخدمها نظام الأسد لتقديم صورة مغايرة لما يجري في سوريا من عمليات قتل، ومجازر ترتكبها قواته، من خلال ظهورها بين الحين والآخر في مقاطع فيديو محاولةً إظهار "الوجه الحسن" للنظام، ومبررة الانتهاكات التي تجري في سوريا.

وكان موقع "DW" الألماني أنتج في العام 2017 فيلماً وثائقياً أسماه "وجه الدكتاتور الجميل"، وتحدث فيه عن أسماء الأسد، وسلط الضوء على التناقضات التي تعيشها بدءاً من حياتها المترفة عندما كانت في لندن، ثم زواجها من الأسد، وانتهاءً بقبولها وتبريرها للمجازر التي ارتكبها النظام خلال السنوات الماضية، وأودت بحياة مئات الآلاف من السوريين.

واعتبر الفيلم أن أسماء الأسد كانت بالفعل "الوجه الجميل للديكتاتورية"، وبيّن كيف ساهمت في تحسين صورة زوجها بشار الأسد أمام المجتمع الدولي مرات عدة.

أما صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإنها وصفت أسماء الأسد في تقرير نشرته في وقت سابق بأنها تعيش في "واقع بديل للحياة في سوريا".

وأشارت الصحيفة إلى أن أسماء الأسد كانت تنشر بانتظام صوراً على حسابها في موقع "إنستغرام" وتظهر خلالها وهي تتحدث مع أطفال، وتعانق أسرةً فقدت أحد أحبَّائها، وكانت هذه الصور قد انتشرت في وقت كان فيه سكان مدينة خان شيخون يلملمون جراحهم عقب الهجوم بأسلحة كيميائية استهدفتهم بها قوات الأسد في أبريل/ نيسان 2017، وأودى بحياة ما لا يقل عن 100 مدني، وإصابة 500 آخرين، بحسب ما وثقته منظمات حقوقية.

وقالت "ديلي ميل" تعليقاً على ذلك: "يُبرز ذلك تناقضاً صارِخاً مع المشاهد التي خرجت من خان شيخون"، ونقلت الصحيفة عن أندرو تابلر، الخبير في الشؤون السورية والذي عمل مع أسماء بين عامي 2001 و2008، قوله لمحطة "فوكس نيوز": "إنها تُظهِر لا مبالاة وانعداماً شعورياً على مستوياتٍ عُليا. أعتقد أنَّها مُدركةٌ تماماً لما يجري وهذا يصيبك بالغثيان".

اقرأ أيضا: وزارة "المصالحة" في حكومة الأسد تبتز أهالي المفقودين وتحتال عليهم.. وشقيق الوزير أبرز المتورطين




المصدر